الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ميسلون: التحدي والإستجابة بقلم:بسام الهلسه

تاريخ النشر : 2014-07-25
ميسلون: التحدي والإستجابة بقلم:بسام الهلسه
  ميسـلـون

التحــدي .. والإستجابة

|| بسام الهلسه

(كم لنا من ميسلونٍ نفضت *** عن جناحيها غبارَ التعبِ

كم نَبت أسيافُنا في ملعبٍ   *** وكبَت أفراسُنا في ملعبِ

من نضالٍ عاثرٍ مصطخبٍ  *** لنضالٍ عاثرٍ مصطخبِ !

شرفُ الوثبةِ أن تُرضي العُلا *** غلبَ الواثبُ، أم لم يغلبِ)

"عمر أبو ريشه"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                       

     ربما لا يذكر الجيل الجديد في بلادنا "يوم ميسلون"( 24-تموز-يوليو-1920م)، اليوم الذي تقرر فيه مصير الدولة العربية السورية الوليدة بقيادة الملك فيصل بن الحسين، واليوم الذي تهاوت فيه أحلامُ العرب الذين ثاروا على تركيا، آملين بالظفر بالإستقلال والوحدة.

     ففي هذا اليوم تجابه الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال "غورو"، مع المتطوعين القلائل الذين قرروا التصدي له بقيادة وزير الحربية "يوسف العظمة"، في "ميسلون" قرب دمشق.

     وما كان ممكناً لهم أن يصدوا أحد أقوى الجيوش في العالم آنذاك، لكن وقفتهم الشهيدة الباسلة ظلت حاضرة حية في وجدان الأمة ولم تذهب سدى.

     وكما يليق بغازٍ حقود لم ينس ذكرى هزيمة أسلافه "الفرنجة" في الحروب الصليبية، توجه "غورو" إلى قبر "صلاح الدين الأيوبي" في دمشق ليقول بتبجحٍ متغطرس: "ها قد عُدنا يا صلاح الدين"!

*    *    *

     كان الإجتياح الفرنسي لسورية، هو الترجمة الطبيعية لإتفاق التقاسم الإستعماري البريطاني- الفرنسي المعروف بـ"سايكس-بيكو"، مع التعديلات التي جرت عليه في مؤتمر "سان ريمون" في ربيع 1920، والقاضي بتقاسم الولايات العربية العثمانية بعد هزيمة "الدولة العلية" -أو "الرجل المريض" كما كان يطلق عليها- في الحرب العالمية الاولى, وتوزيعها كأسلاب بين المنتصرين.

وكانت سورية الطبيعية (بلاد الشام)- بعد إقتطاع بريطانيا لفلسطين والأردن منها, إضافة إلى العراق- من حصة فرنسا, التي باشرت العمل فوراً لتوطيد إحتلالها فضمت ثلاث ولايات سورية (بيروت وطرابلس والبقاع) إلى "قائم مقاميّة جبل لبنان" مطلقة على الكيان الجديد اسم "لبنان الكبير"، الذي حولته إلى "جمهورية" فيما بعد.

     أما سورية الحالية، فقد جزأتها فرنسا إلى أربع دويلات طائفية: (حلب، جبل العلويين، دمشق، جبل الدروز) ثم فيما بعد – في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي- سلخت لواء "الإسكندرون" لتمنحه لتركيا.

     غير أن وحدة قيادة وقوى الشعب السوري الكفاحية الوطنية في مواجهة المستعمر، من كل الأديان والمذاهب الطوائف: (الشيخ صالح العلي، إبراهيم هنانو، محمد الأشمر، حسن الخراط، سلطان الأطرش، عبدالرحمن الشهبندر، هاشم الأتاسي، شكري القوتلي، فارس الخوري... وغيرهم)، ومقاومته المتلاحقة، أحبطت المخطط الفرنسي فحفظت وحدة سورية وأسست لإستقلالها وجلاء المحتلين عام 1946م.

*    *    *

     بهذا الإحتلال والتمزيق للوطن، فُتِحَت الطريقُ ومُهِّدت أمام بريطانيا والحركة الصهيونية لإنفاذ "تصريح بلفور" بتمكين اليهود من إنشاء "وطن قومي ودولة" لهم في فلسطين، الأمر الذي تم إنجازه في 15/5/1948م، بالإعلان عن قيام "دولة إسرائيل". وهي "الدولة" التي ما كان ممكناً لها أن تقوم لولا الإحتلال الإنجليزي والفرنسي للمشرق العربي (سورية والعراق) وتجزئته.

*    *    *

     وإذ يستعيد أحرار العرب ذكرى "يوم ميسلون" المجيدة فإنهم يستعيدون معها الرسالة المُلهمة التي كتبها يوسف العظمة ورفاقه بدمائهم: رسالة الاستجابة للتحدي الإستعماري بالتصدي والمقاومة، ذوداً عن الحرية والأمة والوطن.

     ويستعيدون أيضاً التأكيد على ترابط مصالح الأعداء المستعمرين (القدامى منهم والجدد)، ويجددون التصميم والعزم على تحقيق آمال الأمة في التحرر والوحدة والنهضة.

ـــــــــــــــ

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف