الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تقصير الاحزاب العربية بقلم:سعدات بهجت عمر

تاريخ النشر : 2014-07-26
تقصير الاحزاب العربية بقلم:سعدات بهجت عمر
تقصير الاحزاب العربية
 سعدات بهجت عمر*

   بعد أن وضعت حرب تشرين أوزارها من عام 1973 ولاسباب رآها محقة حمل حايم هرتسوك على الحكومة الاسرائيلية واتهمها بالتقصير في حماية المجتمع والدولة الاسرائيليين وأصدر كتاباً أقام الدنيا ولم يقعدها أسماه التقصير بما آلت اليه حرب يوم الغفران كما يسميها وبعد هزيمة اسرئيل في تموز 2006 شكلت لجنة لبحث أسباب الهزيمة ومحاسبة المسؤولين الاسرائيليين اسموها لجنة فينوغراد.
   و نحن الآن امام لائحة عربية كبرى من التقصير تجاه القضية الفلسطينية ورئيسها وشعبها وحرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي على اهلنا في غزة وخاصة من طليعته الثورية الممثلة بالاحزاب القومية التقدمية التي يغلب على طابعها عناوين نضالية كبرى تلامس موضوع الهوية التي ما يزال الجدل حول حقيقتها التاريخية والفكرية قائماَ وتركز على الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من الجهة العربية والدولية المعادية التي تهدد الوجود المعنوي والمصير السياسي للشعب العربي الفلسطيني وهي بهذا المعنى احزاب ايديولوجية ذات بنية عقائدية تفسر معاني الوجود و تؤسس حقائق التاريخ والمجتمع وذات هيكلية تنظيمية صارمة تدمج الانتماء العقائدي بالالتزام الكامل بالقضية المركزية قضية فلسطين .
هذه الوضعية على هذه الاحزاب الطليعية تتبنى برامج ثورية انقلابية على ما هو غير قابل للتطور فهنالك حقيقة كلية لا بد من التظلل بظلها خلل بنيوي ادى الى التقصير في مركب الاجتماع السياسي تجاه النضال السلبي للقيادة الفلسطنية للوصول الى حل عادل بإقامة الدولة المستقلة ، وعودة اللاجئين ، وقدسية المدينة المقدسة كعاصمة فلسطين للسلام الدولي بعد ان كانت هذه القيادة الشرارة الحقيقية للنظرية الثورية للاحزاب العربية قاطبة لا بد من تقويمها ،وهناك ايضاً القضية الفلسطينية او تعالي الكلية الكبرى التي نسجت حولها الاحزاب العربية نظرياتها وصاغت على ضوئها برامجها ومشروعاتها ،طبعاً هذا لم يمنع الاحزاب العربية من الاجهار بالقضية الفلسطينية للوصول الى السلطة او للوصول الى تبني النظرية الثورية لضرورات البقاء وحاجة الغطاء السياسي للاستمرار قد احلّت هذه الممارسة اي ان ضرورات الواقع فرضت سلوكاً لا ينسجم مع منطلق النظرية الثورية الحزبية الامر الذي استدعى تفسيراً للانفصام الحاصل وممارسة تأويل صعبة تبرر الاداء المستهجن لدى ساسة الاحزاب العربية وقواعدها .
ان التمحور العقائدي الاحزاب العربية لقضيتها المركزية منح هذه الاحزاب فعالية في مواجهة الرجعية والاستعمار وزخماً في حملة التحرير وطاقة مركزة في عمل المقاومة وقدرة ذات نتيجة سريعة في المساومة لنفي القضية الفلسطينية الى اصقاع الارض لموتها وبالمقابل فإن ذلك أوقع اكثر الاحزاب العربية في مأزق صراعات داخلية وبهذا فان جميع الاحزاب ذات البينة الشمولية والمؤسسة على حقائق متعالية أصبحت غير قادرة على استيعاب تنوعات المجتمع العربي المحيطة بها او احتضان تلوناته او تبني كل تطلعاته فالمجتمع العربي هنا لا يحكمه التجانس ولا توحده عقيدة ولا يجمعه تصور مشترك بعد ان كانت القضية الفلسطينية ارضه الصلبة للوحدة العربية ، وهذا ايضاً لا تعبر عنه احزاب ذات هيكلية عقائدية متناسقة او احادية تأويلية لفقدان البنية  التي تؤهله ان يطل على المجتمع العربي كله وهي التقصير في قيادة الجماهير العربية وحشدها لمساندة وتأييد الشعب العربي الفلسطيني في غزة والضفة الذي يتعرض للابادة بالجريمة اليومية المنظمة حتى تجسيد الاستقلال الوطني وهذا يضع الاحزاب العربية في موقع مواجهة مع المجتمع العربي لانها تحمل دائماً دعوات تأهيل ومشروع فك وإعادة تركيب لثقافة المجتمع العربي ونظم علاقاته مما يؤدي الى بروز حالة الخوف المتبادل بين هذا المجتمع وهذه الاحزاب وهذا ما حصل بعد سقوط الشارع السياسي العربي بعد اجتياح لبنان 1982  وبعد مجازر قانا وجنين وحصار ابو عمار واغتياله وتدمير العراق وحرب العصر على سوريا فألغي دورها الجوهري كوسيط بين الرأي العام العربي والقضية الفلسطينية كحلقة وصل بين ممارسات الحكم وتطلعات المجتمع واستتباعه لها.
   ان تقصير الاحزاب العربية في هذا الدور أفقد هذه الاحزاب قدرتها على مواكبة  الحدث واعجزها عن وضع برامج او مشاريع تعالج قضايا المجتمع العربي الشاملة سوى اهتمامها بناحية تسميم العقول الشابة في وسط الشببية العربية العريضة فتحولت نتيجة حرصها المخادع على تجانسها الايديولوجي وتمسكها باطلاقات الحقيقة داخل عنصريتها الى كيانات خاصة ذات نزعة مذهبية ضيق ذلك هامش حراكها الاجتماعي وافقدها لحظات نضالاتها التاريخية وسماتها الثقافية وسقطت عنها المثل العليا المزروعة في مفاصل الفكر والمنطق.
*اعلامي فلسطيني مقيم في لبنان 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف