الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من هنا كانت المشكلة بقلم:محمود خليفة جودة

تاريخ النشر : 2014-07-27
كتب / محمود خليفة جودة
باحث وكاتب سياسى
من هنا كانت المشكلة
يعجز القلم عن الكتابة ويعتصرالألم قلبى, ولن تفى كلماتى بحق وصف هذا الحزن والقلق الذى رأيته فى عيون بعض ابناء قريتى - هذه القرية التى تقع فى مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم - حين تم تداول الأنباء حول مصرع 15 مصرياً بمنطقة الكريمية بالعاصمة الليبية طرابلس، إثر سقوط صاروخ جراد على مسكنهم.
فهناك العديد من الأسر التى يعمل أحد ابنائها أو أكثر فى ليبيا, وهنا بدأت اتسائل ويدور فى رأسى العديد من الأفكار, ما الذى يدفع هؤلاء الشباب إلى السفر لليبيا فى ظل هذه الأوضاع الأمنية شديدة الخطورة أو غيرها من البلدان ؟ ما الذى يجب أن تفعله الدولة المصرية لحماية رعاياها ؟ لماذا يستهدف الليبيون المصريون على وجه التحديد ؟ ماذا لو فقدت أحد هذه العائلات ابناء لها ؟ ما الذى يجب أن تفعله الدولة المصرية ؟ .... تساؤلات كادت تجعل عقلى يتوقف عن العمل وتصيب جسدى بالشلل لكم الحزن والألم الذى سببته لى حينما بدأت ابحث عن الإجابة عليها.
والإجابة على هذه التساؤلات تطيل ولكن دعونا نقف عند لب المشكلة ونتعرف على أسبابها وجذورها, فلو بحثنا عن السبب وراء سفر هؤلاء الشباب لليبيا أو غيرها والمخاطرة بحياتهم , لوجدنا كارثة بمعنى الكلمة, فهؤلاء الشباب هم ضحية فساد هذه الدولة, فقليل جداً ذوى التعليم العالى من شباب القرية, وهذا ليس راجع لفشل هؤلاء الشباب, بل لفشل المنظومة التعليمية, فأننى تعلمت فى الريف وإدرك جيدا أن التعليم غائب تماماً عن المدارس الريفية, فما جعل منى اتفوق وأدخل كلية القمة – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – ليس هذه المدارس الريفية بل ما كانت تنفقه عليا اسرتى من دروس تقوية ومراجعات وملازم يصعب على جل الأسر فى الريف توفيرها لابنائها لصعوبة المعيشة. فالتعليم هو حجر الاساس فى تقدم الشعوب ورقيها, فلو توفر لهؤلاء الشباب تعليم مناسب منذ الصغر, لكانت النتيجة غير ما شعرت به اليوم, فمن ناحية سوف يساعدهم ذلك على إيجاد الوظيفة المناسبة وبالتالى توفير لقمة العيش وأساسيات المعيشة بما لا يجعلهم لا يخاطرون بحياتهم لأجل المال. ومن ناحية أخرى كلما ارتقى تعليم الفرد ارتقى فكره, فلا يجعل هؤلاء الشباب يفكرون بتهور بحثاً عن المال ويلقون بأنفسهم فى جحيم ليبيا.
وليس التعليم فحسب هو السبب, فالأسباب متعددة, إذا ما أردنا البحث فى جذور المشكلة وحلها. فنجد أيضا أن غالبية هؤلاء الشباب أسرهم لا تمتلك أراضى زراعية, أو أنها تمتلك مساحات صغيرة. وفى ظل ارتفاع تكاليف البذور وقلة مياة الرأى وعدم دعم الدولة الحقيقى للفلاح المصرى, بات امتهان مهنه الفلاحة أمر غير مرغوب فيه لدى جل هذا الجيل من الشباب. كما نجد أن بعضهم يدفعه الرغبة فى الثراء للمخاطرة, ولكن دعونى أوضح لكم معنى كلمة الثراء هنا !, فالثراء فى لغة الريف بالنسبة لشاب هو أن يبنى سكن متواضع له ويستطيع أن يدفع مهر زواجه وتكاليفه.
إذا كان هذه هى الأسباب وجذور المشكلة فى الريف, فأن الدولة على المستوى الكلى هى المسئول الرئيسى عن هذه المشكلة, فيجب أن يحظى الريف وصعيد مصر بالأهتمام, ولكن للأسف دائما يعامل الفلاح على أنه مواطن درجة ثانية, ولا يحظى الفلاح سوى بوعود قبل الانتخابات سرعان ما تتبخر مع الجلوس على كرسى الحكم أو البرلمان. فيجب أن تولى الدولة جل اهتمامها بالفلاح وضمان تزويده بالبذور بأسعار منخفضة والسماد وتوفير مياة الرأى والسولار الأزم لتشغيل ميكانات الرأى .. إلخ من مستلزمات الإنتاج الزراعى والتى باتت تشكل حملا وعبئا على الفلاح المصرى. ويجب أن تأخذ الدولة بعين الاعتبار ما يتعرض له الفلاحين من بنوك الإئتمان الزراعى وتسهيل عمليات السداد وتقديم الاعفاءات للمتعثرين.
كما يجب على الدولة أن تنهض وتعمد على توفير المشروعات العملاقة التى تستوعب هذه الثروة البشرية الهائلة من سواعد شباب مصر.على الدولة أن تعيد بناء المنظومة التعليمية فى كافة المراحل التعليمية والاهتمام بالتعليم فى الريف وتسليط الضوء عليه, فريف مصر دائما ما كان يجود على مصر بالنوابغ والعلماء فى كافة المجالات, وهناك الكثير ولكن نظام التعليم والفقر يقتلا مواهبهم وقدراتهم. على الدولة أيضا أن تضع نظاما حقيقاً يضمن تحقيق العدالة وضمان وصول الدعم لمستحقيه.
ويبقى أن أقول لكم نيابة عن فلاحى مصر وعلى لسانهم تلك الكلمات التى اختم بها :
أنا المنسى فى وطنى
أنا اللى عمرى ما رفعت صوتى
وقلت عاوز حقى
عايش وبقسمتى راضى
لا قاعد على كرسى
بل بكافح بفاسى
حياتى صعبة
ومحصول ابيعه بأرخص ثمن
وبنك زراعى يمص دمى
فيا حكومة اعدلى
ويا ساسة اسمعوا صوتى
فين أنا حقى
فين أنا حقى
فين أنا حقى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف