الأخبار
غالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليمي
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عبد الحق فاضل قاصا وشاعرا وروائيا وكاتبا وصحفيا ودبلوماسيا بقلم: أ.د.إبراهيم خليل العلاف

تاريخ النشر : 2014-07-21
عبد الحق فاضل قاصا وشاعرا وروائيا وكاتبا وصحفيا ودبلوماسيا بقلم: أ.د.إبراهيم خليل العلاف
عبد الحق فاضل قاصا وشاعرا وروائيا وكاتبا وصحفيا ودبلوماسيا
أ.د.إبراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
عبد الحق فاضل ، أسم يتردد دائما في المشهد الثقافي العراقي المعاصر ؛ فهو من أبرز الذين كانوا وراء إصدار مجلة "المجلة " الموصلية سنة 1938 .كما كان قاصا ، وشاعرا ، وروائيا ، وكاتبا ، وصحفيا ، ودبلوماسيا . وهو سليل لاسرة موصلية عريقة تعرف قي الموصل مرة بأسرة آل حديد ومرة بأسم أسرة آل الصيدلي فهو شقيق القاص نجيب فاضل وشقيق الدكتور أكرم فاضل الباحث والكاتب المهتم بالتراث العراقي وهو إبن الشاعر الموصلي الكبير فاضل حامد الصيدلي أحد شعراء الحركة العربية القومية قبل الحرب العالمية الاولى وما بعدها . كتبت مقالا عن" مجلة المجلة " وقلت فيه أنها صدرت لأول مرة في مدينة الموصل ، وقد أصدرها نادي الجزيرة ، وهو ناد ثقافي رياضي ، تأسس في الموصل في 18 نيسان سنة 1936 وكان ذو توجه قومي عربي شبيه بتوجه نادي المثنى بن حارثة الشيباني في بغداد ونادي بردى في دمشق ، ونادي المهلب بن أبي صفرة في البصرة . وقد حصل يوسف الحاج الياس المحامي ، امتياز إصدار المجلة بعد تقديمه طلبا الى وزارة الداخلية العراقية . اما رئيس تحرير المجلة ، فكان عبد الحق فاضل المحامي وكلاهما معروفان آنذاك بتوجههما القومي التقدمي .
وقد جاء في ترويسة المجلة انها : " مجلة أدبية ثقافية عامة " ، وكانت نصف شهرية تصدر في اليوم الأول واليوم السادس عشر من كل شهر . وقد صدر العدد الأول في تشرين الأول سنة 1938 ، واثر انتقال رئيس تحريرها الى بغداد ، بعد انتهاء السنة الثانية توقفت عن الصدور , وظهر العدد الجديد منها في بغداد العاصمة يوم 16 آذار سنة 1941 . وقد استمرت بالصدور حتى سنة 1946 .
يقًيم الدكتور وائل على احمد النحاس في رسالته للماجستير الموسومة ((تاريخ الصحافة الموصلية 1926 ـ1958)) التي قدمها الى مجلس كلية الاداب ، بجامعة الموصل وكانت باشراف كاتب هذه السطور ، مجلة المجلة بقوله :" لقد كانت مجلة المجلة ثقافية عامة تهتم بالميول التقدمية الديموقراطية " .
ولد عبد الحق فاضل الصيدلي بن حامد بن حديد بن مصطفى الحيالي في مدينة الموصل سنة 1911 وتوفي في مدينة بغداد سنة 1992 .. وبين هذين التاريخين كان له نشاط ثقافي واسع .
وبعد أن أكمل عبد الحق فاضل دراسته الابتدائية في الموصل التحق بكلية الامام الاعظم ببغداد ثم في كلية الحقوق التي تخرج فيها سنة 1935 . وقد عمل أول الامر موظفا حكوميا في الديوانية والعمارة ، لكنه مارس المحاماة فترة من الزمن وقبل ان ينتقل للعمل في وزارة الخارجية .
أصدر في الموصل مع صديقه المحامي يوسف الحاج الياس مجلة (المجلة) التي تعد واحدة من اهم المجلات الثقافية الصادرة في الموصل في اوآخر الثلاثينات،ونشر فيها شعره وقصصه ومقالاته النقدية.
كتب استاذنا الدكتور عمر الطالب عن عبد الحق فاضل أكثر من مرة وفي أكثر من مكان فقال : " أنه يعد رائداً لحركة النقد الادبي في الموصل " .
تيسرت للاستاذ عبد الحق فاضل الفرصة لكي يلتحق بالسلك الدبلوماسي سنة 1939 ، وشغل وظائف عدة في السفارات العراقية التي عمل فيها وهي تبريز ودمشق والقاهرة وروما. ثم غدا قنصلاً بمدينة روما بين سنتي 1955 – 1957.
وبعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز سنة 1958 عين مديرًا للدائرة السياسية بوزارة الخارجية، ثم وكيلا لوزارة الخارجية ، ثم سفيرا للعراق في الصين سنة 1960 ، وبقي في منصبه هذا حتى أحال نفسه على التقاعد سنة 1963، واستقر في مدينة مراكش بالمملكة المغربية مشرفاً على مجلة (اللسان العربي) التي كان يصدرها مكتب تنسيق التعريب التابع لجامعة الدول العربية حتى سنة 1992 . هذا وقد أوصلته بحوثه المقارنة في مجالي اللغة والأصوات إلى اكتشاف أن اللغة العربية أم اللغات الآرية، وليس أم اللغات السامية وحسب، فهو واضع علم التأصيل اللغوي.
أصيب في حادث سيارة ، وعاد الى العراق سنة 1992 ليموت في وطنه الذي أحبه واخلص له كل الاخلاص.
من أثاره المطبوعة:
1. مجنونان (رواية) ، وقد طبعت في مطبعة أم الربيعين بالموصل سنة 1939 كما أعيد طبعها في بغداد سنة 1958
2. مزاح وما أشبه (قصص)1940 .
3. حائرون (قصص) 1958.
4.طواغيت (قصص) 1958

5. عبد الحق فاضل، الاعمال القصصية الكاملة ،وزارة الثقافة والاعلام ببغداد سنة 1979
6.ثورة الخيام ، ترجمة عن الفارسية صدر 1968 ترجمة عن الفارسية وصدر عن لجنة التأليف والنشر - القاهرة 1951 (ط2) - بيروت 1968.

7. 4نساء و3 ضفادع (مسرحية) 1968.
8. مغامرات لغوية 1969، .
9. هو الذي رأى1972 (ترجمة لملحمة كلكامش مع دراسة مهمة).
10.تاريخهم من لغتهم ، 1977.
11-العربية ام الالمانية، 1988.
12.مع شكسبير في يوليوس قيصر وهي دراسة نقدية .
13. قصص من اللغة 2005.
14.قصص عبد الحق فاضل وهي مجموعة قصصية طبعت من قبل وزارة الثقافة والاعلام سنة 1979 .
15. «أخطاء لغوية» - دار الرشيد - وزارة الثقافة والفنون - بغداد 1979.
16. «دخيل أم أثيل» - نشر فصولاً في مجلة اللسان العربي.
يقول الاستاذ الدكتور عمر الطالب :" ان شعر عبد الحق فاضل المنشور في الصحف والمجلات العراقية توزع في ثلاثة اتجاهات اساسية: الشعر التأملي ، والشعر السياسي، والشعر الاجتماعي" .أما الاستاذ حميد المطبعي فيقول : " كان دور عبد الحق فاضل يتمثل بمغامراته الجدلية في الادب العربي وبتحليل مفردات اللغة العربية وتأصيل قوانينها ،وكل ذلك في موضع جدل بين الدارسين والباحثين .وتقوم فلسفته في الحياة على ان الانسان اذا كان عبقريا فأروع مافيه ان لايشعر انه عبقري .كما ان الانسان مثال ولغة وتدفق لانهائي " .ومما يذكر انه بقي عازبا طيلة حياته ولم يتزوج ولعل سبب ذلك يعود الى مثاليته ونظرته الحالمة الى الحياة مما جعله يرى في الزواج معوقا أو مكدرا لصفو هذه الحياة التي كان يعيشها بين الكتب والكتابة والقراءة والسفر .
وفي معجم البابطين لشعراء العربية نماذج من شعره ، ومن ذلك قصائده :ماسة ، وآنجيل ، واالسعادة . وتتنوع موضوعات شعره بين الذاتي والموضوعي، نظم القصة الشعرية والقصيدة الحوارية، والقصيدة الاعترافية، وقد التزم بالبحور العروضية، ولكنه ابتدع تنويعات لأنساق من القوافي مختلفة، يقترب بعضها من نظام الموشحة. كما كتب القصيدة " القناع" في " أنت مثلي" مدخرًا مفاجأة المتلقي في ختامها.
وقد كتب عنه كثيرون عدا من ذكرنا فقد كتب عنه كوركيس عواد ومير بصري و الدكتور يوسف عز الدين والدكتور داؤود سلوم . كما كرم في المملكة المغربية وصدر عنه كتاب تكريمي سنة 1994 بعنوان " ندوة تكريم الأستاذ عبدالحق فاضل" وطبع في المطبعة والوراقة الوطنية.كما نشر ديوان له في المملكة المغربية بعنوان : «ديوان عبدالحق فاضل»: مراجعة وتعليق أحمد متفكر - المطبعة والوراقة الوطنية - مراكش (المغرب) 1995. وقد منح وسام «المؤرخ العربي» من اتحاد المؤرخين العرب خلال الندوة التي أقيمت تكريمًا له بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش (1989) تقديرًا لجهوده العلمية.
رحم الله الاستاذ عبد الحق فاضل فقد خدم وطنه وأمته أجل خدمة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف