مجزرة أطفال عائلة بكر
المشهد الأخير للأقدام الصغيرة
كتب باسم ابو شارب
كفراشات جذلى يحلقون .. تكاد ضحكاتهم الطفولية وصرخاتهم المرحة تتجاوز رمال البحر الى الطريق العام , فهاهو إسماعيل يركل الكرة لعاهد الذي يرسلها بسعادة لتدور في الهواء قليلا قبل أن تسقط عند قدمي محمد الذي بدوره يحتضن الكرة مبتسما ثم يركلها ركلة خلفية الى منتصر, وبعد ذلك يغيب الأطفال الأربعة في موجة ضحك هستيرية, بينما نسمات البحر تداعب خصلات شعرهم المتناثرة.
كانت عينا المحتل القاتل القابع على ظهر الزورق الحربي ترقب هذا المشهد عن كثب, يكاد الغيظ يقتله, كيف لهؤلاء الأطفال من عائلة بكر الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام, كيف لهم أن يصنعوا الفرح, وكيف يرسمون السعادة واقعا على شاطئ غزة؟!!
أمر لافت ومحير له , يشعر بدوار خفيف , تتقافز الأفكار الى رأسه, ولسان حاله يقول: رغم الحرب الطاحنة الجارية حاليا على قطاع غزة ,, نحن المحتلين الغرباء تحت الأرض .. رجالنا يصرخون بهلع , ويرتعشون في رعب داخل ملاجئ محصنة , في حين أن اللاجئين المحاصرين المنهكين, ينتشرون قي الأزقة والشوارع , ويتجمعون فوق الأسطح وخلف النوافذ , يكبرون ويهللون .. بل قد يقول أحدهم نكتة أو يلقي دعابة غير آبه بغربان الموت التي تحوم فوق رأسه !!!
وتغلي الدماء في رأس المحتل القابع على ظهر الزورق الحربي , بينما تواصل أفكاره العنصرية المسمومة الزحف نحو دماغه .. ويتساءل بغيط اكبر, لماذا لا يخشانا هؤلاء الفتية الصغار الأعداء؟!! ربما هذا هو الفارق بيننا كلصوص وطن ليلهم في البارات والحانات وفطورهم في أرقي الفنادق والمطاعم , وبين عشاق وطن وأصحاب قضية سحورهم تحت القصف والغارات وإفطارهم على الدموع والشموع !!.
هز المحتل رأسه بقوة لطرد هذه الأفكار التي اجتاحته وأربكت عقله , وأطلق سريعا قذيفة من زورقه الحربي نحوهم , فيما عيناه تبرقان بوميض غريب مخيف, لكن القذيفة سقطت بجوار الأطفال الأربعة الذين شعروا بالهلع والرعب فهربوا سريعا من المكان يلهثون بحثا عن الأمان , لكن المحتل لم يسمح للبراءة بإكمال طريقها نحو ملجأ امن ، فلاحقهم بقذيفة أخرى, حولت أجسادهم الغضة الى أشلاء متناثرة فوق رمال بحر غزة, فيما ازداد بريق عينيه , وانتفخت أوداجه بشكل قد يعجز اكبر الخبراء والمحللين والأطباء النفسيين في العالم عن تفسيره وفهمه وعلاجه!!
يبدو أن الصورة الزاهية للبراءة والمرح والطفولة للأشبال الأربعة من عائلة بكر, إسماعيل وعاهد ومحمد ومنتصر, كانت أطهر وأنقى وأكبر من أن يحتملها هذا المحتل الذي ربما كان اسمه موشيه أو مناحيم أو باروخ أو مزراحي , لكن يبقى السؤال الكبير, هل لديه أطفال؟! وهل سيحتضنهم عندما يعود الى بيته في الإجازة؟ّ! هل سيضمهم بقوة الى صدره دون أن تباغته عيون أطفال عائلة بكر الأربعة , وهم يوجهون إليه النظرة الأخيرة قبل الموت بشظية وعشرين ثانية , والتي تحمل خليطا من الدهشة والتحدي وكثيرا من الاحتقار؟!!!
المشهد الأخير للأقدام الصغيرة
كتب باسم ابو شارب
كفراشات جذلى يحلقون .. تكاد ضحكاتهم الطفولية وصرخاتهم المرحة تتجاوز رمال البحر الى الطريق العام , فهاهو إسماعيل يركل الكرة لعاهد الذي يرسلها بسعادة لتدور في الهواء قليلا قبل أن تسقط عند قدمي محمد الذي بدوره يحتضن الكرة مبتسما ثم يركلها ركلة خلفية الى منتصر, وبعد ذلك يغيب الأطفال الأربعة في موجة ضحك هستيرية, بينما نسمات البحر تداعب خصلات شعرهم المتناثرة.
كانت عينا المحتل القاتل القابع على ظهر الزورق الحربي ترقب هذا المشهد عن كثب, يكاد الغيظ يقتله, كيف لهؤلاء الأطفال من عائلة بكر الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام, كيف لهم أن يصنعوا الفرح, وكيف يرسمون السعادة واقعا على شاطئ غزة؟!!
أمر لافت ومحير له , يشعر بدوار خفيف , تتقافز الأفكار الى رأسه, ولسان حاله يقول: رغم الحرب الطاحنة الجارية حاليا على قطاع غزة ,, نحن المحتلين الغرباء تحت الأرض .. رجالنا يصرخون بهلع , ويرتعشون في رعب داخل ملاجئ محصنة , في حين أن اللاجئين المحاصرين المنهكين, ينتشرون قي الأزقة والشوارع , ويتجمعون فوق الأسطح وخلف النوافذ , يكبرون ويهللون .. بل قد يقول أحدهم نكتة أو يلقي دعابة غير آبه بغربان الموت التي تحوم فوق رأسه !!!
وتغلي الدماء في رأس المحتل القابع على ظهر الزورق الحربي , بينما تواصل أفكاره العنصرية المسمومة الزحف نحو دماغه .. ويتساءل بغيط اكبر, لماذا لا يخشانا هؤلاء الفتية الصغار الأعداء؟!! ربما هذا هو الفارق بيننا كلصوص وطن ليلهم في البارات والحانات وفطورهم في أرقي الفنادق والمطاعم , وبين عشاق وطن وأصحاب قضية سحورهم تحت القصف والغارات وإفطارهم على الدموع والشموع !!.
هز المحتل رأسه بقوة لطرد هذه الأفكار التي اجتاحته وأربكت عقله , وأطلق سريعا قذيفة من زورقه الحربي نحوهم , فيما عيناه تبرقان بوميض غريب مخيف, لكن القذيفة سقطت بجوار الأطفال الأربعة الذين شعروا بالهلع والرعب فهربوا سريعا من المكان يلهثون بحثا عن الأمان , لكن المحتل لم يسمح للبراءة بإكمال طريقها نحو ملجأ امن ، فلاحقهم بقذيفة أخرى, حولت أجسادهم الغضة الى أشلاء متناثرة فوق رمال بحر غزة, فيما ازداد بريق عينيه , وانتفخت أوداجه بشكل قد يعجز اكبر الخبراء والمحللين والأطباء النفسيين في العالم عن تفسيره وفهمه وعلاجه!!
يبدو أن الصورة الزاهية للبراءة والمرح والطفولة للأشبال الأربعة من عائلة بكر, إسماعيل وعاهد ومحمد ومنتصر, كانت أطهر وأنقى وأكبر من أن يحتملها هذا المحتل الذي ربما كان اسمه موشيه أو مناحيم أو باروخ أو مزراحي , لكن يبقى السؤال الكبير, هل لديه أطفال؟! وهل سيحتضنهم عندما يعود الى بيته في الإجازة؟ّ! هل سيضمهم بقوة الى صدره دون أن تباغته عيون أطفال عائلة بكر الأربعة , وهم يوجهون إليه النظرة الأخيرة قبل الموت بشظية وعشرين ثانية , والتي تحمل خليطا من الدهشة والتحدي وكثيرا من الاحتقار؟!!!