الجيش الاسرائيلي يهوي في محرقة غزة
ليبرمان أرادها محرقة ؛ يصطلي بنارها المسعورة أطفال غزة ؛ الهاربين الى شاطىء البحر ، يستنجدون بكرة القدم و أمواج البحر الملوثة ؛ لتخفف عنهم وطأة الحرب المشتعلة . يأبى ليبرمان - اليميني المتطرف - الا أن تغلق دائرة القتل باجتياح برّي للقطاع ، و تحقق له ما أراد .
مئات الشهداء ، 40 % منهم أطفال ؛ و غيرهم من النساء و الشيوخ ؛ قضوا في محرقة غزة ، و آلاف الجرحى المهجرين عن بيوتهم ؛ المهدمة فوق أشلاء من أسرهم ، يهيمون على وجوههم ؛ في العراء دون مأوى ويعزّ عليهم الماء والغذاء والكهرباء والدواء .
خطوط تتبع لمحطة توليد الكهرباء المحلية ، و الأخرى الخاصة بتزويد التيار الكهربائي من مصر ؛ استهدفها القصف الاسرائيلي بعد اثني عشر يوما" من العدوان الاسرائيلي الواسع ؛ من البر و البحر و الجو ..
اسرائيل تشن حرب ابادة على غزة ، في الوقت الذي تستمتع به بحصانة دول الجوار ، و تستجم في أجواء عربية ، و خلق اسلامي رفيع ؛ اقتداءََ بقوله عليه السلام " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
ثم تتغنى بالتعاون المشترك مع قوى الأنظمة المستبدة ؛ و طبقاتها الاجتماعية و الاقتصادية ؛ التي تحشد كل قوتها لمساعدة الاجهزة البيروقراطية للأنظمة القديمة ؛ لتحرفها عن أي مسار ديموقراطي ، و ليس لها الا الخيار العسكري ؛ لاجهاض أي خيار شعبي معارض . تلتقي أهداف المستعمرين مع رغبات أدواته في اذلال الشعوب . حتى اذا اقتحم أحد اللصوص بيتاً ، أرادوا لصاحبه أن يغادر غرفة نومه ؛ راضياً مرضياً عنه ، و يترك زوجته و أطفاله صيداً سهلاً للصوص . يتآلفان على محاربة من كان مكرهاَ على تغطية صحفية حقيقية صادقة ؛ لمشهد أطفال أربعة ؛ كانوا يلعبون كرة القدم على رمال شاطىء غزة ؛ تقصفهم الطائرات العسكرية الاسرائيلية ، يتضرجون بدمائهم ؛ ثم يلقون حتفهم . لابل يكيدون لمراسلة CNN ديانا ماغناي و يجبرونها على العودة الى موسكو ، اضافة الى ما تعرضت اليه من تحرش و تهديدات الاسرائيليين الذين كانو يهللون بسقوط القنابل على غزة ؛ بتحطيم سيارتها ؛ لا لشيء سوى أنها وصفتهم بـ " الحثالة" كلافتة ؛ تعترض على فرح متعطش ؛ لرؤية الأطفال يحرقون ، والحامل و جنينها يقتلان بشظية أو برصاصة واحدة.
القتلة في مركب عائم في فضاء العالم ؛ متوافقون في تنسيق أمنهم على طريقتهم الخاصة ، قتل العلماء في العراق .. من قتلهم ؟ و قضى مئة خبير في ( الايدز ) نحبهم حرقاَ ؛ في اعتراض الطائرة الماليزية ، بصاروخ أرض جو من حرقهم ؟
مئات الشهداء 40 % منهم أطفال في غزة ، وآلاف الجرحى لا تكترث CNN ، NBC بتغطية أخبارهم ..والامر المحزن جدا"؛ فيما تنقله وسائل الاعلام الاسرائيلية ؛لا يتعدى مصرع جندي من وحدة الناحال ؛ بنيران قناصة في شمال غزة .. و هم يتألّمون عن بعد ؛ لضراوة الاشتباكات ، جراء الهجوم العسكري على قطاع غزة ،والذي يكتظ بكثافة سكانية عالية و امكانية مقاومين متواضعة عدداَ و عدة .
أعداد المقاومين قليلة ؛ قياساَ بعشرات الألاف من جنود الجيش الاسرائيلي المجهّزين للمواجهة في ساحة القتال الدائر، و ما بين ايديهم من عتاد عسكري ؛ لا يقارن بحجم و تطور الآلة العسكرية الاسرائيلية .
لكن محمد الضيف - القائد العام لكتائب القسام - يقضّ مضاجعهم ، و يقود المواجهة معهم من تحت الأرض ، و من فوق كرسي يتحرك به الى غايات محدودة ؛ بعد أن فقد أطرافه الأربعة ؛ جراء أربع محاولات أسرائيلية فاشلة لاغتياله ، كان آخرها عام 2004.
المقاومة استخدمت الأسحلة الثقيلة ؛ و المتوسطة و قذائف مضادة للدروع وقذائف الهاون وعبوات الافراد ؛ في مواجهة الهجمة العسكرية الاسرائيلية ؛ مما وفر لديهم كثافة نارية كبيرة للحيلولة دون محاولة الجيش الاسرائيلي التقدم عبر الحدود .
القيادة السياسية لحركة حماس تتابع الأحداث عن كثب ، خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس - صرّح بأن الهجوم البرّي لن ينجح . في حين أن فوزي برهوم - المتحدث باسم الحركة - قال : أن بدء الهجوم البري خطوة خطيرة ، و غير محسوبة العواقب ، و سيدفع ثمنها الاحتلال غالياَ ، و حماس جاهزة للمواجهة .
في ختام اجتماع جرى بين المبعوث الدولي النرويجي و موسى أبو مرزوق – نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس – قبل يومين ، أبلغ أبو مرزوق المبعوث الدولي النرويجي أن حركة حماس تفضل اعادة احتلال القطاع على العودة الى وضع الحصار . و هذا يدلل على أن الحصار قد وصل الى قمة الهرم في الضغوط على غزة ، و ما يتعداه سيكون الانفجار المحتّم ..
رسالة حماس وصلت اسرائيل حين قصفت بصواريخها العمق الاسرائيلي و منطقة مفاعل ديمونة و نحال سورين و المدن الاستراتيجية حتى شمال نهاريا .. لكن يبدو أن اسرائيل لا تريد أن تدرك حقيقة ما وصل اليه الحصار ؛ من ضغط لم تعد حماس قادرة على تحمّله ، و كذلك الفصائل الفلسطينية الأخرى . و هي لم يكن في حساباتها ؛ أن تتلقى رسالة أبو مرزوق والتي جاء فيها : أن الجانب الفلسطيني يفضل احتلال القطاع على العودة الى وضع الحصار ؛ و بذلك يكون اليمين الاسرائيلي المتطرف ؛ الذي ألحّ على دخول الجيش في حرب برية مع غزة ؛قد حقق هدفاً يرضي جنون عظمته واستكباره ؛ لكنه ترك الجيش يهوي في جرف هار ، وليس في ( جرف صامد ) ، يهوي في محرقة غزة ، دون أن يحدد زاوية يستقر فيها ، أو زمناً ملائماً للخلاص من النيران المتوقّّدة .
-----------------------------
بقلم : بديع عويس
ليبرمان أرادها محرقة ؛ يصطلي بنارها المسعورة أطفال غزة ؛ الهاربين الى شاطىء البحر ، يستنجدون بكرة القدم و أمواج البحر الملوثة ؛ لتخفف عنهم وطأة الحرب المشتعلة . يأبى ليبرمان - اليميني المتطرف - الا أن تغلق دائرة القتل باجتياح برّي للقطاع ، و تحقق له ما أراد .
مئات الشهداء ، 40 % منهم أطفال ؛ و غيرهم من النساء و الشيوخ ؛ قضوا في محرقة غزة ، و آلاف الجرحى المهجرين عن بيوتهم ؛ المهدمة فوق أشلاء من أسرهم ، يهيمون على وجوههم ؛ في العراء دون مأوى ويعزّ عليهم الماء والغذاء والكهرباء والدواء .
خطوط تتبع لمحطة توليد الكهرباء المحلية ، و الأخرى الخاصة بتزويد التيار الكهربائي من مصر ؛ استهدفها القصف الاسرائيلي بعد اثني عشر يوما" من العدوان الاسرائيلي الواسع ؛ من البر و البحر و الجو ..
اسرائيل تشن حرب ابادة على غزة ، في الوقت الذي تستمتع به بحصانة دول الجوار ، و تستجم في أجواء عربية ، و خلق اسلامي رفيع ؛ اقتداءََ بقوله عليه السلام " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
ثم تتغنى بالتعاون المشترك مع قوى الأنظمة المستبدة ؛ و طبقاتها الاجتماعية و الاقتصادية ؛ التي تحشد كل قوتها لمساعدة الاجهزة البيروقراطية للأنظمة القديمة ؛ لتحرفها عن أي مسار ديموقراطي ، و ليس لها الا الخيار العسكري ؛ لاجهاض أي خيار شعبي معارض . تلتقي أهداف المستعمرين مع رغبات أدواته في اذلال الشعوب . حتى اذا اقتحم أحد اللصوص بيتاً ، أرادوا لصاحبه أن يغادر غرفة نومه ؛ راضياً مرضياً عنه ، و يترك زوجته و أطفاله صيداً سهلاً للصوص . يتآلفان على محاربة من كان مكرهاَ على تغطية صحفية حقيقية صادقة ؛ لمشهد أطفال أربعة ؛ كانوا يلعبون كرة القدم على رمال شاطىء غزة ؛ تقصفهم الطائرات العسكرية الاسرائيلية ، يتضرجون بدمائهم ؛ ثم يلقون حتفهم . لابل يكيدون لمراسلة CNN ديانا ماغناي و يجبرونها على العودة الى موسكو ، اضافة الى ما تعرضت اليه من تحرش و تهديدات الاسرائيليين الذين كانو يهللون بسقوط القنابل على غزة ؛ بتحطيم سيارتها ؛ لا لشيء سوى أنها وصفتهم بـ " الحثالة" كلافتة ؛ تعترض على فرح متعطش ؛ لرؤية الأطفال يحرقون ، والحامل و جنينها يقتلان بشظية أو برصاصة واحدة.
القتلة في مركب عائم في فضاء العالم ؛ متوافقون في تنسيق أمنهم على طريقتهم الخاصة ، قتل العلماء في العراق .. من قتلهم ؟ و قضى مئة خبير في ( الايدز ) نحبهم حرقاَ ؛ في اعتراض الطائرة الماليزية ، بصاروخ أرض جو من حرقهم ؟
مئات الشهداء 40 % منهم أطفال في غزة ، وآلاف الجرحى لا تكترث CNN ، NBC بتغطية أخبارهم ..والامر المحزن جدا"؛ فيما تنقله وسائل الاعلام الاسرائيلية ؛لا يتعدى مصرع جندي من وحدة الناحال ؛ بنيران قناصة في شمال غزة .. و هم يتألّمون عن بعد ؛ لضراوة الاشتباكات ، جراء الهجوم العسكري على قطاع غزة ،والذي يكتظ بكثافة سكانية عالية و امكانية مقاومين متواضعة عدداَ و عدة .
أعداد المقاومين قليلة ؛ قياساَ بعشرات الألاف من جنود الجيش الاسرائيلي المجهّزين للمواجهة في ساحة القتال الدائر، و ما بين ايديهم من عتاد عسكري ؛ لا يقارن بحجم و تطور الآلة العسكرية الاسرائيلية .
لكن محمد الضيف - القائد العام لكتائب القسام - يقضّ مضاجعهم ، و يقود المواجهة معهم من تحت الأرض ، و من فوق كرسي يتحرك به الى غايات محدودة ؛ بعد أن فقد أطرافه الأربعة ؛ جراء أربع محاولات أسرائيلية فاشلة لاغتياله ، كان آخرها عام 2004.
المقاومة استخدمت الأسحلة الثقيلة ؛ و المتوسطة و قذائف مضادة للدروع وقذائف الهاون وعبوات الافراد ؛ في مواجهة الهجمة العسكرية الاسرائيلية ؛ مما وفر لديهم كثافة نارية كبيرة للحيلولة دون محاولة الجيش الاسرائيلي التقدم عبر الحدود .
القيادة السياسية لحركة حماس تتابع الأحداث عن كثب ، خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس - صرّح بأن الهجوم البرّي لن ينجح . في حين أن فوزي برهوم - المتحدث باسم الحركة - قال : أن بدء الهجوم البري خطوة خطيرة ، و غير محسوبة العواقب ، و سيدفع ثمنها الاحتلال غالياَ ، و حماس جاهزة للمواجهة .
في ختام اجتماع جرى بين المبعوث الدولي النرويجي و موسى أبو مرزوق – نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس – قبل يومين ، أبلغ أبو مرزوق المبعوث الدولي النرويجي أن حركة حماس تفضل اعادة احتلال القطاع على العودة الى وضع الحصار . و هذا يدلل على أن الحصار قد وصل الى قمة الهرم في الضغوط على غزة ، و ما يتعداه سيكون الانفجار المحتّم ..
رسالة حماس وصلت اسرائيل حين قصفت بصواريخها العمق الاسرائيلي و منطقة مفاعل ديمونة و نحال سورين و المدن الاستراتيجية حتى شمال نهاريا .. لكن يبدو أن اسرائيل لا تريد أن تدرك حقيقة ما وصل اليه الحصار ؛ من ضغط لم تعد حماس قادرة على تحمّله ، و كذلك الفصائل الفلسطينية الأخرى . و هي لم يكن في حساباتها ؛ أن تتلقى رسالة أبو مرزوق والتي جاء فيها : أن الجانب الفلسطيني يفضل احتلال القطاع على العودة الى وضع الحصار ؛ و بذلك يكون اليمين الاسرائيلي المتطرف ؛ الذي ألحّ على دخول الجيش في حرب برية مع غزة ؛قد حقق هدفاً يرضي جنون عظمته واستكباره ؛ لكنه ترك الجيش يهوي في جرف هار ، وليس في ( جرف صامد ) ، يهوي في محرقة غزة ، دون أن يحدد زاوية يستقر فيها ، أو زمناً ملائماً للخلاص من النيران المتوقّّدة .
-----------------------------
بقلم : بديع عويس