الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العدوان على غزة ..هروب إسرائيلي إلى الأمام بقلم: أسعد العزوني

تاريخ النشر : 2014-07-20
العدوان على غزة ..هروب إسرائيلي إلى الأمام بقلم: أسعد العزوني
العدوان على غزة ..هروب إسرائيلي إلى الأمام

أسعد العزوني

عشرة أيام حسوما مرت على العدوان الإسرائيلي على غزة،توجت بهجوم بري بعد تردد إسرائيلي أحمق،وإستجداء لوقف إطلاق الصورايخ على المدن والبلدات والأهداف الإسرائيلية المنتقاة بعناية ،لكن المقاومة رفضت العروض الهوائية المقدمة إليها ،لأنها كانت في مجملها خدمة ل"مقاول "المنطقة ،إسرائيل.
هذا العدوان البشع ،كان مدفوعا بعدة عوامل ،أهمها إبطال وإفشال المصالحة الفلسطينية وحل حكومة الوفاق، وإختفاء ثلاثة مستعمرين وقتلهم على يد نتنياهو وليبرمان ،لخلق تبرير منطقي للهجوم على غزة،وكذلك هربا من إستحقاق قيام المستعمرين بحرق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير حيا ،ونجم عن ذلك صحوة ضمير عالمي قضّت مضاجع إسرائيل،ولا يغفل أن هذا العدوان ممول من بعض الدول العربية التي باتت ترى في إسرائيل مقاولا للتخلص من الخطر الإيراني المزعوم .
وفي السياق شنت إسرائيل عدوانات عسكرية ثلاثة ،أولها العدوان على لبنان صيف العام 2006 ، وقالت وزيرة خارجية أمريكا آنذاك كونداليزا رايس :الآن بدأت عملية تأسيس الشرق الأوسط الكبير؟!لكن حزب الله صد الجيش الإسرائيلي ومرغ أنف إسرائيل في الوحل مدة 35 يوما شهدت زخات كبيرة من الصواريخ إنهمرت على الإسرائيليين ، وفشل العدوان فشلا ذريعا ،لكن حزب الله هذه الأيام إنشغل في معركة جانبية اخرى ،ولم يتحرك لنصرة فلسطين.
أما العدوانين الثاني والثالث فكانا تكليفين آخرين لإسرائيل كي تعوض فشلها أمام حزب الله المدعوم من قبل إيران وسوريا عقديا ،وإفساحا للمجال كي تحقق نصرا على غزة ،وتنقذ سمعتها ،وكان العدوان الثاني اواخر العام 2008 هروبا من إستحقاق إطار إتفاق السلام الذي توصل إليه رئيس الوزارء التركي الطيب أردوغان ،كحصيلة للمفاوضات التي قيل أنها غير مباشرة بين إسرائيل وسوريل في أنقرة وإستمرت لثلاثة أشهر ،حيث أمر رئيس الوزارء الإسرائيلي إيهود أولميرت جيشه بشن هجوم على غزة ،بعد أن قال لأردوغان أنه سيعود إلى الكنيست ويطلعهم على ما جرى في أنقرة،بينما كان الهجوم الثاني أواخر العام 2012 بتكليف إقليمي ،وقد فشل الهجومان فشلا ذريعا.
حري القول أن فشل إسرائيل الذريع في مثل هذه العدوانات الهمجية ،إنما سببه أنها تعاملت مع أطراف غير رسمية ،بمعنى أنها لم تحارب الجيوش العربية التي تنسحب أمامها بعد تسليم ما ترغب به إسرائيل من أراض عربية ،ويخرج الجميع بالهتاف والتسحيج ببقاء الزعيم على كرسية .
الآن وبعد مضي هذه الأيام التي شهدت الكثير من التطورات على الجانبين والخسارات الكبيرة للجمع،حيث أن خسارة المستعمرين كبيرة ،علما أننا لا نعلم بالضبط حجم الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بهم بسبب التعتيم الإعلامي الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي ،ومع ذلك فإن خسارتهم تكمن في رعبهم وهلعهم وهروعهم إلى الملاجيء حفاة عراة باكين،بينما وجدنا خسائر غزة البشرية والمادية كبيرة ،لكن هذه الخسارة في الميزان العقدي لا تقارن بهلع المستعمرين وإجبار 90% منهم إلى المبيت في الملاجيء وعدم التمكن من مشاهدة مباريات المونديال على شاشات التلفاز في بيوتهم،فشهداؤنا في الجنة ونحن في شهر الجهاد أصلا.
بناء على ما تقدم فإنني أقول أن البكاء على الشهداء ممنوع ،وهدم البيوت يجب ألا يثني المقاومين عن مشروعهم إن كانوا جادين في ذلك،فالخشية من الله أحق من الخشية على عرض دنيوي زائل، وفي السياق أوجه عددا من الرسائل للمعنيين أولها للمقاومين إن إستمروا في نسق المقاومة ولا تجعلوها موسمية فتفشل وتفشلون ،وكونوا على ثقة أن يهود بحر الخزر لا يريدون السلام معكم ،بل هم يعملون على إستسلامكم فهل تقبلون؟
أما الرسالة الثانية فهي لمن يصنفون أنفسهم بأنهم من داعمي المقاومة وفي المقددمة إيران:أين أنتم مما يجري في غزة ،فتزويد المقاومة بالصواريخ لا يسقط فريضة الجهاد ،وكنا ننتظر حركة إيرانية تليق بمكانتها ،وقد تحركت إيران لنصرة النظام السوري ،فأين إيران من فلسطين ؟
الرسالة الثالثة إلى الشعب الفلسطيني كافة ،ألا تنتظروا خيرا من العرب فقد باعوكم في السابق ولن يحركوا ساكنا اليوم ،رغم أنهم حانقون على إسرائيل التي تستغلهم وتشفط ثرواتهم دون أن تنجح في تنفيذ ولو مقاولة واحدة كلفوها بها.
إنهم يألمون كما تألمون ،فلا تهنوا أيها المقاومون ،فإسرائيل هي الأخرى تحت الضغوط الداخلية والخارجية ،وما دامت تواجه مقاومين فإنها لن تنتصر، الأمر الذي سيجعل مكانتها في المنطقة تهتز،وهي من الدول التي لا تهزم إلا مرة وحيدة تكون فيها نهايتها ،وهزيمتها تكمن في إستمرا رالمقاومة ،لا أن نجعلها موسمية كما نشهد منذ العام 1982.
الضغوط الداخلية في إسرائيل تكمن في الصراع الداخلي الذي يهيمن على قادتها من اليمين المتطرف ويمثلهم كلا من زعيم المستعمرين إفيغدور ليبرمان الطامح للسلطة ،وزعيم الحمقى الذي دخل عالم السياسة خطأ بيبي نتنياهو الذي لا يتقن سوى فن إهانة الرؤساء الأمريكيين.
الهجوم البري الذي جاء بعد تردد وإستجداء ،سيعوض عدم التكافؤ ، فنقطة ضعف المقاومة هي الجو،بينما نقطة ضعف إسرائيل هو البر، وعلينا أن نعي تماما أن الإسرائيليين وإن كانوا مدججين بالسلاح غير معنيين بالدفاع عن الأرض لأنهم لا يرتبطون بها عقديا ،وقد رأيناهم إبان عدوان صيف 1982 حيث قالوا للسفاح شارون أنهم لن يموتوا من أجل أن يقيم المسيحيون دويلة لهم في لبنان،بينما المقاوم ينتمي للأرض ويرتبط بها عقديا ،وسترينا الأيام المقبلة كل الفرح إنشاء،إنهم يألمون كما تألمون ،لكنهم لا يرجون من الله ما ترجون .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف