الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العملية البرية في العدوان على غزة 2014م بقلم اللواء الدكتور خضر عباس

تاريخ النشر : 2014-07-20
العملية البرية في العدوان على غزة 2014م
بقلم اللواء الدكتور/ خضر عباس... مدير مركز الوعي للدراسات والبحوث

لست مستغرباً أن تقوم إسرائيل بعد كل هذا الفشل الذي منيت به في العدوان على غزة، عبر الجو والبحر، أن تلجأ إلى الخيار البري، الذي أتوقع له أن يكون أشد فشلاً من سابقيه، باعتبار انه سوف يحول المشاة في الجيش الاسرائيلي والآليات إلى أهداف سهلة لرجال المقاومة بما تملك هذه المقاومة من إستراتيجية عسكرية تعتمد على المباغتة للعدو من خلال الأنفاق المنتشرة في كل بقعة، بالإضافة إلى سلاح "تورنيت" المضاد للدروع، والذي أثبت نجاعته بشكل كبير في مجزرة الدبابات الإسرائيلية في حرب تموز ضد حزب الله في لبنان .
وكما يقول المثل الشائع على الفشل (اقرا المكتوب من عنوانه) فان الهدف المعلن للعملية البرية "تدمير الانفاق" هو العنوان الذي يمثل الفشل الذريع المسبق لهذه العملية، باعتبار أن هذا هدف تكتيكي ميداني، لا يرتقي لمستوى الهدف الاستراتيجي، أو حتى تكتيكي للمعركة المعلنة.. وبهذا الهدف فإن إسرائيل غير ملزمة أمام شعبها أن تقدم كشف حساب للأنفاق التي تم تدميرها، ولو قدمت له ذلك فإن الشعب الاسرائيلي لن يقبل هذا، خاصة من قبل مدن وقرى جنوب إسرائيل، في حال ظل اطلاق الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية في الجنوب .
وأما حدود العملية التي قال عنها ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي إنها سوف تكون في بعض المناطق 3 كيلو (خاصة في الشمال) وحتى لو فعلاً وصلت إلى هذه المسافة التي هي غير مأهولة بالسكان عبر إستراتيجية الأرض المحروقة، فإن الهدف وهو تدمير الأنفاق وسياسياً وقف الصواريخ فإنه لن يتحقق ذلك، وسوف تدخل إسرائيل أمام شعبها في مأزق شديد قد يقود إلى إسقاط حكومة نتنياهو والدعوة لانتخابات مبكرة .
ومن هنا أرى أن هذه العملية في الحقيقة تهدف إلى أمرين كلاهما لا يعدو كونه سياسياً ونفسياً:
الأمر الأول: هو إرضاء الشعب الاسرائيلي الذي بات حانقاً على قيادته التي لم توفر له الأمن والذي أصبح الجنوب الاسرائيلي كله تقريبا، يطالب بإسقاطها وتغييرها.
والأمر الثاني: ان هذه الحرب جاءت لشكل عامل ضغط على المفاوض الفلسطيني في القاهرة من خلال إشعار المقاومة أن الكلفة باتت أكبر وأكثر خطورة، وبالتالي العمل على إيقاف كرة النار التي قد تلتهم إسرائيل، وأهل غزة معا، ولن ترحم أحد فيهم .
لذا فان هذه الحرب هي عملية عض اصابع، من يتالم اولا يستسلم، وبالتالي يجب أن تثبت المقاومة في هذا الهجوم البري -الذي قال عنه أحد القادة العسكريين انه قد يمتد إلى حوالي أسبوع كامل- انها وشعبها اكثر صبرا وتحملا، من الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي يصدق فيها قول المولى عزوجل (ولتجدنهم احرص الناس على حياة) أي حياة ولا الموت.. ولذا فان هذه الجبهة لا تقوى طويلا على تحمل هذا الأسبوع من الخوف والرعب. وهي على غير استعداد لأن يكون الموت والاصابه ثمناً لوقف الصواريخ نهائياً، وهيهات أن يتحقق لها ذلك من دون تضحية، وهذا ما لم يتعود عليه المجتمع الاسرائيلي في حياته..وهذا بالطبع يعود بنا إلى للمربع الأول، الذي هو التفاوض مع المقاومة من أجل الحصول منها على تهدئة طويلة .
وهذا يقود إلى الأمر الثاني (أو الهدف الثاني في العملية) وهو التأكيد إلى أن هذه العملية البرية هي مجرد عملية استعراضية تكتيكية ليس إلا، سوف تقبل إسرائيل فيها في نهاية المطاف بتعديل الورقة المصرية، ولو بشكل طفيف لكي تخرج بشيء ما تقوله لشعبها .
وفي نفس الوقت يحفظ للمقاومة ماء وجهها أمام شعبها بأنها أجبرت العدو على وقف إطلاق النار وفق شروطها، ولو كانت شروط إضافية بسيطة بالنسبة لإسرائيل.
أما بالنسبة لفتح معبر رفح الذي هو عنوان كبير من عناوين المطالب للمقاومة فأعتقد أنه سوف يحل من خلال الإسراع في تفعيل اتفاق عام 2005م، ورجوع حرس الرئيس إلى إدارة المعابر وهذا ما سوف توافق عليه مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية التي أخذت في اتفاق المصالحة الأخير من حماس تمثيلها لكل الشعب الفلسطيني (في الضفة والقطاع والشتات) وهذا بدوره يشكل حلاً لمشكلة العلاقة المباشرة بين مصر وحماس (باعتبار حماس جزء من السلطة التي رئيسها أبو مازن) والتي وافقت حماس باختيارها على تفويضه من خلال حكومة التوافق الأخيرة .
وبهذا الثوب وإن كان لا يروق للبعض سوف يكون الاتفاق الذي سوف يوقع كما أعتقد خلال الأسبوع القادم.. والذي مهما كان فهو نصر للمقاومة كونها اجبرت اسرائيل على هذا الاتفاق.. باعتبارها بالمفهوم العسكري الطرف الاضعف، لكنها اثبتت انها على الصعيد النفسي هي المنتصر.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف