الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مفاتيح الجنة ج 1 بقلم:علي ناسو السنجاري

تاريخ النشر : 2014-07-26
( مفاتيح الجنة ) .. قصة ( ج 1 ) .. 

علي ناسو السنجاري 

نسمات باردة رطبة تداعب الوجوه البيضاء .. 
وأجساد برونزية تتراقص .. 
والقبل تتناثر في كل زاوية .. 
بينما الثلج يغطي كل شيء يقع تحت الأنظار .. 
: الأ يشعرن بالبرد ؟.. 
كان ( فرزاي ) يتسائل في نفسه وهو ينظر الى الفتيات 
وهن نصف عاريات في ليلة رأس السنة .. 
أيقظته قهقهة فتاة مرت بقربه وهي تمسك بيد شاب .. 
وتحمل زجاجة نبيذ باليد الأخرى .. 
: عاهرات انهن يشربن الخمر لذلك لايشعرن بالبرد .. 
قالها بغضب وفي داخله رغبة لو يستطيع جلدهن بالسوط ..
الكل من حوله يتراقص ويطلق الصرخات ابتهاجآ بعيد الميلاد .. 
أصوات الألعاب النارية تملأ المكان وهي تزين السماء بألوان مختلفة .. 
: وهؤلاء الأغبياء مالهم فرحين هكذا ؟.. 
وليس لهم في هذا الاحتفال لا ناقة ولا جمل ؟.. 
قالها بحقد وهو ينظر الى أصدقائه المسلمين من الأفغان والايرانيين .. 
ركل بكل قوته زجابة بيرة فارغة وقعت تحت نظره ورمى بها الى البحر .. 
وهو يقول بصوت عالي مخاطبآ أصدقائه : انهم منافقين .. 
: يذهبون الى الجامع كل جمعة وفي الليل يذهبون الى المراقص ويشربون الخمر .
عاد البيت دون أن يخبر أصدقائه الذين يقاسمونه السكن في تلك الشقة الصغيرة .. 
تمدد على سريره وأغمض عينيه بقوة في محاولة منه للنوم ونسيان مارأه في الخارج .. 
لكن أصوات الألعاب النارية كان تطرد النوم من عينيه كلما شعر بدفئ النعاس .. 
نفض عن نفسه الغطاء بقوة وراح يشتم هذه البلاد الكافرة .. 
ويلعن اليوم الذي جاء به اليها .. 
أشعل مصباح الغرفة ووقف أمام المرأة .. 
: بماذا أختلف عن ( فهيم ) و ( قاسم ) ؟.. 
كل اسبوع يصادقون فتاة جميلة ويأتون بها البيت .. 
وقف على رؤوس أصابعه وأرتسمت إبتسامة على وجهه .. 
: حتى إنني أبدو أطول من ( رضا ) وأكثر وسامة منه .. 
خلع عن نفسه جلبابه القصير ولبس بنطال الجنز الوحيد الذي يملكه .. 
ووقف ثانيةٓ أمام المرأة .. 
: والأن ألا أبدوا أجمل منهم جميعآ ؟.. 
وكأنه كان يسأل مرأته ؟.. 
تجهم وجهه قليلآ وكأنه سمع جوابآ سلبيآ من المرأة .. 
وضع يديه على لحيته وكأنه يريد أن يرى نفسه بدون لحية .. 
لكنه تذكر كلام إمام الجامع عن فائدة ترك اللحا عندما كان في أفغانستان .. 
: ( ثبت علميآ بأن ترك شعر الوجه يزيد من القدرة الجنسية عند الرجل ) .. 
ابتسم وهو يمشط لحيته بأصابعه .. 
: في الجنة سوف أحتاج هذه اللحية .. 
هناك ( 72 ) حورية تنتظرني فما حاجتي بنساء الدنيا ؟.. 
بقي ( فرزاي ) هكذا لساعات يفكر بأشياء غريبة ويمني النفس بالذهاب الى الجنة .. 
سمع صوت باب العمارة ثم شعر بوقع أقدام على الدرج فأسرع وأطفأ المصباح .. 
وتمدد على سريره وتظاهر بالنوم .. 
دخل ( فهيم ) مع فتاة جميلة الى الشقة وكانت رائحة الخمر تفوح منهما .. 
يستندان على بعضيهما أثناء المشي لكي لايقعا .. 
فقد كانا ثملين .
ملأت ضحكاتها المنزل وأثارا الكثير من الضجيج لكثرة تعثرهما بالأثاث والأواني .. 
كانا يرددان أغنية عيد الميلاد بأصوات السكارة .. 
: كافرة ومرتد .. واجتمعا .. كم انتما مزعجان ؟.. 
قالها فرزاي في نفسه وهو يتقلب في الفراش ويستشيط غضبآ من غنائهما . 
ساد هدوء نسبي في الشقة لبعض الوقت بعد أن دخل فهيم مع صديقته الى غرفته .. 
ثم بدأت أصوات ضحكاتهما وهمساتهما تتسللان الى أذن فرزاي شيئآ فشيئآ .. 
وارتفعت وثيرة تلك الأصوات وعلت أكثر فأكثر عندما بدءآ يمارسان الحب .. 
: زانيان .. كافران .. أتمنى لو ان الأمر بيدي .. 
لقمت برجمكما في ساحة وسط المدينة أمام الناس جميعآ .. 
كان لسان حال فرزاي يتمتم بهذه الكلمات وهو يحاول أن يسد أذانه لكي لايسمعهما . 
نزل من سريره وتسلل على رؤوس أصابعه الى الى أن وقف على باب غرفة فهيم .. 
يستمع الى ما يقولانه أثناء ممارسة الحب .. 
كما يفعل كل اسبوع .
كان يرى من خلال ثقب الباب خيالآ لرجل وإمرأءة وهما عاريان يحتضنان بعضيهما .. 
يتبادلان القبل .. يصدران أصواتآ تثير فيه غرائز حيوانية ..
سمع صوت باب العمارة وهو يفتح مرة أخرى ثم أصوات أقدام متعثرة على الدرج .. 
عاد الى سريره بسرعة وتظاهر بالنوم مرة أخرى . 
دخل رضا مع صديقته الشقة وتكرر نفس المشهد عندما دخل قبله فهيم وصديقته .. 
جلس فرزاي على سريره يفكر بحل لما هو فيه .. 
انه هاجر الى اوربا منذ ثلاثة سنوات ولا زال لايملك إقامة دائمية وجواز سفر .. 
: يجب أن أختار طريقآ لحياتي .. 
قالها وهو يتأهب لمغادرة سريره .. 
لبس جلبابه القصير وخرج من الشقة دون معرفة وجهته ..
وصار يتمشى تحت الثلج في شوارع المدينة الهادئة .. 
تقطع ذلك الهدوء بين الفينة والأخرى أصوات سكارى أو بعض الألعاب النارية .. 
بينما هو هكذا مر من أمام باب الجامع فراودته فكرة وتوقف لبرهة من الزمن .. 
: هذا ما كنت أبحث عنه ..
: سوف أبدأ حياةً جديدة بعد اليوم .. الدنيا فانية يجب أن أعمل لأخرتي .. 
نظر الى ساعة هاتفه .. 
: انه وقت صلاة الفجر .. 
: لابد ان الشيخ محمد يستعد للصلاة الأن .. 
: سوف أدخل لأصلي معه وأستشيره فهو رجل مبارك ..
وسوف يرشدني الى الطريق الصحيح .. 
توجه نحو الجامع وعيناه ثابتتان على الباب .. 
كان يشعر في داخله بأنه يمشي على السراط المستقيم .. 
وعينه على باب الجنة .. 
: الباب مغلق يا إلهي أخاف أن يكون الشيخ محمد مريضآ .. 
أخرج هاتفه وإتصل بالشيخ محمد فلم يرد على اتصاله .. 
مما زاد قلقه على الشيخ من أن يكون قد أصابه مكروه .. 
: سوف أتصل مرة أخرى لعله يرد هذه المرة .. 
في الجانب الأخر كان الشيخ يرقد على السرير بجانب عشيقته الألمانية .. 
وضع نظارته ليرى من المتصل ؟.. 
: من الذي يتصل في هذا الوقت .. 
قالتها المرأءة في إنزعاج .. 
: لا أعلم إنه رقم غريب .. 
إسكتي حتى أرى من يكون ؟.. 
: ألو .. السلام عليكم ياشيخ محمد هذا أنا فرزاي الشاب الأفغاني .. 
تنفس الشيخ وكأنه إنزاح حمل ثقيل عن صدره .. 
وأشار بيده الى عشيقته يطمئنها بأن المتصل ليست زوجته ؟.. 
: وعليكم السلام يا بني ما خطبك في هذه الساعة ؟.. 
: كنت أود أن أصلي معك صلاة الفجر وأستشيرك في قضية ما .. 
: سامحك الله يا بني لقد صليت في البيت هذا الصباح لم أود أن أفتح باب الجامع اليوم .. 
: لماذا ياشيخ محمد ؟.. 
سأله بتعجب .. 
: سامحك الله يا بني .. 
الا ترى من حولك كيف تحوم الشياطين في المدينة في هذا الاحتفال ؟.. 
خفت أن أفتح باب الجامع وأثناء الصلاة يدخل علينا أحدهم فيقطع صلاتنا ويلوث الجامع .. 
: لعنة الله عليهم وعلى بلادهم الفاجرة ياشيخ ليس لنا مكان هنا .. 
: يا بني لو لا انني مرتبط بنشر الدعوة هنا لما بقيت دقيقة واحدة .. 
: لذلك أود أن أستشيرك في أمر هام يجول في بالي يا شيخ .. 
: يوم الجمعة بعد أن ننتهي الصلاة لاتخرج مع المصلين سوف أسمعك بإذن الله . 
................ 
للقصة بقية 

أبو شذى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف