الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشعب الفلسطيني يقاوم وسط امتناع الممانعة عن المشاركة في الصراع وغياب القادة العرب عن نصرة قضايا امتهم بقلم:حسان القطب

تاريخ النشر : 2014-07-22
الشعب الفلسطيني يقاوم وسط امتناع الممانعة عن المشاركة في الصراع وغياب القادة العرب عن نصرة قضايا امتهم

بقلم مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات ... حسان القطب

الصراع مع العدو الصهيوني هو دأب ومهمة وقضية هذه الأمة منذ ما يقارب المئة عام، وقد انطلقت شرارة الصراع مع المشروع الاستيطاني منذ اطلاق اللورد البريطاني "بلفور" وعده المشؤوم بإقامة الوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين عام 1917...منذ ذلك التاريخ والحرب قائمة بين شعبنا العربي والفلسطيني على ارض فلسطين والدول المحيطة، وما يجري اليوم ي غزة من حربٍ مفتوحة على هذا الشعب الذي يستنهض بصموده امة، وبمثابرته شعوب، وبجهاده دول، وبصبره وتضحياته يفضح دول وانظمة وقيادات واحزاب، وبمقاومته البطولية يكشف زيف شعارات المقاومة والممانعة التي اختفى واختبأ خلفها أدعياء الممانعة والمقاومة لتبرير مشاريعهم الطائفية والمذهبية، واتخذ منها هؤلاء مبرراً وسبباً لقتل واضطهاد شعوبهم وشركائهم في الوطن بحجة حماية مشروع المقاومة والممانعة المزعومة.. فجاءت هذ المقاومة البطولية والصمود الأسطوري لأبناء فلسطين في غزة والانتفاضة المباركة في الضفة الغربية، لتضع النقاط على الحروف وتترجم حقيقة المشاريع التي يتم رسمها لدول المنطقة وشعوبها وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني وبالتالي القضية الفلسطينية.. ولقد مرت المقاومة الفلسطينية في فترات ومراحل صعبة وخطيرة ولكنها تجاوزتها بفضل صمود ابنائها وتضحيات شعبها ووقوف الاحرار في العالم إلى جانبها.. واليوم سوف تتجاوز هذه الهجمة الشرسة بوعي ابنائها وصمودهم وإدراكهم لحقيقة أن المعركة مع هذا العدو طويلة وشاقة وصعبة..

انطلقت الحرب على غزة وشعبها كما في كل مرة بذرائع مختلفة ومختلقة، ولكن الهدف منها من جهة، هو اختبار قدرات المقاومة وجهوزيتها، ولتقييم تطور أدائها وحجم ترسانتها العسكرية، ولدراسة مستوى صمودها ومدى تحسن مستواها القتالي... ومن جهة ثانية فإن الكيان الغاصب لا يمكن ان يركن او يستكين لحالة استقرار او يسمح لمواطنيه ومستوطنيه ان يشعروا بان الكيان الغاصب في امان وان الهدوء هو السمة الغالبة في أي مرحلة معينة، فإسرائيل تعتبر نفسها تعيش وسط أجواء معادية وجمهور غاضب ومقاومة متحفزة وبالتالي فإن الاستعدادت العسكرية والجهوزية الأمنية داخل هذا الكيان يجب ان تبقى في اعلى مراتب الاستعداد، والمناورات العسكرية المتواصلة الهدف منها ابقاء حالة الاستعداد دائمة لدى المواطنين الصهاينة.. وكذلك فإن التقارير الأمنية التي يتم نشرها او تسريبها بين الحين والآخر والتي تتحدث عن خرق امني هنا او هناك وعن وصول اسلحة نوعية للمقاومين الفلسطينيين الهدف منها تبرير الاستعدادات وتحضير الأجواء العامة داخل فلسطين المحتلة ولدى الرأي العام الدولي وكذلك الإقليمي بأن شن الحرب سواء التي نعيش ظروفها وتداعياتها اليوم او تلك التي سبقتها من حروب إنما هو مسؤولية القوى الفلسطينية المقاومة، وان ما تقوم به دولة إسرائيل الغاصبة إنما هو رد فعلٍ مشروع على عدوان محتمل او مفترض او قد وقع بالفعل... لذا فالخسائر البشرية في الأرواح والدمار الهائل في البنية التحتية والممتلكات إنما يعتبر ثمن مفترض يجب ان يتحمله من يشن العدوان او يبدا الحرب... وهنا المتهم بطبيعة الحال هو المقاومة الفلسطينية على مختلف تسمياتها كما يخطط ويرسم الكيان الغاصب...

وقد ورد في احد التقارير التي نشرت من داخل الكيان الغاصب بان النقاش المتصاعد في أروقة الحكم في إسرائيل، بعد التلخيصات الأولية للعملية الحربية على غزة "الجرف الصامد"، تركز على الاجتياح البري للقطاع وإذا ما سيكون سلاح الجو قادراً أم عاجزاً عن القضاء على قواعد الصواريخ وحده من دون مساعدة برية، واحتدم هذا النقاش مع تكثيف إطلاق الصواريخ على تل أبيب ووصولها إلى مشارف حيفا وعلى مقربة من المفاعل النووي في ديمونة.  وترافق النقاش مع التحذير من مفاجآت يمكن أن تواجه الجيش الإسرائيلي عند إعادة احتلال القطاع، بخاصة بعد كشف الأنفاق الضخمة التي تقيمها "حماس"، واحتمال نصب الكمائن للجيش والتخطيط لعمليات نوعية. الوزراء في المجلس الوزاري المصغر وأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، من اليمين الإسرائيلي، دفعوا باتجاه عملية برية لتصفية "حماس" وإضعافها قبل أن تستعيد تأييدها الجماهيري. وتغلغل هذا الخلاف إلى وزارة الخارجية، إذ أن الخبراء والسلك الديبلوماسي يرون أن الاجتياح البري سيكلف ثمناً باهظاً للديبلوماسية الإسرائيلية، فكلما زاد عدد القتلى المدنيين في القطاع، يقل التأييد الدولي لإسرائيل وتزداد احتمالات تشكيل لجنة تحقيق دولية على نمط لجنة غولدستون. بينما يرى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ضرورة تصفية "حماس" وقد أمر ليبرمان السلك الديبلوماسي الانطلاق في حملة شرح وإقناع في دول العالم بضرورة تصفية "حماس". وبدأ هذه الحملة بنفسه، من خلال إجراء سلسلة اتصالات هاتفية مع مختلف القادة في دول العالم.

السؤال الذي يطرح نفسه هو اين هذ الدول وحكامها التي طالما رسخت سلطتها تحت شعار حماية الشعب الفلسطيني ومنع تصفية القضية الفلسطينية، ولطالما اعتبرت هذ الدول ومن يدور في فلكها من احزاب وميليشيات ومجموعات سياسية، بأن اية منازعة سياسية او إعلامية أو حتى امني مع قادة وانظمة واحزاب هذه الدول إنما يصب في خانة خدمة الكيان الغاصب والمشروع الأميركي الصهيوني الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية في المنطقة.. وتوطين الشعب الفلسطيني في لبنان والدول العربية، وتهجيره إلى دول الغرب وغيرها من دول المنطقة..

في سوريا اعتبرت دول الممانعة واحزاب الممانعة وميليشياتها المسلحة التكفيرية الإرهابية المجرمة...أن مطالب الشعب السوري المحقة بالحرية والسيادة والديمقراطية إنما هي تصب في خدمة مشروع تدمير محور المقاومة الذي يعتمد عليه لتمير إسرائيل وتحرير فلسطين وتأمين عودة الشعب افلسطيني إلى أرضه ودياره... وبناءً عليه وتحت هذه الذريعة تم قتل وتشريد وتهجير الشعب السوري والفلسطيني في سوريا على حدٍ سواء، ومحاصرة مخيمات الفلسطينيين في كافة انحاء سوريا ومخيم اليرموك والنيرب وغيرها من المخيمات شاهد حي على إجرام هذا النظام وكفر حلفائه وحقدهم وحجم إجرامهم... وكل هذا يجري لحماية الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية..؟؟ وعندما قامت إسرائيل بضرب وقصف غزة ومحيطها واستهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية بالتنكيل وغيره من ممارسات الاضطهاد صمتت هذه الأبواق ولم يعد يسمع صوتها... ؟؟ في حين ان افواجها وسلاحها ومقاتليها وعصاباتها تتوجه إلى سوريا من لبنان لمتابعة دورة القتل والتهجير دون أن تصرف الحكومة اللبنانية واجهزتها الأمنية بما يتناسب مع دورها ومسؤولياتها..

في العراق التي اعتبر نصرالله أن نظامها يشكل جزءاً أساسياً ومحورياً من دول الممانعة والمقاومة لكل مشاريع الإستيطان والهيمنة الأميركية – الصهيونية... نرى العاون الكامل بين هذا النظام الحاقد والولايات المتحدة على ضرب الثورة العراقية واضطهاد الشعب العراقي ومحاولة إخضاعه وإذلاله وجعله يرضخ لحكم المذهبيين الطائفيين في بغداد الذين يجاهرون بعدائهم لكا مكونات الشعب العراقي دون استثناء...فالسلاح الأميركي والإيراني والروسي يتدفق مع وصول المستشارين الأجانب والمقاتلين الإيرانيين وبعض اللبنانيين لمقاتلة العراقيين واجهاض الثورة العراقية المظفرة... فكيف يكون من يتعاون مع الجيش الأميركي ويستفيد من مستشاريه وسلاحه وخبراته ودوره يخطط بل يدعّي انه يقاتل المشروع لأميركي – الصهيوني وهذا السؤال برسم حزب الله وامينه العام..؟؟ قبل ان يخاطبنا في يوم القدس ويطلق التهديدات والوعود ويبشر بالانتصارات...؟؟ ولكن على من..؟؟؟؟ وأين هذا السلاح العراقي الذي يستهلك في محاربة الشعب العراقي وإخضاعه في مساعدة الشعب الفلسطيني ودعمه لمواجهة العدوان الإسرائيلي والمساعدة على صده...؟؟ ولكن هل من الممكن ان يقود المستشار الأميركي جنود عراقيين لمحاربة الجيش الإسرائيلي وهو الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة والعالم... ؟؟ ام ان هناك من يقدم نفسه بديل موضوعي وحليف استراتيجي آخر لدى الولايات المتحدة لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها إلى جانب إسرائيل...؟؟ وليس في مواجهتها...؟؟؟ وكيف اتفق ان نرى مستشارين وتقنيين روس إلى اميركيين وإيرانيين لخدمة ظام بغداد الطائفي والمذهبي..؟؟ وكيف تتقاتل إيران والولايات المتحدة في لبنان وتتحالف وتتعاون معها في العراق..بل غن الجنود الإيرانيين ياتمرون باوامرالمستشارين الأميركيين الذين بداوا بإدارة معركة الحفاظ على المالكي أوعلى نظامه على الأقل....؟؟؟ وكيف تتواجه الولايات المتحدة وروسيا في أوكرانيا... حتى كادت تشتعل حرب عالمية ثالثة او كدنا ان ندخل في نفق حربٍ باردة جديدة.. بين هاتين الدولتين.. حول المسألة الأوكرانية.؟.. في حين ان التعاون بينهما قائم على قدمٍ وساق فيما يتعلق بالشان العراقي..؟؟

إيران أسست جمهوريتها الدينية على مشروع وشعارت وعناوين المواجهة مع الغرب وعلى رأسه الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة) واليوم نرى جنودها الذين يقاتلون في العراق تحت تسمية "متطوعين".. يخوضون الحرب ضد الشعب العراقي جنباً غلى جنب وبإمرة المستشارين الأميركيين.. في بغداد ويستعملون السلاح الأميركي الذي ترسله الولايات المتحدة لنظام بغداد..؟ وأين هذه الشعارات التي طالما رفعها القادة في طهران (الموت لإسرائيل) (الموت لأميركا)... واين التهديدات التي دائماً ما تم إطلاقها بتدمير إسرائيل بالصواريخ ومحوها من على الأرض.. دعماً للقضية الفلسطينية وشعبها..؟؟؟

وفي لبنان دائماً ما أبلغنا نصرالله بجهوزية مسلحيه لتدمير إسرائيل وحتى انه في إحدى خطبه هدد باجتياح الجليل وتحريره..؟؟ ولكن وبكل اسف رأينا مسلحيه يتوجون إلى سوريا حماية لنظام الأسد ونظامه وسلطته وديكتاتوريته وجبروته وغطرسته بذريعة حماية القضية الفلسطينية..؟؟ واليوم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في خطر ويدفع ضريبة دمٍ بالغة الكلفة وباهظ الثمن..؟؟ فلا نرى مسلحي حزب الله وحركة امل يتوجهون إلى جبهة الجنوب لحماية الشعب الفلسطيني ومؤازرته..؟؟؟ فلماذا لا يكون الفعل مماثل وتتوجه عناصر حزب الله باعتبار انها الوحيدة إلى جانب حركة امل من يحق لها حمل السلاح ورفعه واستعماله وتجاوز الحدود في اي اتجاه ارادت او رغبت وسعت وهدفت...؟؟ لتكون فعلاً تدافع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة..؟؟ أم ان حماية الانظمة الظالمة ومشاريع الهيمنة والسلطة والعربدة هي الوجهة الحقيقية والهدف الأساس لهذا السلاح ودوره الوحيد والأوحد..؟؟ وإلا لكان من المناسب ان يعلن محور المقاومة والممانعة كما اطلق على نفسه ان معركته لتحرير فلسطين وحماية الشعب الفلسطيني وإجهاض المشاريع الأميركية – الصهيونية قد بدات.. فعلا وقولاً وعملاً... ولكن المشهد العراقي قد فضح كذبهم وخداعهم..

 وجاء اليوم المشهد الفلسطيني الدامي والدموي والصمود الأسطوري مهما كانت نتيجة معركة غزة غير المتكافئة.. ليفضح كما ليؤكد على تحالف مشاريع التفتيت والتقسيم مع بعضها البعض من إسرائيل إلى إيران.. وان هذا السلاح والاستعداد لم يكن يوماً لخوض معركة التحرير وإحقاق الحق، بل كان لفرض امر واقع وحالة من عدم الاستقرار بين شعةوب دول المنطقة العربية من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول التي تعاني من مشروع إيران وطموحها في تشكيل إمبراطورية جديدة.. على انقاض دول وشعوب المنطقة وكانت القضية الفلسطينية هي الشماعة المناسبة والعنوان المناسب والقضية الأمثل لتمرير المشروع الحقيقي وتبرير عمليات التسلح والاستعداد.. ولكن الشعب العربي بكل فئاته وتوجهاته لن يستكين ويستسلم ويخضع للفرس الجدد، وسيقاوم في العراق وسوريا ولبنان كل مشاريع الهيمنة والتسلط والاحتلال كما يقاوم الشعب الفلسطيني في غزة اليوم وفي سائر الأراضي الفلسطيني لاسقاط الاحتلال ولإجهاض المشروع وبناء الاستقرار وتثبيت العيش المشترك على قاعدة الحرية والاستقلال والسيادة والاحترام المتبادل بين مختلف مكونات وطوائف ومذاهب هذه الدول واعراقها... ومقاومة الشعب الفلسطيني اليوم تتم وسط غياب كامل لدول وقوى الممانعة والمقاومة ومحورها المنحرف الذي مركزه في طهران... لأن المقاومة الحقيقية هي التي تواجه بشرف وإباء وبإمكانياتها المتواضعة مهما كانت قوة العدو بالغة الضخامة... كما ان المقاومة الحقة هي مشروع مواجهة لحماية شعب وقضية وليس لاضطهاد شعب وقتل اطفاله ونسائه وشيوخه وتهجير أبنائه وترهيب محيطها وشركائها في الوطن....وكذلك وسط تواطؤ بل تعاون فاضح بين بعض الدول العربية  مع دولة الكيان الغاصب... ولكن النصر بالتأكيد سوف يكون حليف هذ الأمة التي تستهدف في كل مكان من دول عالمنا العربي والإسلامي...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف