الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في الربع ساعة الاخيرة ..من الحرب بقلم رمزي نادر

تاريخ النشر : 2014-07-21
  في الربع ساعة الاخيرة ..من الحرب

بقلم رمزي نادر

رغم طبول الحرب التي تقرع وتصعيد العمليات العسكرية في الساعات الاخيرة من جانب الاحتلال بعد التزامه بالتهدئة من جانب واحد ورغم اجتماعات مجلس الحرب الخاص بها إلا ان التوجهات تسير تجاه اعلان هدنة مرضية لكافة الاطراف وبرعاية دوليه وضمانات عربية وأمريكية فان الوضع الحالي امر لا يستطيع تحمله او تحمل نتائجه  أي طرف من الاطراف وتحديدا اسرائيل التي تمتلك عدد من الخيارات احلها مر  وما هي إلا ساعات العض على الاطراف الاخيرة والتي يتمنى فيها كل طرف ان يصرخ  الاخر اولا ليحقق مكاسب اكثر من الطرف الاخر في ظني   .

صحيح ان شعبنا متألم وينزف بشدة لكنه ايضا مصاب بحالة من اليأس والإحباط نتيجة لسبعة سنوات عجاف من الحصار والضغط المتواصل عليه خلف حالة اقتصادية متردية جدا وغير مسبوقة كان نتيجتها ان اكثر من 40% من ابناء شعبنا عاطلين عن العمل معظمهم من الشباب والخريجين الذين ضاعت حياتهم قبل ان تبدأ هؤلاء الذين يشكلون معظم سكان غزة جميعهم وان لم يكونوا من حماس او حتى من افراد المقاومة الفلسطينية بل ومن الممكن انهم من المختلفين معها فكريا وأيدلوجيا هم من رفضوا عرض الهدنة الذي طرحته مصر وعززوا موقف حماس والمقاومة الفلسطينية الرافض للتهدئة بالصيغة التي طرحت  ليس لأنهم كارهين للحياة ومحبين للموت والدمار بل لأنهم لم يترك لهم مجال للحياة والعيش بأقل ما يمكنه البشر .

ان هذه الطاقة البشرية الكبيرة المحرومة والعاجزة عن تلبية متطلبات حياتها اليومية او في اقل تقدير اقل ما يمكنهم من العيش حياة انسانية مقبولة والتي ليس لديها ما تخسره جعلها لا تخشى القصف وأطنان المتفجرات التي تصب على رؤوسهم يوميا ,وجعلهم مؤيدين للاستمرار في المعركة غير المتكافئة التي يستخدم فيها الاحتلال كل ما يملك من الة وتكنولوجيا حديثة وإمكانيات مالية ومادية ولا يملك فيها الفلسطيني إلا اصراره على الصبر والتحمل الذي لا يملك خيار غيره .

هل استطاعت ان تدرك دولة الاحتلال ان استمرار تجويع الفلسطينيين في غزة والعمل على تحطيم كل مسببات الحياة لديهم هو القنبلة الحقيقيه التي انفجرت في وجهها وليس صورايخ حماس او الجهاد او الاقصى  انها حالة اليأس والإحباط التي تتعاظم لدى سكان قطاع غزة فان الهدنة الحقيقية التي تبحث عنها اسرائيل لا تكمن في هدم غزة على رؤوس ساكنيها ولن يجلبها قتل الاطفال والنساء فان الدم لن يجلب إلا مزيد من الدم وكلما زاد سيل هذا الدم تعمقت مشاعر الكراهية والإحباط ودعم مسيرة الدم وكثر مؤيده ولن تستطيع أي اصوات ان تتدخل من اجل طرح المنطق والعقل وسط هذا الجنون المستعر فعلى اسرائيل ان تلجم الاصوات المتعطشة لديها للدم وان تبحث بمنطق عن جوهر المشكلة الحقيقي فهي قبل غيرها متأكدة انها لن تستطيع ان تلغي أي طرف فلسطيني ولا ترغب في ذلك وأنها كلما تطرفت كلما دفعت الاخر الى مزيد من التشدد .

على دولة الاحتلال ان تكون الاكثر حرصا على بناء قطاع غزة لا هدمه ومنح السكان فيه ميزة الحياة الكريمة لا دفعهم تجاه اليأس والإحباط فقد جربت دولة الاحتلال هدم قطاع غزة اكثر من مرة  ولم تحقق أي نتيجة من ذلك إلا مزيد من الشدة في كل منازلة جديدة ومزيد من الالتفاف الشعبي اثناء المنازلة وفشلت في لعب على وتر الانقسام الذي يذوب مع اول  قنبلة تسقط على غزة ومع اول سيلان دم يحدث  .

جبانة هي كل بندقية تزرع ولا تحصد وان الحصاد قادم شاء من شاء وأبى من ابى وان النتيجة الحتمية لهذه المعركة هو الدخول في مفاوضات يستعرض فيه كل طرف شروطه وطلباته التي لن يحققها جميعها لكنه يسعى الى تحقيق افضل ما يستطيع تحقيقه ورغم اصوات القنابل التي تدوي في الافق اعتقد بأننا في الربع ساعة الاخيرة ان لم نكن في الدقائق الاخيرة لهذه المعركة والتي لم تكن هينة على أي طرف فيها مع التفاوت في الضحايا والأضرار لدى كل طرف من اطراف الصراع  ففي الوقت الذي كان لدى الفلسطينيين الضريبة الاكبر في عدد الشهداء والجرحى وهدم البيوت والمنشئات ,كان للاحتلال النصيب الاكبر من الخسارة الاقتصادية وخسارة السمعة على المستوى الدولي علاوة عن الضرر المادي والنفسي الذي اصاب مواطنيها اما الفلسطينيين فهم بالأساس اقتصادهم شبه ميت ومدمر وكان احد دوافعهم للصمود في المعركة اما على المستوى الشعبي الدولي فإنهم خرجوا برصيد متعاظم من هذه المعركة .

الحلول المقترحة كما يرشح من الاعلام الاسرائيلي هدنة طويلة الامد مع التزام مغلظ من جانب الفصائل الفلسطينية وضمانات عربية قد ترتقي الى حالة من الرقابة على الفصائل الفلسطينية وهناك تلميحات لمصر والأردن على ان تشتمل وقف الهجمات باطن الارض والسماء والبحر وحق الاحتلال في مراقبة القطاع جوا مع الالتزام بوقف الاغتيالات والاعتداءات على الاراضي الفلسطينية وإطلاق عدد من الاسرى مع التوقيع كحسن نوايا مع الاستمرار في اطلاق الاسرى مع استمرار الالتزام بالاتفاق وأي خرق من الفصائل الفلسطينية يلغي الاتفاق بشكل فوري مع حق الاحتلال في استعادة الاسرى كورقة ضغط على الفصائل للاستمرار في الحفاظ على التهدئة ولا يشمل ذلك أي اعمال تحدث من خارج الاراضي الفلسطينية .

الجانب الاقتصادي في الاتفاق سعي من اجل رفع الحصار بشكل تدريجي وفتح المعابر بما فيها معبر رفح وقد يكون هناك شكل من اشكال حرية الحركة للسفن تجاه غزة مع حق اسرائيل في الرقابة وتتحمل دول عربية اعادة اعمار القطاع بمساعدة اسرائيلية ومرشح لذلك قطر وتركيا وفي حال استمرت حالة الهدوء قد نصل الى مرحلة انشاء ميناء خاضع للرقابة الدولية مع شرط منع تهريب السلاح وتصنيعه ومنع حفر الانفاق بشكل قطاع وسيكون العامل الاقتصادي هو العامل الاهم في هذه الحرب والأبرز في النتائج ومن الدول المرشح ان تكون لا عب اساسي بعد هذه الحرب في المنطقة هي دولة الامارات في الشق الاقتصادي في هذه المرحلة على الاقل وان المعيق الوحيد الحالي امام هذه التهدئة هو تخوف كل طرف من الاطراف من "صورة المنتصر" النهائية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف