الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة ومخاض الحل بقلم: نسيم قبها

تاريخ النشر : 2014-07-23
غزة ومخاض الحل بقلم: نسيم قبها
مع توسع الهجوم البري على غزة, تصاعدت مؤخراً الجهود الدبلوماسية إقليمياً ودولياً للتوسط من أجل التوصل إلى هدنة بين طرفي النزاع. وفي الوقت الذي توجه فيه وزير الخارجية الأميركي إلى مصر بدعوى دعم المبادرة المصرية للتهدئة توجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون إلى المنطقة لنفس الغرض. وفي الوقت الذي تدعو فيه المبادرة المصرية إلى وقف إطلاق النار؛ أي التهدئة مقابل التهدئة، عرضت حماس شروطها للتهدئة، والتي كان أبرزها فك الحصار عن غزة وفتح كافة المنافذ والمعابر براً وبحراً. ويتواصل القصف الإسرائيلي على غزة ضمن عملية "الجرف الصامد" التي أطلقها الجيش "الإسرائيلي" يوم الاثنين 7/7/2014م. ولم ينقطع القصف إلا بعد الاتفاق على هدنة إنسانية ولمدة ساعتين سرعان أن انهارت فيما بعد.
وكانت الحكومة "الإسرائيلية" قد بررت عدوانها بدعوى منع إطلاق الصواريخ على المدن "الإسرائيلية" وتوفير الأمن لها.
وقد انطلقت آلة الحرب "الإسرائيلية" تقذف نيرانها على غزة، زارعة الموت بين الأطفال والنساء والرجال ومهدمة المساجد والمدارس والبيوت. ويحدث ذلك أمام أنظار حكام دول المنطقة !، وتحت سمع وبصر قيادات جيوش المنطقة المشغولين بقتال أو قمع أبناء شعوبهم.
وقد سطر المقاومون في غزة بطولات أسطورية أمام عدو لئيم يتفوق في العدد والعدة بما لا يوجد فيه وجه للمقارنة، وأعاد أبناء غزة هاشم إلى ذاكرة الأمة سيرة أجدادهم الذين فتحوها أول مرة من عشقهم للجهاد والتضحيات، وتمنيهم للشهادة في سبيل الله، وبذل الغالي والنفيس إرضاءً لربهم.
.
لقد سبق العدوان الأخير على غزة أحداثاً تعلقت بتحريك قضايا الحل النهائي؛ فكانت زيارة البابا للقدس التي يراد لها أن تكون تحت الوصاية الدولية. وجاءت حادثة خطف وقتل المستوطنين الثلاثة المزعومة محركاً لملف الاستيطان من خلال الضغط على الجهة الأكثر تشدداً من اليمين "الإسرائيلي" لتخويفها بغية تليين مواقفها. ومن المنتظر تعرُّض المستوطنين لهزات يرضخون على إثرها لتسوية وضع الاستيطان في أراضي الضفة الغربية، وقد سبق للرئيس الأميركي أوباما أن أعلن أن مباحثات السلام يجب أن تبدأ بتجميد الاستيطان أولاً.
ورغم أن الحرب الأخيرة على غزة حظيت بتأييد الشارع "الإسرائيلي" إلا أنها جاءت لتؤكد للرأي العام "الإسرائيلي" أن حماس ازدادت قوة وأن قدراتها فد تضاعفت عما كانت عليه إثر عدوان "إسرائيل" على غزة 2008-2009م، حتى أن قدرتها الصاروخية أصبحت تطال معظم الأراضي الواقعة في الداخل الفلسطيني، بل إن الجيش "الإسرائيلي" _الذي لا يقهر_ غدا عاجزاً عن إيقاف صواريخ حماس التي يجري تطويرها وزيادة مداها إثر كل عدوان مما يجعلها تشكل خطراً مستقبلياً على اسرائيل، ما لم يتم التوصل إلى هدنة تعقبها تسوية تنهي الصراع مع الفلسطينيين ومحيط "إسرائيل".
ومن الجدير ملاحظته أن الجيش "الإسرائيلي" نفسه قد ساهم في تضخيم أثر صواريخ حماس؛ إذ قال مصدر في جيش الاحتلال "إن أمام الشارع الإسرائيلي أياماً سيئة والتي ستواصل فيها فصائل المقاومة في غزة إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية". بل إن نتنياهو تعمد الإشارة في مؤتمره الصحفي الذي عقده في 11/7 إلى قوة حماس وضخم من حجمها حيث قال: "هناك أكثر من خمسة ملايين إسرائيلي تحت خطر صواريخ حماس"، بل أنه صرح أمس أنه لو نجحت إحدى محاولات القسام للتسلل خلف خطوط الجيش لأحدثت مجزرة مروعة في المدنيين!؟.

وأمام صمود غزة فإن ذلك سيمنح حماس شعبية واسعة داخلياً وخارجياً، وهو ما سيعطي شرعية لأية قرارات مستقبلية بخصوص القضية الفلسطينية، وبخاصة بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني مع حركة فتح. وليس من المستبعد أن تشكل الهدنة الطويلة المقترحة بين حماس واسرائيل _لمدة عشر سنوات_ والتي سبق أن طرحتها حماس غطاءً مقبولاً تتذرع به لعدم الدخول المباشر في المفاوضات مع "إسرائيل" في الوقت الذي تشترك فيه في حكومة الوفاق الوطني والتي من المرجح أن تبقي المفاوضات بيد منظمة التحرير.
ومع ترجيح اتخاذ حماس الهدنة كغطاء لعدم الدخول المباشر في المفاوضات مع اسرائيل فإن هناك محاولات تمهد لتسويغ اشتراكها فيها، ومما يشير إلى ذلك فضلاً عن تلميحات خالد مشعل ومحمود عباس ما جاء في بيان مجلس الأمن ليوم السبت 12/7/2014م الذي قرأه رئيسه "أوجين ريتشارد غاسانا" الذي "دعا إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين وعودة الهدوء وإعادة تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2012م". كما دعا المجلس إلى الاستعجال بإجراء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" للوصول إلى سلام دائم قائم على حل الدولتين. كما أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية "جين ساكي" بعد أن وصفت حركة حماس بأنها جماعة إرهابية تعتدي على "إسرائيل"، أضافت "أن الجانبين ارتكبا أخطاء في عدم اتخاذ قرارات صعبة لمواصلة عملية السلام التي انهارت مؤخراً"، وأضافت: "عندما يكون هناك غياب للسلام يُترك فراغ يملؤه العنف أحياناً".
إن العدوان الأخير على غزة لم يكن إلا بضوء أخضر أميركي وبتواطؤ من حكام المنطقة؛ إذ سبق هذه العملية زيارة مدير المخابرات المصرية لـ"إسرائيل"، وقبل ذلك زيارة رئيس الحكومة "الإسرائيلية" "بنيامين ناتنياهو"الى واشنطن. وقد جاءت الزيارتان الأخيرتان في وقت تمر فيه المفاوضات بمرحلة ركود كبيرة.
ورغم إدراك أميركا ضرورة العمل على إنهاء قضية فلسطين حتى تكمل سيرها في تنفيذ مشروعها للشرق الأوسط الكبير والذي يقتضي إعادة صياغة بلاد المسلمين ثقافياً وسياسياً وهو ما سارت فيه أشواطاً كبيرة، إلا أنها ما زالت لم تنجح بعد في إزالة العقبة أمام الحل النهائي وهو الرأي العام اليهودي، الذي ما زال ينظر من خلال أحلامه التوراتية، وما زال يرى أن دولته تتمتع بالقوة والقدرة الدائمة على فرض الشروط والاحتفاظ بالمكاسب.
وأميركا ومنذ مؤتمر انابوليس وهي تعمل للضغط بشكل واضح على "إسرائيل" من أجل السير في حل الدولتين؛ أي الموافقة على إعلان دولة فلسطينية، وإطلاق مباحثات الحل النهائي. وهي إذ تدرك أن العقبات أمام هذا الحل تكمن في الجانب "الإسرائيلي" فهي تعمل من أجل إزالة هذه العقبة عبر إشعال حرب تلو أخرى لتثبت لليمين "الإسرائيلي" أن الخطر سيطال كل دولتهم، وأن الجيش عاجز عن حماية البلاد من الصواريخ التي تزداد تطوراً، وأنه بات من الضروري إنهاء الصراع والدخول في المفاوضات.
إن نجاح أميركا في دفع الطرفين للرجوع إلى المفاوضات، وفرض رؤيتها للحل، يعود إلى رضوخ "إسرائيل" للضغط الممارس عليها. ويبدو أن هناك تخوفات أميركية من تجاوز قادة "إسرائيل" للخطوط الحمر حيث سبق لنتنياهو أن صرَّح في مؤتمر صحفيٍّ بعد أربعة أيام من بدء الحرب بقوله: "ما من قوة وضغط دولي سيمنع إسرائيل من تحقيق غايتها"، ويبدو أن ما أثار المخاوف الأميركية هو توجهات بعض قادة "إسرائيل"، وبخاصة العسكريين منهم، لتوسيع نطاق العمليات البرية، مما دعا لتوجه وزير الخارجية الأميركي للمنطقة كي يمنع التجاوزات "الإسرائيلية". ذلك أن أميركا إنما تريد عملاً عسكرياً محدوداً يؤثر على الرأي العام في "إسرائيل" ويبرر جلب حماس إلى طاولة المفاوضات وتخشى من استغلال "إسرائيل" للعملية العسكرية في خلط الأوراق وإفشال المصالحة الفلسطينية، أو إعاقة عمل حكومة الوفاق، أو تعطيل المسار التفاوضي الذي يعمل كيري على تحريكه خصوصاً أن الحكومة الأميركية لم تتمكن من تحقيق أي نجاح في تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط منذ سنوات.
ووزير الخارجية الأميركي الذي وصل إلى المنطقة بدعوى دعم المبادرة المصرية وكذلك بان كيمون الذي قال أنه حقق تقدماً، يتوقع أن يعملا على إخراج المبادرة المصرية بعد تعديلات تتعلق بضمانات دولية وعربية على بحث تحقيق أبرز شروط حماس وهو إنهاء حصار غزة، والذي يشير إلى نية أميركا في إنفاذ المبادرة المصرية مع تعديلات ترضاها حماس وقوى المقاومة الأخرى هو موافقة "إسرائيل" على المبادرة المصرية، وحضور كيري وبان كيمون من أجل تعزيزها، ونفي وزير خارجية قطر عن وجود مبادرة قطرية، وأن قطر إنما نقلت وجهات نظر وحسب. ومع التأييد الواضح للمبادرة المصرية من قبل الرئيس محمود عباس وما ذكر عن مباحثاته مع خالد مشعل في الدوحة وحثه له على ضرورة موافقة حماس على المبادرة المصرية، فإن ذلك يشير إلى قرب التهدئة ما لم يشاكس الجانب "الإسرائيلي".
وفي حال مشاكسة الجانب "الإسرائيلي" وإعاقته للمبادرة بعد التعديل المرتقب فإن ماكينة الإعلام الضخمة التي تسيطر عليها أميركا وأوروبا ينتظر أن تظهر الجانب "الإسرائيلي" بالصورة البشعة حيث ستمعن آلته الحربية في المدنيين، وسيزيد ذلك من عزلة "إسرائيل" الدولية وزيادة الضغط عليها، وقد سخر كيري من حديث "الإسرائيليين" عن دقة الاستهداف الذي يتحدث عنه الجيش والإعلام الاسرائيلي بعد كل هذا القتل للمدنيين.
ومن الجدير ذكره أن غزة تعتبر المنطقة الأعلى من حيث الكثافة السكانية في العالم حيث تبلغ الكثافة السكانية فيها بمعدل خمسة آلاف نسمة في الكيلومتر المربع الواحد مما يعني أن التوغل البري وزيادة القصف يعني إحداث مجازر للمدنيين. كما ينتظر الجانب "الإسرائيلي" حال إعاقته للتهدئة إمكانية إطلاق انتفاضة جديدة أو الموافقة على طلب الرئيس عباس بالحماية الدولية. هذا فضلاً عن انتكاسات وهزائم للجيش "الإسرائيلي" من جديد أمام "مليشيات" لا تقارن قدراتها بقدرات ذلك الجيش الذي يعد من أقوى جيوش العالم ، وبخاصة وأنه قد تم تزويد تلك "المليشيات" ببعض الأسلحة النوعية.

نسيم قبها
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف