الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة المنتصرة تكتب شروطها بقلم: عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2014-07-24
غزة المنتصرة تكتب شروطها بقلم: عريب الرنتاوي
وفقاً لمصادر فلسطينية رفيعة، لا وجود لمبادرات أخرى لحل أزمة الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، سوى المبادرة المصرية ... الأتراك والقطريون، أحجموا عن إطلاق مبادرات خاصة، واكتفوا بنقل مطالب حماس لكل من اتصل من مسؤولين عرب ودوليين ... وعندما سأل خالد مشعل الشيخ صباح الأحمد عن نيته إطلاق مبادرة كويتية خاصة، نفى ذلك رسمياً وجدد تمسكه بالمبادرة المصرية.
 
يبدو أن صور المجازر والأشلاء الممزقة، متبوعة بآيات الصمود البطولة التي يسطرها الشعب الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة، لم تشفع لدى كثيرٍ من العواصم للخروج عن صمتها أولاً، أو للكف عن لعبة "صراع المحاور" ثانياً، أو مراجعة مواقفها وحساباتها ثالثاً، بما يعطي الأولوية ابتداء لمطالب شعب فلسطين العادلة في رفع الحصار عن القطاع وإطلاق سراح الأسرى وضمان وقف العدوانية الإسرائيلية المنفلتة من كل عقال.
 
لكن تجارب التاريخ الفلسطيني، قديمه وجديده، تتكشف دائماً عن قدرة "الدم" الفلسطيني" الفائقة للعادة، على تسطير المعجزات والإنجازات، فإن كان جلب النفع متعذراً، وغالباً بسبب عوامل التخاذل والتقصير والتواطؤ الرسمية العربية، فلا أقل من درء من الضرر، والضرر في الحرب الثالثة، إنما يتجلى في رفع الرايات البيضاء والموافقة على "حق الجلاد" في "تأديب الضحية"، متى شاء وكيفما شاء، ومن دون ثمن ... هذه الصفحة باتت وراء ظهورنا، ليس الأن، وإنما منذ زمن طويل.
 
من شهد احتفالات أهل غزة بمصرع أكثر من دزينة من جنود العدوان وأسر أحدهم، أدرك تمام الإدراك، كم هي راسخة وأصيلة ومتجددة، قدرات هذا الشعب على التضحية والصمود والفداء، وبصورة ينبغي أن تحمر معها خجلاً واعتذاراً، وجوهٌ كثيرة، سواء ممن تخاذلوا أو جبنوا أو تآمروا، أو من اللذين ما انفكوا يتهمون هذا الشعب بالتفريط وتضييع الأوطان والتطلع لبدائل وأوطان أخرى يستقرون فيها بدلاً عن موطنهم الأصلي، موطن آبائهم وأجدادهم منذ أن كتب التاريخ.
 
خلاصة المشهد، أن المبادرة المصرية التي ما زالت وحدها على مائدة البحث والتفاوض، يجب أن تراعي شلال الدم والتضحيات الفلسطينية، وأن تتضمن المطالب العادلة والمحقة للمقاومة الفلسطينية، والتي تقرها كافة المواثيق والشرائع الدولية، وفي مقدمها إطلاق سراح الأسرى ورفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر والبوابات والعودة لتشغيل الميناء والمطار، وإلزام إسرائيل بالتوقف عن ممارسة القتل الجماعي والعقوبات البربرية التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب... ولقد آن الأوان، لكي ينفض أصحاب المبادرة ورعاتها، عن أنفسهم غبار العناد والمكابرة، وأن يتخلصوا من حساباتهم الضيقة والصغيرة، وأن يستلهموا بعض "وقفات العزة" التي عوّدتنا عليها قاهرة المعز.
 
المشهد الغزي يملي على القيادة الفلسطينية أن ترفع صوتها عالياً، وأن تكف عن حكاية "دراسة جميع الخيارات"، فإلى سنبقى ندرس ونتهدد ونتوعد من دون نتيجة ... أما آن الأوان للحظة القرار والاختيار ... وإن لم تكن اللحظة الغزيّة الراهنة، هي أنسب وقت لاتخاذ المواقف والتاريخية المصيرية، فمتى ستأتي مثل هذه اللحظة ... إن لم تكن هذه اللحظة هي لحظة طرد الأوهام الملعونة والحسابات الرخيصة، فمتى ستأتي اللحظة المناسبة إذن؟ ... يبدو ان البعض لا يريد لهذه اللحظة أن تأتي، وأنه يؤثر استمرار الدراسة "المفتوحة" حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
 
وإلى العواصم العربية الكبرى، بعضها على الأقل، التي لاذت بصمت القبور، وهي التي ما انفكت تخطط وتمول وتدرب وتسلح قوى التقاتل والاحتراب المذهبي في سوريا ولبنان وليبيا والعراق، عليها أن تقف للحظة مع ضمائر مواطنيها التي تتمزق لرؤية ما يجري في الشجاعية وعلى أطرافها ... عليها أن تتخذ من المواقف والسياسات ما يليق بموقعها ومكانتها وسلسلة الألقاب والتوصيفات التي تسبغها على نفسها.
 
بعد أحداث اليوم الثالث عشر للحرب الإسرائيلية البربرية الثالثة، لن نقول إن غزة ستنتصر على الغزاة ... غزة انتصرت فعلياً عليهم، يكفي غزة من العزة، أنها ما أن تدفن كوكبة من شهدائها الأبرار، حتى تنهض من جديد، تمتشق السلاح في مواجهة أعتى آلة حربية في المنطقة والعالم، وتسطر بلحم أطفالها الغض، أروع ملاحم المجد والبطولة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف