الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حديث النخلة .. بقلم رشيد بلفقيه

تاريخ النشر : 2014-07-26
حديث .. نخلة



أمسكت النخلة عن الكلام، جففت حروف زفرتها الأخيرة  ،جمدت حبات بلحها المشوه حزنا على ما أبصرت ، لم تسعفها أي حلول لعُقد أحكمت النوايا المتجهمة ربطها عليها كل هذه السنوات .
حولها لا  تمر لا قمر لا ماء لا تراب يملؤ الدهشة التي فغرت فاها على الواقع مرير، تجردت الأمنيات إلا من  وصايا ورسائل قد تصل للصامدين على الجبهة يغالبون نزف العرق .
 كان يمكن أن تقول ما لم تقله منذ أن نُفخت فيها القدرة على حمل التمر ،يوم قسمت الأدوار و الأسماء ، كان يمكن أن تثور وتهز سعفاتها المغبرة و تخبر من يصغي:
"هؤلاء البشر المنتشرون حولي ليسوا مني و هذا الماء الغريب المتسرب إلى عروقي و هذه الكوفية الشاحبة وذاك العقال و ذلك الشارب النابت ببشاعة كخطأ على الوجه المنحني ، بل حتى هذا  الأثير ليسوا لي ،هذه المدن و هذه السحنات التي تراقب أجزائي الثكلى و هذه اليد التي تتحسس جدعي و هذا الزئيط المفتعل لصبايا تحاولن التظاهر بطفولتهن رغم الخراب المعشش في ملامحهن رغم الكآبة المتجلية في أدق تفاصيل أسمالهن  ليسوا لي ."
"مجرد نخلة أنا .. مجرد جماد اشغل مد بصر و أكسر لون الأرض الجافة ،  أقف مجردة من كل قدرة آدمية، لكنني لا اعترف بالتاريخ لمجرد التاريخ و لا ببشرية تنبطح أمام المنطق لمجرد أن بيده مدفع.
وأصلي في الليلة الواحدة ألف صلاة ، ليعيش الوجع إلى الأبد على الندب العريق .. فالذاكرة حتى في عرف النخل ، سلاح  من لا جيش لهم"
"قد عشش الوحل و الصمت في شقوق ذاكرتي التي طالما ناءت بذكريات أكبر من أن تظل محبوسة في مجرد ذهن نخلة، ثم جف الفرح بما سيأتي، كما تجف الدماء على الأرض الغبراء."
"ليس على هذه الجهة من الألم ما يستحق البقاء ،رُفعت وصايا الأنبياء و عربد الأوصياء في الأرض يلبسون رداء الخطب  و الوعود.
شحت ثقافة الموت شرفا .. تشوهت ذكريات عرب عبروا ، و علق القوم في التاريخ ،عرب و كفى .."
"ذاكرتكم، ذاكرتكم
لا مفر من الشحوب في نهاية كل ربيع و الفصول واقع من لا زمن لهم ."
يتسلل الليل ليغمض صرخة الجدع الثائر، لكن شرارات تأبى الانطفاء تستمر في الوميض بين الحقول تهز تاريخ الحزن و تفضح الخونة على مدبح الورق .تستمر هبات الريح الرتيبة في هزها و تواصل الكلمات السقوط على اكف كانت تتوقع تمرا..
 "من قاوم استشهد ومن خان قد خان ومن مات سكن قبرا لكن من باع الوطن .. هاهو مشرد يسأل ذليلا كل الأرض شيئا من الأرض ،حفنة تراب يريح عليها جسده المثخن .. خيانات. "
وحده الشجر يعرف قيمة الأرض ، وحده الشجر يعرف معنى الجذور و الذكريات .كان الجرح بحجم فلس طين صار الآن بحجم "شااااااام".كان قد كان ..
تصرخ في دياجير الدنيا " ليل .. ليل مزيدا من الظلام " ما حاجتنا للنهاريات الزائفة ؟ ليل لستر الكبوات ليل لإخفاء العبرات ليل لدفن من استشهدوا ليل ليرقد الأطفال علهم يحلمون في دثار الدياجير بالسلام، ليل لكتم ملامح الخراب ليل ..ليل لستر عيوبكم ليل لتبرير استسلامكم ليل يغطي انهزامكم ..
 لم يعد للصباح نور شمس يتسلل عبر نافذة مطفأة الأفق.
لم يعد له من تغريدة طير على غصن ،لم يبقى له منذ أول غزو معنى يوم جديد أو نهاية ليل طويل أو لحظة من يوم بعُرف البشر... قد غدا تاريخا من الصحو على كبوات ..
 أمسكت النخلة عن الكلام ،اكتفت بالتأمل الصامت في جفاف المآقي الشاخصة في صمت نحوها، قد .. سقطت بغداد و أُمطرت غزة بالسواد و ذبحت الإنسانية بشوارع سوريا و تشرد في باقي الأرجاء بقية ما بقي من حزن و خراب ،جفت من سواقي بقية المدن الدموع ، أمسكت -تَعَقلا- عن الكلام ففي النهاية من سيفهم حديث .. نخلة ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف