يجمع العرب ،ان الوضع الذي عليه الامة الآن ، لم يكن يحلم به حتى من خطط له في سنوات خلت ،من عملاء الصهيونية و الامريكان، بعد ان قرروا نشر الفوضى الخلاقة، فكانت النتائج باهرة ومفاجئة ، فالعراق دمر او يكاد، وتتناهبه الطوائف و الاعراق، وسوريا تم تحطيمها وتشتيت تركيزها في المقاومة ، وانتشرت الفتنة الطائفية في اليمن، وتمركزت القواعد الامريكية في الخليج ، وعمت الفوضى مصر، واستفردت اسرائيل بغزة ، وجار تخريب ليبيا بالكامل، ونشر الارهاب في تونس ، وحالة القلق في الجزائر والخوف في المغرب بعد ان قسمت السودان وتقريبا ازيحت الصومال من الخريطة العربية.
الكثير يتسأل ، مالذي اوصل الامة الى هذا الحال من الهوان، والانحدار، ولم يجد اجابات الا نظرية المؤامرة، والحرب على الاسلام، من طرف الغرب، خاصة امريكا واسرائيل، وهي اجابات قد تبدو مقنعة، لكن ماسر الحرب على الاسلام، وتحقيقها انتصارات بهذه السرعة ، رغم الدعاء سرا وعلانية ، في المسجد والمنزل ، من قبل المظاليم، والعلماء .
سؤال حري بنا ان نتبع ونبحث عن اجاباته ، لدراستها وتحليلها بعمق لتشخيص الداء ثم تحديد وصفة الدواء ، ولعل ابرز ما يتبادر للذهن، ان المجتمع ابتعد عن مقومات تماسكه ووحدته وتضامنه، واضحى يصدق الخرافة قبل ان يتحقق منها ، فالكثير اعتقد قبل عقدين، ان شعرة في مصحف ستنصر صدام في حرب تحرير الكويت، ثم جاءت خرافة اخرى سرعان ما صدقها الناس وتبادلوا بشانها البشرى، وتتعلق بهلاك الرسام الكاريكتوري الدنماركي المسئ للرسول (ص) حرقا هو وافراد عائلته، ولم تقتصر الخرافة عند الحد بل ذهبت تروي في منامات رؤية الرسول وحثهم على نشر الخبر ،ومن ينشره يسعد سعادة كبيرة أي من يوزع ورقة فيها الموضوع، كمن يرسل بعض الادعية في شبكات التواصل لعشرة اصدقاء او من هو فاتح عندك ، وانتظر خبر سعيد، ومن يخالف يحزن حزنا شديدا،ناهيك عن خرافات اخرى تفشت كالسرطان في جسد الامة، كالتبرك بالاضرحة، وشد الرحال الى قبور الاولياء وادعاء النبوة، وانتشار قنوات السحر والشعوذة في الفضاء العربي اكثر من قنوات العلم والفكر والمعرفة، لتكون اخر الخرجات ساعة من اطلق على نفسه خليفة المسلمين ابو بكر البغدادي التي اثارت الاهتمام ن باعتبار ان الرجل ابعد الصورة النمطية، لظهور الخليفة بمظهر الورع والزهد وليس بساعة ثمينة ، راح الكل يسال عن نوعها ويدقق فيها النظر ، ويزيد من الامر ذهولا ، بتقديم زوجته امام الاعلام، والكل في العالم راح يتسال عن سعر الساعة ومدى ملاءمتها لملابس الخليفة ومظهره ، واهملت الاسئلة الحقيقية ، المتعلقة بسعر الاسلحة التي حقق بها الرجل طموحه ونصب بها نفسه خليفة على المسلمين ومدى حنكته وعبقريته وهو الذي بلغته البيعة من امراء الشام والمغرب والساحل وحتى من نيجيريا وخاطف الاطفال زعيم بوكا حرام.
ويبقى السؤال الاهم مالسبيل للخروج من هذه الحالة ، التي عليها الامة في زمن التشتت وتكالب الاعداء على خيرات افضل امة اخرجت للناس ، واعتقد ان الامر واضحا وهو العودة الى رجاحة العقل وسلامة التفكير ، لضمان التحصين من الخرافة ، واهمال ساعة الخلافة والبحث عن سبل الامن والاستقرار والرقي .
فوزي حوامدي
الكثير يتسأل ، مالذي اوصل الامة الى هذا الحال من الهوان، والانحدار، ولم يجد اجابات الا نظرية المؤامرة، والحرب على الاسلام، من طرف الغرب، خاصة امريكا واسرائيل، وهي اجابات قد تبدو مقنعة، لكن ماسر الحرب على الاسلام، وتحقيقها انتصارات بهذه السرعة ، رغم الدعاء سرا وعلانية ، في المسجد والمنزل ، من قبل المظاليم، والعلماء .
سؤال حري بنا ان نتبع ونبحث عن اجاباته ، لدراستها وتحليلها بعمق لتشخيص الداء ثم تحديد وصفة الدواء ، ولعل ابرز ما يتبادر للذهن، ان المجتمع ابتعد عن مقومات تماسكه ووحدته وتضامنه، واضحى يصدق الخرافة قبل ان يتحقق منها ، فالكثير اعتقد قبل عقدين، ان شعرة في مصحف ستنصر صدام في حرب تحرير الكويت، ثم جاءت خرافة اخرى سرعان ما صدقها الناس وتبادلوا بشانها البشرى، وتتعلق بهلاك الرسام الكاريكتوري الدنماركي المسئ للرسول (ص) حرقا هو وافراد عائلته، ولم تقتصر الخرافة عند الحد بل ذهبت تروي في منامات رؤية الرسول وحثهم على نشر الخبر ،ومن ينشره يسعد سعادة كبيرة أي من يوزع ورقة فيها الموضوع، كمن يرسل بعض الادعية في شبكات التواصل لعشرة اصدقاء او من هو فاتح عندك ، وانتظر خبر سعيد، ومن يخالف يحزن حزنا شديدا،ناهيك عن خرافات اخرى تفشت كالسرطان في جسد الامة، كالتبرك بالاضرحة، وشد الرحال الى قبور الاولياء وادعاء النبوة، وانتشار قنوات السحر والشعوذة في الفضاء العربي اكثر من قنوات العلم والفكر والمعرفة، لتكون اخر الخرجات ساعة من اطلق على نفسه خليفة المسلمين ابو بكر البغدادي التي اثارت الاهتمام ن باعتبار ان الرجل ابعد الصورة النمطية، لظهور الخليفة بمظهر الورع والزهد وليس بساعة ثمينة ، راح الكل يسال عن نوعها ويدقق فيها النظر ، ويزيد من الامر ذهولا ، بتقديم زوجته امام الاعلام، والكل في العالم راح يتسال عن سعر الساعة ومدى ملاءمتها لملابس الخليفة ومظهره ، واهملت الاسئلة الحقيقية ، المتعلقة بسعر الاسلحة التي حقق بها الرجل طموحه ونصب بها نفسه خليفة على المسلمين ومدى حنكته وعبقريته وهو الذي بلغته البيعة من امراء الشام والمغرب والساحل وحتى من نيجيريا وخاطف الاطفال زعيم بوكا حرام.
ويبقى السؤال الاهم مالسبيل للخروج من هذه الحالة ، التي عليها الامة في زمن التشتت وتكالب الاعداء على خيرات افضل امة اخرجت للناس ، واعتقد ان الامر واضحا وهو العودة الى رجاحة العقل وسلامة التفكير ، لضمان التحصين من الخرافة ، واهمال ساعة الخلافة والبحث عن سبل الامن والاستقرار والرقي .
فوزي حوامدي