الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ملامح الشرق الاوسط الجديد بقلم : د. علي الاعور

تاريخ النشر : 2014-07-26
ملامح الشرق الاوسط الجديد بقلم : د. علي الاعور
ملامح الشرق الاوسط الجديد
بقلم : د. علي الاعور
كانت الدول العظمى بمفهومها الكولينالي الاستعماري ترسم خارطة الشرق الأوسط طبقا لمصالحها في المنطقة وتتقاسم مناطق النفوذ فيما بينها، وكأن الشعوب والدول الأخرى ليست من جنس البشرية ، فخرجت علينا  بريطانيا وفرنسا بما يعرف " اتفاق سايكس بيكو 1916" وينص هذا الاتفاق على تقسيم المنطقة العربية وحدودها في إطار الشرق الأوسط الجديد وما تلاها من تحديد مناطق الانتداب حسب نفوذ كلا من فرنسا وبريطانيا ولكن الأهم  بعد ذلك ، اصدر وزير خارجية بريطانيا بلفور وعده لليهود عام 1917 وينص على " منح اليهود وطن قومي لهم في فلسطين " وهكذا تم رسم خارطة الشرق الأوسط في تلك الفترة طبقا لموازين القوى ومصالح الدول العظمى  في منطقة الشرق الأوسط.
وبعد الحرب العالمية  الثانية 1945 وتأسيس الامم المتحدة ومقرها نيويورك ، برزت الامبريالية الأمريكية ونفوذها في المنطقة العربية وبروز محورين ، المحور الشيوعي السوفيتي  والمحور الأمريكي وكل محور نجح في ضم حلفاء له من المنطقة العربية واستمرت الحرب الباردة حتى انهيار الاتحاد السوفيتي وانهيار جدار برلين عام 1989.
ثم تلاها حرب الخليج الأولى 1979 وحرب الخليج الثانية 1991،  والدول الأوروبية  والولايات المتحدة الأمريكية ترسم خارطة الشرق الأوسط حسب رؤيتها وتحالفها مع الحكام على حساب الشعوب ، وفي عام 1998 خرج علينا شمعون بيرس بكتابه الشهير الشرق الأوسط الجديد الذي يرسم فيه كما يدعي  العقل البشري الإسرائيلي  والمواد الخام العربية والقوى البشرية العربية من اجل تجاوز الحدود ورسم شرق أوسط جديد يقوم على الاقتصاد والتجارة وتحويل إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية كما يسميها  إلى سنغافورة الشرق الأوسط.
ولكن أمام العقلية الإسرائيلية في التوسع والاستيطان وتهويد القدس ،  وإقامة جدار الفصل العنصري وتحويل الضفة الغربية وقطاع غزة إلى كنتونات معزولة ، أدى إلى القضاء على فرص نجاح العملية السياسية في الشرق الأوسط وبالتالي  القضاء على إقامة الدولة الفلسطينية  المستقلة وعاصمتها القدس.
تلك المعطيات التي أوجدها الاحتلال الإسرائيلي  وسياسة الاحتلال وبدعم متواصل من الولايات المتحدة الأمريكية  أدى إلى بروز ايديولوجيات جديدة  تعرف باسم " الجماعات الإسلامية التي تنادي بإنهاء الاحتلال وان خيار المقاومة هو خيار الشعب الفلسطيني وتمثل ذلك في حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس " وبدأ الحراك السياسي إلى جانب المقاومة  وخصوصا بعد قبول حماس مبدأ الديموقراطية  والتعددية السياسية ودخول البرلمان الفلسطيني  " المجلس التشريعي " وما أفرزته انتخابات 2006 ، مما أفرزت واقع جديد وهو أن حماس أصبحت جزء من النظام السياسي الفلسطيني  وجزء من الحركة الوطنية الفلسطينية بكل مؤسساتها ومكوناتها وخصوصا الحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي الفلسطيني.
واليوم وخلال هذا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يوليو 2014 ،  وبعد فرض الحصار وإغلاق المعابر دخلت المقاومة الفلسطينية  في حرب فرضت عليها من قبل الغطرسة الإسرائيلية في تماديها بسياسة تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني  وقي مقدمتها حقه في العيش بكرامة وحقه في تقرير مصيره وحقه في الحياة.
مفاهيم جديدة ...حقائق جديدة ...نظريات عسكرية جديدة فرضتها المقاومة الفلسطينية على الأرض ، لا شك أن الشعب الفلسطيني دفع ثمنا باهضا في هذه الحرب من الشهداء والجرحى وهدم البيوت على ساكنيها من الأطفال والنساء ، وما نفذته إسرائيل في مذبحة الشجاعية وخزاعة هي جريحة حرب ، في كل مرة وفي السياسة الإسرائيلية  وصناع القرار وحتى أصبحت لافته يتداولها الإسرائيليين وقالها لي أكثر من بروفسور في الجامعة العبرية " إسرائيل تعرف عن الشعب الفلسطيني أكثر مما يعرف عن نفسه"  اليوم سقطت هذه النظرية وسقطت تلك اليافطة التي تداولها جميع الإسرائيليين ، هناك حقائق جديدة فرضتها المقاومة الفلسطينية  رغم الجراح والألم ، ولكنها أوجدت حقائق جديدة تتمثل في :

الحقيقة الأولى:  نظرية المواجهة على ارض المعركة بين المقاومة والجيش الإسرائيلي ، وليس كما يدعي البعض والإسرائيليين،   أن المقاومة تختبيء بين المدنيين في البيوت ، أكثر من 80% ممن استشهدوا في هذه الحرب من الأطفال والنساء ونتيجة قصف بيوتهم.
الحقيقة الثانية:  إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي  وإلغاء الرحلات الجوية في مطار بن غوريون ، مما يعني أن المقاومة تملك سلاحا يمثل سلاح الردع بحدوده وإمكانياته.
الحقيقة الثالثة :  تحويل أكثر من مليونيين  من الإسرائيليين إلى الملاجيء وتوقف آلة العمل الإسرائيلية وإجبار الإسرائيليين على البقاء في الملاجيء لفترات طويلة.
الحقيقة الرابعة :  وهي بروز قضية الشعب الفلسطيني على طاولة  القادة الإسرائيليين والمثقفين والنخب السياسية وحتى الشارع الإسرائيلي نفسه بدأت تعود له الذاكرة بان هناك شعب حي لا يموت ، وهناك قضية شعب،  وقضية امة اسمها فلسطين ولا بد من منح فلسطين مكانها في خارطة الشرق الأوسط الجديد بفضل المقاومة الفلسطينية والوحدة الوطنية الفلسطينية .
من هنا ..من غزة الشهداء والمقاومة بدأت تظهر ملامح خارطة الشرق الأوسط الجديد ، فلسطين إلى جانب إسرائيل ، لا وصاية من احد على الشعب الفلسطيني ، القرار الفلسطيني يخرج من وحدة الشعب الفلسطيني  ومن المقاومة الفلسطينية ومن الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني الذي يضمن رفع الحصار عن شعبنا ومنحه ميناء بحري وميناء جوي وإعادة التواصل الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية بما يكفل إقامة الدولة الفلسطينية  المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، مما يحقق السلام العادل والشامل في خارطة الشرق الأوسط الجديد .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف