الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أطنان المتفجرات لم تحرز نصرا" على أشلاء المشردين في غزة بقلم : بديع عويس

تاريخ النشر : 2014-07-27
أطنان المتفجرات لم تحرز نصرا" على أشلاء المشردين في غزة
يفخر الإسرائيلي بانتمائه للصهاينة ؛ ولذلك يندفع لينهش ما تبقى من أشلاء المشردين في جزر محاصرة بأرض مسلوبة .
غزة ، قطاع يئن تحت الحصار المركّب ، في أقصى جنوب فلسطين, المشردون فيه من الأراضي المغتصبة من فلسطين قد تصل نسبتهم الى 65% من سكانه, إسرائيل تجترّ النصر على عذاباتهم ؛ في كل هجوم عسكري ؛ علّه يمحو شعورا بالهزيمة في جنوب لبنان عام 2006؛ لكن دون جدوى .
المتهمان بخطف المستوطنين الثلاثة ؛ في تموز 2014م ، اختفت آثارهما لحد الآن, إسرائيل فرضت عقابا جماعيا على الفلسطينيين ، تدحرج من هدم بيوت المتهمين مرورا بمداهمة البيوت والاعتقالات في معظم مناطق الضفة الغربية ؛ حتى استقر بمهاجمة الطيران الحربي لأهداف منتقاة في غزة.
اتسعت دائرة الهجوم الإسرائيلي على غزة ، تماما كما بدأ في جنوب لبنان عام 2006م . قصف من الجو والبحر والبر وارتكاب المجازر , تهديم البيوت ,تهجير السكان ؛ علهم يحرزون تقدما نحو تحقيق هدف استعماري غربي صهيوني ؛ يتجسد في إنهاء قضية اللاجئين ، بتشريد ما تبقى على ارض فلسطين دون عودة ..واستيعابهم في الأراضي العربية وشتى بقاع العالم .
حسن نصر الله - الأمين العام لحزب الله اللبناني - أشار إلى هذا الهدف في خطابه بمناسبة ذكرى حرب تموز عام 2006 ، ويوم القدس ، الذي يصادف آخر جمعة من رمضان..ثم أوضح أن الصهاينة واسايادهم اعدّوا برنامجا لشطب قضية فلسطين ، بدت معالمه واضحة في خلق قضايا مركزية لكل بلد عربي ، تتقدم على غيرها في الأولوية , قضية الراتب , الغاز , البنزين للسيارة , اختراع أعداء : الشيوعية , إيران , عزل الشعب الفلسطيني عن محيطه نفسيا, عاطفيا , ميدانيا ,فرض النزاعات عليه , فرض مجازر متنقلة في فلسطين وخارجها ، والقبول بالفتات في نهاية الأمر .

استطرد نصر الله:- أرادوا إسقاط مركزية القضية الفلسطينية ، في مرحلة هي الأخطر في تاريخ القضية ؛ منذ اغتصاب فلسطين..فيها دمرت دول, جيوش, مجتمعات, من اجل تحقيق حلم راود وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2006 م تمثل بشرق أوسط جديد.

تذرعت إسرائيل بخطف جنديين من الجيش الإسرائيلي ؛ لاستباحة الحدود اللبنانية في الهجوم العسكري تموز عام 2006م ، الذي فشل في تحقيق أهداف ؛ رفعت إسرائيل سقفها, ثم تذرعت مرة ثانية بخطف حركة حماس لثلاثة مستوطنين ؛ لتشن هجومها على قطاع غزة في تموز 2014م .. وهي ما زالت تتخبط في تحديد أهدافها المعلنة ؛ لشعورها بفشل ما أقدمت عليه , فهي تعاني من فشل استخباري ؛ لتحديد قدرات المقاومة ، وفشل سلاح الجو في حسم المعركة وفشل في اعتراض الصواريخ ومنع انطلاقها , وفشل في الهجوم البري .

المقاومة الفلسطينية كان هدفها واضحا ؛ ولذلك كان لها المبادرة والإبداع في الميدان , هدف المقاومة الفلسطينية إنهاء الحصار ، وهدف نتينياهو المعلن : عودة الهدوء لفترة طويلة .. على الرغم أن الهدوء كان متوفرا قبل الهجوم ، يرافقه أيضا عشرة آلاف طن من المتفجرات التي ألقتها الآلة العسكرية الإسرائيلية على غزة منذ بدء العدوان ، لم تجن سوى انعدام الهدوء ؛ حتى يزول الحصار ، وذهول الاسرائيلين قبل الجيش والقيادة مما أبدعته المقاومة في أدائها العسكري وسرعة المبادرة ومواصلة إطلاق الصواريخ باتجاه مطار بن غوريون وغيره من المواقع .
" من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها " هذا ما ورد في تصريح وزير خارجية بريطانيا في مؤتمر صحفي عقده رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو .. بعد مواصلة طيران بريطانيا رحلاته لإسرائيل في الوقت الذي امتنعت فيه الكثير من الشركات العالمية رحلاتها ؛ بسبب مواصلة إطلاق الصورايخ باتجاه مطار بن غوريون .. سخاء بريطانيا على إسرائيل ليس حديث العهد ، بل له السبق في وعد بلفور ، وإنهاء انتدابها لفلسطين وتقديمها على طبق يطفح بدماء الأبرياء من فلسطين إلى دولة الجيش الذي لا يقهر .
تزداد أهمية سخاء بريطانيا في ليلة ظلماء ؛ تعاني إسرائيل فيها من تخمة في الترسانة العسكرية ، تغوص في بحر من دماء الأطفال في المدارس والجرحى في المشافي .
الولايات المتحدة الأمريكية أبدت حزنها على ما يجري في غزة ، والمفوض العام للأمم المتحدة وصف مناظر القتل هناك ، بعيدا عن الخطوات الجادة في وضع حد للمجازر المتجددة في صفوف المحاصرين والمشردين.
في اليوم التاسع عشر من الحرب المعلنة على غزة ، ما زالت الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومصر تسعى للضغط بقوة لتحقيق وقف ( إنساني) لمدة سبعة أيام.
اندفعت إسرائيل بهجمة عسكرية شرسة ، لكنها تراوح مكانها ، كما ورد في صحيفة هارتس : فهي تعاني من شح المعلومات عن الميدان ، والقدرة القتالية لدى المقاومة الفلسطينية .. وعنصر المفاجأة في مبادرات القسام العسكرية وتطور إمكاناتها التقنية ؛ مما تسبب بإرباك الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية .
تجول إسرائيل بناظريها في كل الاتجاهات ؛ أمريكية وأوروبية وحتى عربية (صديقة) ، وليس تورط الطاقم الإماراتي والأطباء والممرضين المؤيدين لدحلان ، سوى دليلا على مدى الانحدار الذي انزلقت إليه الحكومة الإسرائيلية في اتخاذ قرار بشان الحرب على غزة .
حتى وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية لدى متابعته العدد الكبير من الضحايا في غزة ؛ لم يردعه حزنه على الأبرياء أن يصرح ( إن إسرائيل لها الحق في هدم الأنفاق) لكنها لم تسلم من تندّره في الوقت ذاته ، عندها قال مرتين لأحد المساعدين (انه جحيم ناتج عن عملية بالغة الدقة ) ( لكن الحرب صعبة ) .
إسرائيل هي الأدرى في واقع الحرب المفروضة على غزة , رئيس أركانها بني غانتس ؛ في مؤتمر صحفي ، بدى فيه وجهه شاحبا ومحبطا ، قال : ( المعركة كانت قاسية قوية ) - في حي الشجاعية - وأردف قائلا: ( الذين قتلوا كانوا من النخبة ، ورأس الحربة في وحدات جولاني , المعارك قاسية ومركبة ) .

أما نتينياهو رئيس الوزراء ؛ فقد حدد أهداف الحرب في مؤتمر صحفي شاركه فيه وزبر الجيش - موشيه يعلون - حصرها في استعادة الهدوء وضرب شبكة الأنفاق وإضعاف قدرات فصائل المقاومة العسكرية .. لكن هذه الأهداف لا يبدو تحقيقها سهل المنال, ربما يسعف اسرائيل قرارات تصدر عن اجتماع ؛ يحضره وزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا وقطر في باريس.. إذا كان رفع الحصار عن غزة من أهم البنود التي تدوّن في القرارات الناتجة عنه .. في ظل التظاهرات التي تجوب شوارع الاردن , الجزائر , اليمن, موريتانيا , المانيا , فرنسا نصرة لغزة . الا أن المعطيات تشير - حتى الآن - الى ان عشرة آلاف من أطنان المتفجرات – هدية اسرائيل في عيد الفطر السعيد - لم تحرز نصرا" على أشلاء المشردين في غزة .
بقلم : بديع عويس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف