ديوان الموتى يقفزون من النافذة
البحث عن الذات الغائبة
لفتحي عبد السميع
قراءة محمود حسانين
الشعراء لهم فلسفة خاصة قد تعزف ألحانا, وقد تقف بحداد على جثث الكلمات, أو ترسم بريشة المبدع/ الشاعر رؤية الحلم, وحقيقة الخيال.
من يبحثون عن النافذه؟:
لا يكمن أن نختزل عنوان هذا الديوان بوصف للموت وجنائز الموتى, لكن من الممكن أن نختزل في الديوان معنى للبحث الدائم للذات عن مخرج من كيانها, لقد استطاع الشاعر أن يوظف حالات الفقد/ الفراق, صور لنا منذ البداية غربة الذات حيث الإهداء الذي يبحث عن مخرج للابتسامة/الضحكة,
كلما ضاقت عليها الدنيا
تجلس عند السلم الطينى
تكر غناء العجائز
وتحرض الموتى على العالم
فجأة تقوم ضاحكة إلى أشغالها.
كيف يستخدم الشاعر الموروث في لحظة مراوغة منه لاصطياد فرصه ليكتمل على وجه القصيدة معاني الحياة.
كما ان الطعم لاصطياد الروح جاء اعتراف لرحلة البحث عن الذات في الديوان.
اصطياد الروح:
تلك التي لعبت دورا هاما في الديوان فانتقلت بين القصائد كفراشة تستنشق العبير.
فراشة غافلته في ليلة كهذه
ونامت في فراش طلقة.
وكأنها تريد من هنا أن تجد المخرج غير إنها حيلة غير مجديه لينطلق حلم الهروب والبحث عن الذات لدى الشاعر.وتتجلى رحلة البحث في لحظة مأساة صورها الشاعر من بين لقطات تحمل على شفاة من فيها الأسف, فصورها على إنها نوع من الأحلام التي قد تداهم الإنسان فيأولها كابوسا أو قد تصير حقيقة.
لكنها كانت روح هاربة أيضا تبحث عن مخرج أخر عبر نافذة للحياة الأخرى.
في عروق الموت :
هكذا تكمن بين مفردات الشاعر رائحة الموت رغم البحث عن مكنون البرزخ وماهية الحياة الأخرى.
أخاف أن تكن اليد المعروفة
لمن وجد نفسه فجأة خارج اللحظة
يعبث بلسانه في أسنانه
ولا ينال من الظلام
علق بها مثل الدهن.
غير انه كان دائم السؤال بين القصائد عن معنى هذا الذي يأتي فجأة / الموت.
ليتها لا تكون الرغبة الغامضة
للنوم في مكان حميم
بجسد لا يحلم
تسقط يده كلما رفعوها
ولا يستجيب أبدا لهزة في الكتف.
الموت بطل كل العالم المتوحد في إنسان فان جاء دور البطل انتهى دور الإنسان, هكذا صور لنا الشاعر قدومه بالجنائز والحداد .
لم يكن في حسباني
سوى عتاب الموتى.
كما هو الحال في رحلة الغياب يرتحل الشاعر حاملا ما يصوره له مبدأ الموت من كل ما كان يختزله الموروث الشعبي عن من يرافق الموتى في ديارهم الجديدة.
أفكر منذ أعوام
في جردل ومقشة
ينتظران منذ ربع قرن
لتأوي أشباح إلى حرابة أخرى
وينتظم الشهيق في بيتنا.
حتى لا تنقطع رحلة البحث عن الذات الميتة في داخلنا يصور لنا الشاعر موتنا الداخلي بكابوس مريع غير انه يخبرنا بأنه حلم جميل.
استرجع الحلم الذي خرجت منه
لا أتذكر إلا كوبا مهشما
ومستشفى
وسرادقا
كان حلما جميلا
فلماذا لا أتذكر
إلا كوبا مهشما ومستشفى و سرداقا؟
الحلم لم يكتمل لدى بطل القصائد الذي يبحث عن ذاته بين كل مفردة في كل قصيده كان يحاول مجابهة الحياة بصدر عاري يحمل رهبة لست نابعة من نفسه بل رهبة زائفة من خلال الوشم الذي قد يفضي روحه.
أريد أسدا يا دقاق الوشم
أريده غاضبا, بأنياب حادة.
كما إصراره حتى الموت على شئ يجابه به الحياة ويقاتل به الموت.
لا تلتفت لصراخي وشتائمي
ولو مت بين يديك
لا تقم بدفني
قبل إتمام الوشم.
ومن خلال نقطة معتمة يعود بنا إلى الموتى حيث تثبت الحقيقة,ولو راهن على الحياة وان ساوم الأطباء, حتى وان دخل إليه من باب الأعراس ,حتى وان صار المولد يطير إلى الحياة فيخطفه الموت مره أخرى,أنها الحقيقة التي يقر بها الموت/البطل للشاعر على انه حق مكتسب لفناء هذا الكون الذي يمشى عليه الكائن الهلامي/ الإنسان.
محمود حسانين
[email protected]
البحث عن الذات الغائبة
لفتحي عبد السميع
قراءة محمود حسانين
الشعراء لهم فلسفة خاصة قد تعزف ألحانا, وقد تقف بحداد على جثث الكلمات, أو ترسم بريشة المبدع/ الشاعر رؤية الحلم, وحقيقة الخيال.
من يبحثون عن النافذه؟:
لا يكمن أن نختزل عنوان هذا الديوان بوصف للموت وجنائز الموتى, لكن من الممكن أن نختزل في الديوان معنى للبحث الدائم للذات عن مخرج من كيانها, لقد استطاع الشاعر أن يوظف حالات الفقد/ الفراق, صور لنا منذ البداية غربة الذات حيث الإهداء الذي يبحث عن مخرج للابتسامة/الضحكة,
كلما ضاقت عليها الدنيا
تجلس عند السلم الطينى
تكر غناء العجائز
وتحرض الموتى على العالم
فجأة تقوم ضاحكة إلى أشغالها.
كيف يستخدم الشاعر الموروث في لحظة مراوغة منه لاصطياد فرصه ليكتمل على وجه القصيدة معاني الحياة.
كما ان الطعم لاصطياد الروح جاء اعتراف لرحلة البحث عن الذات في الديوان.
اصطياد الروح:
تلك التي لعبت دورا هاما في الديوان فانتقلت بين القصائد كفراشة تستنشق العبير.
فراشة غافلته في ليلة كهذه
ونامت في فراش طلقة.
وكأنها تريد من هنا أن تجد المخرج غير إنها حيلة غير مجديه لينطلق حلم الهروب والبحث عن الذات لدى الشاعر.وتتجلى رحلة البحث في لحظة مأساة صورها الشاعر من بين لقطات تحمل على شفاة من فيها الأسف, فصورها على إنها نوع من الأحلام التي قد تداهم الإنسان فيأولها كابوسا أو قد تصير حقيقة.
لكنها كانت روح هاربة أيضا تبحث عن مخرج أخر عبر نافذة للحياة الأخرى.
في عروق الموت :
هكذا تكمن بين مفردات الشاعر رائحة الموت رغم البحث عن مكنون البرزخ وماهية الحياة الأخرى.
أخاف أن تكن اليد المعروفة
لمن وجد نفسه فجأة خارج اللحظة
يعبث بلسانه في أسنانه
ولا ينال من الظلام
علق بها مثل الدهن.
غير انه كان دائم السؤال بين القصائد عن معنى هذا الذي يأتي فجأة / الموت.
ليتها لا تكون الرغبة الغامضة
للنوم في مكان حميم
بجسد لا يحلم
تسقط يده كلما رفعوها
ولا يستجيب أبدا لهزة في الكتف.
الموت بطل كل العالم المتوحد في إنسان فان جاء دور البطل انتهى دور الإنسان, هكذا صور لنا الشاعر قدومه بالجنائز والحداد .
لم يكن في حسباني
سوى عتاب الموتى.
كما هو الحال في رحلة الغياب يرتحل الشاعر حاملا ما يصوره له مبدأ الموت من كل ما كان يختزله الموروث الشعبي عن من يرافق الموتى في ديارهم الجديدة.
أفكر منذ أعوام
في جردل ومقشة
ينتظران منذ ربع قرن
لتأوي أشباح إلى حرابة أخرى
وينتظم الشهيق في بيتنا.
حتى لا تنقطع رحلة البحث عن الذات الميتة في داخلنا يصور لنا الشاعر موتنا الداخلي بكابوس مريع غير انه يخبرنا بأنه حلم جميل.
استرجع الحلم الذي خرجت منه
لا أتذكر إلا كوبا مهشما
ومستشفى
وسرادقا
كان حلما جميلا
فلماذا لا أتذكر
إلا كوبا مهشما ومستشفى و سرداقا؟
الحلم لم يكتمل لدى بطل القصائد الذي يبحث عن ذاته بين كل مفردة في كل قصيده كان يحاول مجابهة الحياة بصدر عاري يحمل رهبة لست نابعة من نفسه بل رهبة زائفة من خلال الوشم الذي قد يفضي روحه.
أريد أسدا يا دقاق الوشم
أريده غاضبا, بأنياب حادة.
كما إصراره حتى الموت على شئ يجابه به الحياة ويقاتل به الموت.
لا تلتفت لصراخي وشتائمي
ولو مت بين يديك
لا تقم بدفني
قبل إتمام الوشم.
ومن خلال نقطة معتمة يعود بنا إلى الموتى حيث تثبت الحقيقة,ولو راهن على الحياة وان ساوم الأطباء, حتى وان دخل إليه من باب الأعراس ,حتى وان صار المولد يطير إلى الحياة فيخطفه الموت مره أخرى,أنها الحقيقة التي يقر بها الموت/البطل للشاعر على انه حق مكتسب لفناء هذا الكون الذي يمشى عليه الكائن الهلامي/ الإنسان.
محمود حسانين
[email protected]