الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صراع على حافة .. ورقة بقلم:رشيد بلفقيه

تاريخ النشر : 2014-07-24
صراع على حافة .. ورقة

رفع "الصباح" حاجبيه ، تملى لهنيهات في المسافة الممتدة بينه و بين نهاية اليوم، تمطى  قليلا ثم  أشار للشمس المتربصة من هناك خلف الأفق  لتبدأ تلاعبها  بالزمن.
لكل يوم تقريبا نفس التفاصيل الرتيبة المغرقة في البروميثية ،ذلك سقف عوالم آل القاع . يرحل الصباح ببطء،فيأتي دونه ليل دون استئذان تحتل جحافل دياجيره المدينة المتسربلة بصخب بشرها ،يسبقه ذاك المساء العادي جدا .
في أول وريقة تخُط اليد المتلهفة للانعتاق من حدود الوعي و الزمن ،بحروف غير واضحة تماما : " خلقنا يسكننا الألم في أدق تفاصيل الخطى و هذه الأيام القادمة  أو تلك المتسربة ، وشوم ما لم يسفك منا من زمن.. "تطوي الورقة و تدسها في جيب ثم تغرس القلم في الصمت و تعود للعبث بأصابعها في انتظار معلن على الما لا يأتي بالمرة  أو ربما لتعالج فكرة أخرى بدأت تنبث في حواشي الورقة : "..في كل محبرة أرض باعت ترابها لتشتري الحجر ظنا منها انه يمنحها الأبدية ، ألم يشيدوا أصنامهم من حجر الم يسجدوا للحجر ، إنه عبث البحت عن الأبدية خارج حدود الزمن ."
خارجا يسرح البصر، عبر النافذة التي يأتي منها كل من النور و الظلام و الصمت و الصخب و نسمة الهواء و الغبار ،تبدأ الشوارع في إخراج ما علته من حرارة منذ الصباح من مرجل الشمس الكريمة جدا، و التي  ظلت منذ الإشراق تغدق أشعتها المُرّة على عري الإسفلت أمامها، متيقنة أن  قدره المرير هو الاصطلاء برغباتها .
 يبدأ " الباش " في النزول ،فتشرع تدريجيا فلول الراجلين في ملا الفراغات هنا و هنالك في قاسم مشترك  بين  البشر و "سراق الزيت" كلما كان فصل صيفا ..خليط بشري غير متجانس بتاتا ربات بيوت ،عاهرات ،مدمنون،أنصاف بشر، فقراء يمشون كانهم تنسمون للمرة الأولى جمال "البرانس" وسط المدينة البنورية ،و الذي سارت بذكره الركبان .
-ويمتى غادي يكملو هاذ الحفير؟
-شي نهار ..ملي يلقاو الكنز و اقيلا  ..
تُكتم ضحكة ، و تبدأ دوامة زمنية في تكرار نفسها برتابة و صمت .
تتسع اللائحة شيئا فشيئا لينظم "للهجيج" متحزمون لانتهاز الفرص طلابة و طلبة و بعاليك يكتشفون لذة الإنفلات في زحام النظرات و تعدد الخيارات و فوضوية الزمن المتروك لإنسيابية حبات الرمل المتفلتة بمنطق صارم ..إلى أسفل دوما .
ضجيج الخطى يغلق المسافات بين الأمنية والسراب و تضيق الدوامة أكثر تضيع بقية الجمل دوما  في ثنايا  النظرة التي ترتد خاسئة و هي تمور ، ثم تذوبان معا  في كف لم تعرف بعد شكل حزنها المقبل .. و تتشعب التفاسير كغصين حناء شاحب.
في مكان ما داخلك  يشرع الفراغ و التكرار في اجترار نفس اللوحة  المنبعثة من رماد طائر الخرافة عينها ، والتي كلما ظننت أنها ماتت .. تبعث نفسها من بين الركام  لتخبرك في إصرار غريب أنها لا زالت تتربص ، تتحسس الورقة في الجيب و تغير الوجهة نحو المقهى القديمة حيث تطفو صور تقاوم التلاشي و تتحول شيئا فشيئا إلى أيقونات شديدة المرونة تستسلم لأي معنى ،ما جدوى البحث عن النسيان،او المعاني، أو التتمات. فهذا النهر الممتد أمام عينيك جف و نضب ، شربه توالي الحدود ..
تواصل اليد التدوين بين الرشفات المتقطعة من الفنجان المألوف "مضرجون بالشتات ، لولا رائحة المطر و الشعر .. وجدائل السنابل المسجاة على حدود الكف الأصفر ،ماء الغروب المنساب بلا مقدمات .. يتحدى منطق الإنحدار من عل بكيمياء بحيلة صعود الخرير للاعالي، فللطبيعة حسابات أخرى دوما.."
تبرز العديد من النقط ..الحروف و التعابير، لكنها  تتطاير كالأوراق..تبحث لها عن معان عن مبررات ، العبارات  تستنجد بالمعاني و لا معاني فقط صخب في صخب في لحن معزوفة عرجاء يصفق لها جمهور أصم متاهة بلا مقدمات بلا نهايات منطقية .المنطق لا زال لليلة أخرى ينتشي في حانة فكرة منحلة عاشرها ليلة أمس ، نقط تلي النقط تلي الفراغات... وكم ينذر المعنى في مقاصد الجمل داخل التداخل تحاول البحت عن طريق إلى حيث تتنفس بحرية بعضا مما تفتقده .. لا مفر تضيق الدوامة أكثر ،هيت لك أيها الصمت القاتم المعشش داخل الكلمات أيها الحقد الأسود أيها المعبود ..الأسود .
تضيق الدوامة أكثر و أكثر . تمسك بجملة عابرة بصعوبة تخنقها  ، تصرعها تدونها على الورقة  "كان يمكن لكل هذه الحياة أن تكون ابسط مما عليه لو فقط تتحقق تلك ال 'لو'... لكنها كانت تصر على الانسياب مثماتلة ،أيام تستنسخ نفسها في إصرار غريب على مواجهتك بمنطقها الخاص و كأنك لا يحق لك رفع الرأس في وجهها و الاحتجاج بحاجبين مقطبين أو شفاه ترفض رسم الابتسامة المصفرة على ردائها بحقد ذفين .." تكاد تكمل الورقة ،لكن بقية البقية تسقط في شغب التفلت المعتاد.
تجرك مطاردة البقية إلى الخارج تنتشي بنسمة شبه باردة  هبت بغتة.. تبدأ في الإحساس تدريجيا أنك جزء من كل هذا المزيج تبدأ تدريجيا أحاسيس الاختناق في التبدد ، تكاد تتنفس الصعداء. تنتزعك من أفكارك تحية صديق قديم .
-أهلااااااان ..... فين غابر؟
تنقطع جميع الأسطر ، تتهشم و تهوي منتصرة بالتبدد ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف