تدحرج الرؤوس !!
أ / محمد خليل مصلح
كثيرة هي الاسئلة الملحة والضاغطة والمتفاعلة مابين السياسيين والعسكريين والرأي العام الاسرائيلي ؛ كيف يفكرون في القيادة ؟ و بماذا يفكرون ؟ ما هي اولويات القيادة على المستويين السياسي والعسكري ؟ من يفكر بالهدنة بأي ثمن في هذه اللحظات لن ينالها ؛ بل سيجري وراءها دون الحصول عليها ؛ هدنة اليوم ؛ هدنة خادعة تغرر بالمجتمع الاسرائيلي ؛ بل يمكن التأكيد بان الطرف الذي يطالب وبإلحاح بالهدنة هو الطرف المهزوم ؛ والهزيمة حقيقة تحققت مسبقا حينما تم جر جيش الاحتلال الى المعركة البرية لنزع عنصر التفوق الجوي للاحتلال ؛ القتال من مسافة الصفر تعطل كل قدرات جيش الاحتلال ؛ اذ تعتمد الحرب على عناصر محددة اكثرها تعتمد على الخبرة والحنكة والتدريب ؛ الحرب الشعبية والتي يفتقر اليها الاحتلال عنصر المفاجأة التي تتفوق بها المقاومة بامتلاك سلاح الانفاق بعد فشل سلاح الطيران من الاجهاز اليها ؛ فالفرصة تنعدم بالمطلق اثناء الالتحام مع العدو ؛ ومن العوامل الاخرى المهمة تحول البيئة الاستراتيجية في الحرب البرية لمصلحة المقاومة ؛ جيش الاحتلال يفقد هذا العنصر الى ماهو اكثر من ذلك بل يتحول الى عنصر ضغط وقلق بالنسبة الى جندي الاحتلال وصلته بأهله وأقرباءه ما يتسبب بضعف الجبهة الداخلية وتفككها ؛ حديث الاهالى والخوف على ابنائهم وعدم القدرة على التواصل معهم كلها ظروف تؤثر على معنويات جيش الاحتلال ؛ ليس الموت اسوء هو الاسوء لجنود الاحتلال بل الوقوع في الاسر خاصة عندما يدرك جيش الاحتلال حرص المقاومة على ذلك ؛ عنصر مهم في المعركة وهدف ثمين لا يقدر بثمن على الصعيد العسكري والأمني والسياسي ؛ نجاح المقاومة بأسر الجنود يبقي المعركة مفتوحة ؛ يحقق النصر المبكر للمقاومة لما لذلك من تأثير على معنويات الجنود وقدرة القيادة على ادارة المعركة بالضغط على الجنود للعمل في ارض المعركة بالثقة والتعبئة التي تزرعها فيهم قياداتهم بالتقليل من شأن عدوهم ؛ المقاومة ؛ بالإضافة الى الضغط النفسي الذي يسلب القيادة ثقتها بالنفس والقلق على مستقبلهم السياسي ؛ ولهذا الوضع تداعيات خطيرة ومهمة تحسم المعركة لمصلحة طرف دون الاخر .
نظرية الردع الاسرائيلية
لا شك ان معركة العصف المأكول او ما يسميها جيش الاحتلال الجرف الصامد انعكاس واضح لتطور عسكري متراكم وخبرات متنوعة غنية بالإبداع و الخيال العسكري الواسع نتيجة الثقة والإيمان والإرادة امام اختلال في الموازين المادية بين المقاومة ودولة الاحتلال ، والذي لم يحول دون ان تضع نظرية الردع الاسرائيلية على طاولة القيادة العسكرية والسياسية ، والتي ستصبح غدا جزءا من الماضي لن تعود اسرائيل الحديث عنها ؛ لأنها ستتحول الى عنصر بعيد المنال على القيادة العسكرية والسياسية وجيش الاحتلال لتحقيقه امام ارادة المقاومة ؛ بعد ان كسرت المقاومة حاجز الرعب الذي اعتمد عليه جيش الاحتلال في الماضي امام الجيوش العربية وأنظمتها الفاسدة ؛ حتى تحولت الى جانب المقاومة تحقيقا للحديث النبوي " نصرت بالرعب " .
عندما تتساقط رؤوس جنود الاحتلال لا بد وان تلحق بها رؤوس القادة العسكريين والسياسيين ؛ وهذا ما يطرح السؤال كيف يفكرون اليوم للنجاة بجلودهم قبل رؤوسهم وهذا ما يجيب على سؤال ما هي اوليات قيادة الاحتلال اليوم ؛ لكن الاصعب كيف النجاة من المأزق ؟ هذا السؤال الذي يحمل في طياته و جنباته السم القاتل للقيادة الاسرائيلية العسكرية منها والسياسية ؛ فذاكرتهم ما زالت تحتفظ بسقوط وزير الحرب السابق ايهود بارك بعد عامود السحاب ؛ أي هدنه توقعها دولة الاحتلال يعني اكثر ما يعني سقوط حكومة نتنياهو وتفككها ؛ ما سوف يدخل دولة الاحتلال في جدل و تجاذبات واحتكاكات وصدمات على صعيد العلاقات بين الاحزاب والتيارات والمجتمع ما قد يترتب عليه خارطة حزبية سياسية جديدة في المرحلة القادمة ؛ على كل الاحوال خيارات قيادة الاحتلال سيئة بل الاسوء في تاريخ دولة الاحتلال وقياداتها ؛ إما الهدنة والسقوط في الهاوية بتدحرج رؤوس القيادة ؛ لكن الخسائر ستكون محدودة ، وإما الجنون بالركض في اتجاه حرب برية واسعة جدا احتلال شامل لقطاع غزة وهذا السيناريو سيكون الاكثر سوءا في تاريخ دولة الاحتلال والذي سيؤسس للمرحلة القادمة إنهيار دولة الاحتلال .
أ / محمد خليل مصلح
كثيرة هي الاسئلة الملحة والضاغطة والمتفاعلة مابين السياسيين والعسكريين والرأي العام الاسرائيلي ؛ كيف يفكرون في القيادة ؟ و بماذا يفكرون ؟ ما هي اولويات القيادة على المستويين السياسي والعسكري ؟ من يفكر بالهدنة بأي ثمن في هذه اللحظات لن ينالها ؛ بل سيجري وراءها دون الحصول عليها ؛ هدنة اليوم ؛ هدنة خادعة تغرر بالمجتمع الاسرائيلي ؛ بل يمكن التأكيد بان الطرف الذي يطالب وبإلحاح بالهدنة هو الطرف المهزوم ؛ والهزيمة حقيقة تحققت مسبقا حينما تم جر جيش الاحتلال الى المعركة البرية لنزع عنصر التفوق الجوي للاحتلال ؛ القتال من مسافة الصفر تعطل كل قدرات جيش الاحتلال ؛ اذ تعتمد الحرب على عناصر محددة اكثرها تعتمد على الخبرة والحنكة والتدريب ؛ الحرب الشعبية والتي يفتقر اليها الاحتلال عنصر المفاجأة التي تتفوق بها المقاومة بامتلاك سلاح الانفاق بعد فشل سلاح الطيران من الاجهاز اليها ؛ فالفرصة تنعدم بالمطلق اثناء الالتحام مع العدو ؛ ومن العوامل الاخرى المهمة تحول البيئة الاستراتيجية في الحرب البرية لمصلحة المقاومة ؛ جيش الاحتلال يفقد هذا العنصر الى ماهو اكثر من ذلك بل يتحول الى عنصر ضغط وقلق بالنسبة الى جندي الاحتلال وصلته بأهله وأقرباءه ما يتسبب بضعف الجبهة الداخلية وتفككها ؛ حديث الاهالى والخوف على ابنائهم وعدم القدرة على التواصل معهم كلها ظروف تؤثر على معنويات جيش الاحتلال ؛ ليس الموت اسوء هو الاسوء لجنود الاحتلال بل الوقوع في الاسر خاصة عندما يدرك جيش الاحتلال حرص المقاومة على ذلك ؛ عنصر مهم في المعركة وهدف ثمين لا يقدر بثمن على الصعيد العسكري والأمني والسياسي ؛ نجاح المقاومة بأسر الجنود يبقي المعركة مفتوحة ؛ يحقق النصر المبكر للمقاومة لما لذلك من تأثير على معنويات الجنود وقدرة القيادة على ادارة المعركة بالضغط على الجنود للعمل في ارض المعركة بالثقة والتعبئة التي تزرعها فيهم قياداتهم بالتقليل من شأن عدوهم ؛ المقاومة ؛ بالإضافة الى الضغط النفسي الذي يسلب القيادة ثقتها بالنفس والقلق على مستقبلهم السياسي ؛ ولهذا الوضع تداعيات خطيرة ومهمة تحسم المعركة لمصلحة طرف دون الاخر .
نظرية الردع الاسرائيلية
لا شك ان معركة العصف المأكول او ما يسميها جيش الاحتلال الجرف الصامد انعكاس واضح لتطور عسكري متراكم وخبرات متنوعة غنية بالإبداع و الخيال العسكري الواسع نتيجة الثقة والإيمان والإرادة امام اختلال في الموازين المادية بين المقاومة ودولة الاحتلال ، والذي لم يحول دون ان تضع نظرية الردع الاسرائيلية على طاولة القيادة العسكرية والسياسية ، والتي ستصبح غدا جزءا من الماضي لن تعود اسرائيل الحديث عنها ؛ لأنها ستتحول الى عنصر بعيد المنال على القيادة العسكرية والسياسية وجيش الاحتلال لتحقيقه امام ارادة المقاومة ؛ بعد ان كسرت المقاومة حاجز الرعب الذي اعتمد عليه جيش الاحتلال في الماضي امام الجيوش العربية وأنظمتها الفاسدة ؛ حتى تحولت الى جانب المقاومة تحقيقا للحديث النبوي " نصرت بالرعب " .
عندما تتساقط رؤوس جنود الاحتلال لا بد وان تلحق بها رؤوس القادة العسكريين والسياسيين ؛ وهذا ما يطرح السؤال كيف يفكرون اليوم للنجاة بجلودهم قبل رؤوسهم وهذا ما يجيب على سؤال ما هي اوليات قيادة الاحتلال اليوم ؛ لكن الاصعب كيف النجاة من المأزق ؟ هذا السؤال الذي يحمل في طياته و جنباته السم القاتل للقيادة الاسرائيلية العسكرية منها والسياسية ؛ فذاكرتهم ما زالت تحتفظ بسقوط وزير الحرب السابق ايهود بارك بعد عامود السحاب ؛ أي هدنه توقعها دولة الاحتلال يعني اكثر ما يعني سقوط حكومة نتنياهو وتفككها ؛ ما سوف يدخل دولة الاحتلال في جدل و تجاذبات واحتكاكات وصدمات على صعيد العلاقات بين الاحزاب والتيارات والمجتمع ما قد يترتب عليه خارطة حزبية سياسية جديدة في المرحلة القادمة ؛ على كل الاحوال خيارات قيادة الاحتلال سيئة بل الاسوء في تاريخ دولة الاحتلال وقياداتها ؛ إما الهدنة والسقوط في الهاوية بتدحرج رؤوس القيادة ؛ لكن الخسائر ستكون محدودة ، وإما الجنون بالركض في اتجاه حرب برية واسعة جدا احتلال شامل لقطاع غزة وهذا السيناريو سيكون الاكثر سوءا في تاريخ دولة الاحتلال والذي سيؤسس للمرحلة القادمة إنهيار دولة الاحتلال .