الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القول الفصل و 6-1=1 بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2014-06-12
القول الفصل و 6-1=1 بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
القول الفصل و 6-1=1
(لعادل بن مليح الأنصاري)

ربما نقول للوهلة الأولى أن العلاقة الإيرانية الخليجية علاقة بسيطة في مجملها العام فإيران تريد تصدير ثورتها المذهبية نحو الغرب كما تريد ممارسة الوصاية على مؤيديها المذهبيين بكل حرية وبلا حدود , ودول الخليج العربي وعلى رأسهم السعودية (بعد انهيار السد المنيع عراق صدام) لعبت الدور القائد في هذه اللعبة , ولو رغبنا في سبر أغوار هذه اللعبة لدخلنا في متاهات لا نهاية لها , فمحاولات إيران في القفز فوق تلك السدود لا تخفى على أحد وضرباتها في لبنان واليمن والبحرين شاهدة على ذلك , ولا يخفى علينا الدور الذي تلعبه سيدة العالم في اصطياد مصالحها بين كر وفر لهذه الدول , فتضغط على هذه الدولة وتساعد تلك وتستنزف أخرى وتهدد ثالثة وتحرك رابعة بما يتفق ومصالحها , السيدة الأولى لا يهمها بلد أو جنس أو طائفة أو عرق كما يتصور بعض السذج ويراهنون على ذلك , بل أن مصالحها الخاصة هي الفيصل حتى لو غيرت وجه الأرض وليس وجه المنطقة , نحن لا يمكن أن نتجاهل الزلازل السياسية وحتى التغيرات في الولاءات وتغير الثوابت الإستراتيجية البعيدة والقريبة التي ضربت المنطقة بأسرها بما يسمى الربيع العربي , حتى لو آمنا بما يقول البعض أنها أنهت فاسدا لتأتي بعشرات الفاسدين , وأنها أوجدت بعد القاعدة عدة قواعد وفي عدة أماكن , نعم لقد ضرب إعصار شامل هذه المنطقة , تغيرت الولاءات وظهرت منظمات تريد السيطرة على دول وليس مناطق نائية , وظهرت تهديدات لم تكن موجودة , وربما ضربت بعنف حتى داخل التكتلات على مختلف مستوياتها , هذه الغيمة التي مازالت تخفي الكثير من الأسرار والكثير من نتائج الخطط المكشوفة والسرية , والتي تموج بالأحداث المجهولة النهاية ربما يقف وراءها من أشعلها ليقطف ثمارها وهو يدرك تماما نهايتها أو ما خطط لها أن تنتهي , ومن البداهة أن نقول أن لكل عاصفة بعض جنوح , فهل ستقع بعض الدول فريسة للتطرف (كما يقال) بعد أن كانت مثالا للحيادية وربما للتطرف المعاكس ؟
وهل سيضطر اللاعب الأكبر بعدها لشن حرب شاملة ضد تلك الدول كخيار أخير لهذا الجنوح ؟
أم يلعب تلك الحرب (بالوكالة) كما يحدث الآن وتحت مراقبته وتوجيهه؟
وليس سرا لو قلنا أن تحت طاولة الأحداث المكشوفة عشرات الأوراق المخفية والتي لن نعرف مكنوناتها , وربما ستكشف لنا ذات زمن بعد أن تضع الحرب أوزارها ويذهب كل بما كسب , ويتلهى الفاشلون لإحصاء خسائرهم .

مرة أخرى نعود لإيران , وفي اعتقادي الشخصي أن المقياس الحقيقي لتسلل إيران نحو الغرب هو المرور فوق "جثة" البحرين , فالبحرين هي الورقة الكبرى لدى إيران , فحزب الله كيان مستقر أشبه بدولة , والحوثيين في اليمن مجرد ذبابة لها طنين ولن تؤذي , وربما لن يهتم الخليجيين كثيرا بسوريا , وتبقى البحرين هي الثمن الباهظ لمرور الفرس نحو الغرب .
لن نصدق كل ما يقوله العالم عامة والإيرانيين خاصة عن امتلاكهم " للقول الفصل " في منطقتنا العربية حتى نرى التضحية بالبحرين بدأت مراسمها , ولن يتم ذلك حتى ندرك أن قادة المنطقة أدركوا تماما أن "البتر" هو أخر الطريق للعلاج مما هو أدهى وأمر , وأن الفرس لديهم الكثير مما يخفى على المواطن البسيط في خليجنا أو منطقتنا العربية , ومما قد يدركه الكبار .

ربما لو حقت كلمة الفصل في المنطقة لملالي إيران (كما يدعون) وكانت البحرين قربانا لهذه الكلمة , قد تتمكن إيران من اكتساب نقاط تاريخية قديمة قدم تكوين دول المنطقة , فهي بتقليص عدد دول السد الغربي من 6 إلى 5 دول تكون قد وجهت ضربة تاريخية مهينة لدول المنطقة , وغيرت في خارطة كانت بالنسبة لها عصية ومستحيلة وخاصة في ظل وجود سد عصي آخر والمتمثل في "عراق صدام" , وربما كانت تلك جروح تاريخية نازفة دوما في قلب الفارسي الطامع في الغرب العربي , فسقوط 1 من 6 يعني لها أكثر من معادلة رياضية فقط , بل هو ثأر تاريخي قديم وليست 6-1 إلا بداية لتنفيذ الأجندة الفارسية التي لا ترضى إلا بمجموعة (أصفار) تجاورها غربا لتنطلق نحو أفاق مذهبية تحلم بها من مكة وحتى تطوان .

نعم امتلاك إيران "للقول الفصل" هو مجرد كذبة , وحتى هذا التقارب الواضح وضوح الشمس بينهم وبين الغرب العربي (الكافر) في نظر الفرس , لن يتم حتى تطرح البحرين على (النطع) الإيراني كقربان لشيء لا يعلمه الصغار .
إنه عرس عربي صاخب وربما (ماجن) فأعداء الأمس أصبحوا أحباب اليوم , وأحباب الأمس أصبحوا أعداء اليوم , وربما أطاح هذا الربيع العربي بطاغية ليجيء بعشرات الطغاة , فالضباب مازال كثيفا والأيام حبلى بالمفاجآت , ولم تعد بوصلة المتابع العربي البسيط تتخذ وضعا منطقيا أبدا , فنحن لا نملك إلا الترقب والانتظار ثم الاندهاش ثم الرضا أو السخط , والأدهى من ذلك كله أن هذا الإنسان البسيط هو فقط من يدفع فاتورة هذه الحفلة الماجنة والصاخبة (وحده) .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف