الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محاولة لبننة المجتمع الفلسطيني .. سياسياً بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2014-07-22
محاولة لبننة المجتمع الفلسطيني .. سياسياً بقلم:مروان صباح
محاولة لبننة المجتمع الفلسطيني .. سياسياً
مروان صباح / بعيداً عن الوطن العربي وكثافته البشرية ، فهناك مسألة تخص الجغرافية التى تقع حدودها تحت سيطرة ومسؤولية المحتل الإسرائيلي وبالتالي يعي جيداً بأن قطاع غزة ومحافظة الخليل تحتفظا بمخزون سُكاني ومورث ثقافي من الصعب ضبطهما أو استنتاج ما يمكن أن يصدر عنهما في المستقبل القريب ، وأيضاً ، يحملان في طياتهما ذات الخصوصية ، ليست موجودة أو بالأحرى تفتقدها أي منطقة أخرى رغم ملاصقتها جغرافياً لهما ، لكن عناصرها شاخصة التكوين وأيضاً الطباع ، حيث ، تطغى العشائرية على مناحي الحياة وتُظهر ترابط وثيق في المحن والشدائد وحتى المناسبات بما فيها مقاومة الاحتلال كونه مناسبة مستمرة ، وكما تقع غزة في جنوب ساحل المتوسط بشريط ضيق شمال شبه جزيرة سيناء وبمساحة لا تزيد عن 360 كلم مربع يصل تعداد سكانها ما يقارب 2 مليون نسمة ، أيضاً تقع الخليل التى تبتعد عن القطاع مسافة 68 كيلو ، براً ، على الطريق الذي يمر بأواسط فلسطين ، رابطة ، الشام بمصر مروراً بسيناء وقد سجلت دائرة الإحصاء في أخر تعداد احصائي لسكانها بأنها بلغت ما يقارب حوالي 600 ألف نسمة ، وبالرغم ، من حالة الفصل بينهما بواقع فرضه الاحتلال منذ عام 1948 م ، حيث ارتأى من خلال فعل ذلك ومع مرور الزمن أن يتحول القطع بين الشعب الواحد إلى قطيعة دائمة دون الالتفات للمورث الهائل الذي يتمتع به ، فهو ، ليس بقشرة بصل ، بل ، لديه من العناصر الاتحاد والترابط يحتاج الاحتلال كما يبدو إلى مائة عام اخرى كي يكتشف جزء من عمقه ومصداته العنيفة التى تُظهر جهوزيته الفاعلة بامتصاص كل ما هو طارئ وطرده ، لكن ، الواقع تغير وخصوصاً بالسنوات الأخيرة ، حيث ، بات الاحتلال تحت أمر المتغيرات دون الاتاحة له الفرصة أو الاستراحة من أن يُعيد النظر بسلوك منظومته المعتادة أو تقاليده الراسخة الذي يعتمد على تفوق تكنولوجي بالتعامل مع حقائق جديدة ، تتنامى المقاومة بالشكل الذي يزيد الاحتلال تخوفه على المستقبل فهو بالأصل يعتبره فخ متربص به ، لهذا ، فإن الحركات المقاومة في فلسطين ومنذ نهاية الانتفاضة الثانية وبعد انسحاب ارائييل شارون رئيس الوزراء آنذاك عام 2005 م من قطاع غزة بخطوة احادية الجانب تكللت بإزالة جميع المستوطنات والقواعد العسكرية ، انتقلت إلى تغيير نهجها وأساليب تعاملها مع المحتل التى اعتادت الأراضي المحتلة على نمطيتها وانتهاجها ، فكان لها ببضعة سنوات قليلة أن تبني شبكة عسكرية متعددة القدرات وحريصة على التطور وأيضاً تحاكي عدو تاريخي دون أن يصيبها شعور بالاكتفاء او الافتتان بقوتها ، بل ، اجتهدت وتعاملت مع التجارب المحيطة بكل مهنية وذكاء بالإضافة إلى الاستفادة من العدوانيين 2008 – 2012 م .
تغير الحال منذ 2006 م عندما قالت المقاومة اللبنانية لإسرائيل بأن أيام الاجتياح 1982 م وقبله الليطاني وقبلهما حرب 1967 م غير قابل تكرارهم وأن أي هجوم بري لن يكون فسحة ، وهذا تماماً ، اعادت المقاومة الفلسطينية قوله في 2008 م ، ولم تكن حجم المتغيرات في الأسلوب والإمكانيات مفاجئ للاستخبارات الإسرائيلية كما يدعي إعلامها المتواطأ عن اظهار الحقيقة ، بل ، العكس تماماً ، علمت بإدراك مشبع من القين بأن نوايا فصائل المقاومة كانت ومازالت تبحث عن مصادر الصمود بالإضافة لمعرفتها للدعم الإستراتيجي التى تتلقاه من الجمهورية الاسلامية الإيرانية ، لكن ، ما لا ترضاه ولا تقلبه إسرائيل ومن خلفها حلف الناتو به ، هو ، الاستسلام للواقع الجديد دون أن تجد حلول يجنبها ما تخبئه الأيام من توقعات باتت مقدماتها دالة على احتمالات قابلة للتحقق ، بل ، أنها تسجل في سجلاتها المتجددة أنواع جديدة من شن الهجوم وصد لأي توغل ممكن تذهب إليه القوات الإسرائيلية براً بالإضافة لمعالجات تؤدي ، تدريجياً ، تحييد سلاح الجو وإفقاده تأثير كلي على احداث المعركة ، باستثناء ، ما يرتكبه من جرائم بحق العزل ، لهذا ، تدور المعركة اليوم ، اسرائيلياً ، ضمن شروط تحسين ظروف العيش في القطاع ، بداية ًبوقف اطلق الصواريخ نحو المدن الكبرى التى ادخلت على المعركة توازن الرعب ، فتح المعابر ثم الانتقال إلى انعاش الاقتصاد مقابل نزع سلاح المقاومة بفترة زمنية قصيرة المدى ، وبالتأكيد ، فإن تحقيق لمثل هذه الشروط مستحيلة ، طالما ، اسرائيل تقصد بنوايا مُبيتة دفع سقف مطالبها إلى المجهول ومادام الاحتلال قابع فوق الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس ، وأن الدولة رغم صغرها لم تترجم واقعاً حيث ترغب اسرائيل اختزالها على أرض القطاع ، وقد يكون الأقرب لما تسعى مشاهدته أو ما تطمح له ادارة الاحتلال ، هو ، النموذج اللبناني ، بالطبع ، عندما اُستدرج حزب الله إلى الحياة البرلمانية والبلديات وأُغرق بالقضايا الداخلية وتفاصيل المؤسسات أدى إلى ابعاده تدريجياً عن الأهداف الأساسية التى قام من أجل تحقيقها ، هذا تماماً ، ما يراد رؤيته واقعاً في الأراض الفلسطينية بعد ما فشلت في المرة الأولى من تحقيقه بالكامل بعد انتخابات عام 2006 م ، حيث كما هو معلوم فازت حركة المقاومة الإسلامية حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي والبلديات التي مكنها تشكيل حكومة فلسطينية جديدة وبالتالي أفضت في صيف 2007 م ، وبعد ضغط دولي وحصار مالي واقتصادي أدى إلى نشوب نزاع ثم انقسام ، سُميه بصراع الأخوة ، لكن ، سرعان ما انتهى وأخذ ذلك الفعل إلى نشوء سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين في الضفة الغربية والقطاع غزة احدهما تحت سيطرة حركة فتح وأخرى حركة حماس ، حيث ، جاء الاحتراب الأهلي ليس كما اشتهت اسرائيل أن يكون أو بالقدر التى بنت رغباتها من استمرار الاقتتال وعلى ايقاع التطورات تعاملت مع السلطتين كأمر يلبي بعض مخططاتها ، خصوصاً ، تعطيل أي امكانية لتنفيذ الرؤية الدولية في الوصول إلى حل الدولتين بحدود الرابع من حزيران 1967 م ، وهذه مناسبة اخرى ، كي تعيد تعديل مسار الصراع السياسي الداخلي بأدوات عربية اقليمية .
المسألة بقدر ما هي مهمة وحاجة إنسانية قبل أي شيء ، إلا أن ، قطاع غزة على أهميته ، لكنه ، ليس البداية ولا النهاية ، لأن المعضلة الفلسطينية كلها في المربع الذي يحتضن القدس والأقصى ، الضفة الغربية ، كل ما هو خارج عن ديمغرافيتها وجغرافيتها يبقى عامل مساعد في تثبيت عناصر بقاء الحاضنة ، ومادام حال الوطن العربي منقسم على ذاته وفي صيغة أخرى مهترئ لدرجة بات الإهتراء يُظهر فئات تساجل حول مشروعية مقاومة اسرائيل ، بل ، بشكل أخر تحيل اللوم وأسباب لما يصدر من اجرام احتلالي بحق المواطنين إلى استفزازات ناتجة عن قصور رؤية المقاومة أو مغامرتها ، حيث ، تبرر الهمجية البربرية التى تتعامل بها الدولة العبرية اتجاه الأطفال العزل وعائلاتهم ، إلى افعال وعمليات تذكر الاحتلال من حين إلى أخر باحتلاله ، لكن ، تلك الفئة النائمة والتى استنهضت وأخذت على عاتقها التصدي لنهج المقاومة في غزة ومن على منابر الشاشات الفضائية ، قد تكون غريبة عن ذهنية الأكثرية في وقت كانت أفكارها دفينة تنتظر بلهفة كي تتحرر من قيود اجتماعية ارهقت العامة في الآونة الأخيرة نتيجة زخم الدماء التى حولتها إلى حالة صامتة بعد ما شهدت عنفوان ضد الظلم ، وكل ما صدر وعلى الأخص من فئة تعتبر نفسها فرعونية ، مصرية ، القت تهم جزافاً على كاهل المقاومة ، هي بالأحرى ، تدافع عن ذاتها قبل سواها ، لأنها فئة خارجة عن النص الأصيل ولا علاقة لها بنسيج الأمة المصرية ، تارة تنتسب إلى الفرعنة وأخرى إلى الامتداد البحر الأبيض المتوسط ، لهذا تجتهد ، وهي بالتأكيد منحرفة ، بالدفاع عن الأقلية الإسرائيلية في المنطقة ضد الأكثرية الفاقدة لعناصر الحماية والإمساك بزمام المبادرة ، والعكس صحيح ، حيث ، تُبادلها دولة اسرائيل بذات الهم ، فإسرائيل تُوهم أقليات المنطقة بالدفاع عنها وتزرع بذور التمرد بينها مما يترجم حالة التواطؤ الذي يصل أحياناً إلى المشاركة ، إن لم تكن المشاركة بعينها .
دائماً في الصعاب تتساقط الأقنعة وتتعرى الخطابات المكرورة حتى الكراهية وتتساقط تباعاً جميع الاضافات المنمقة والمزخرفة حتى الخداع .
والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف