الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حول التذكير والتأنيث في اللغة بقلم: أ. د. حسيب شحادة

تاريخ النشر : 2014-05-06
حول التذكير والتأنيث في اللغة بقلم: أ. د. حسيب شحادة
حول التذكير والتأنيث في اللغة
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


تلعب موضوعة الجنس اللغوي (grammatical gender)، التذكير والتأنيث، دوراً محورياً جداً في نحو اللغة اللغة العربية وفلسفتها وقد يعكس هذا أهمية الجنس في الحياة العربية والسامية عامّة. ورد في القرآن “وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى” سورة النجم ٤٥ وذُكر التقسيم ذاته قبل ذلك بقرون كثيرة في سفر التكوين ١: ٢٧، ٥:٢، ٦: ١٩، ٧:٣، ٩، ١٦. حظيت ظاهرة التذكير والتأنيث في العربية بأبحاث جمّة مستفيضة من حيث النحو والصرف والأصوات والدلالة قديما وحديثا. ممن كتب في هذا الموضوع ووصلنا نتاجُه يمكن التنويه بالمؤلفين التالية أسماؤهم: الفرّاء ت. ٨٢٢ م.؛ السجستاني في القرن التاسع م.؛ المبرد في القرن التاسع م.؛ المفضل بن عاصم ، أوائل القرن العاشر م.؛ أبو موسى الحامض، أوائل القرن العاشر م.؛ الأنباري ت. ٩٤٣م.؛ بن التستري ت. ٩٧٠م.؛ ابن جنّي ت. ١٠٠٢م.؛ الرازي ت. ١٠٠٤م؛ الأنباري ت. ١١٨١م.؛ محمد الخضر حسين، صدر عام ١٩٥٨؛ ذو الفقار النقويّ، صدر عام ١٢٩٧ هـ؛ عبد الظاهر خليفة، صدر عام ١٩٥٢؛ حامد صادق قنيبي صدر عام ١٩٨٧؛ محمد أحمد قاسم، صدر عام ١٩٨٩.

كتب اللغوي ابن جنّي في خصائصه عن الحمل على المعنى “اعلم أن هذا الشَّرْج غَوْر من العربية بعيد، ومذهب نازح فسيح” (ج. ٢، ص. ٤١١) وكتب ج. برجشتراسر (Gotthelf Bergsträßer, 1886-1933)، الباحث اللغوي المعروف في الساميات، “التأنيث والتذكير من أغمض أبواب النحو، ومسائلهما عديدة مشكلة” (التطور اللغوي لبرجشتراسر، إخراج وتصحيح وتعليق رمضان عبد التواب، ط. ٢، مصر: مكتبة الخانجي، ١٩٩٤م، ص. ١١٢؛ وكتب أحمد أمين “من أصعب الأبواب وأكثرها خلطا في اللغة العربية المذكر والمؤنث”، مجلة المجمع، ٦: ٩٠ ). قالت النحاة إن التذكير أصل في العربية والتأنيث فرع له ولا وجود لعلاقة دائمة بين مفهوم الجنس الطبيعي ومفهوم الجنس اللغوي، ففي المفهوم الأول تقسيم ثلاثي، مذكّر ومؤنّث ومحايد (masculine, feminine, neutral) والأول ذو عضو ذكري والثاني ذو عضو أنثوي والثالث خال من أي منهما. هذا التقسيم المثلثي أو الثلاثي لا يطبّق في اللغة إذ فيها اعتبارات أخرى لا تمتّ للجنس بصلة.
رُبع لغات العالم اليوم قرابة الستة آلاف لغة، تميز بين جنسين (gender, genus) لغويين، مذكّر ومؤنّث، كما هي الحال في لغات هندو-أوروبية كثيرة مثل الإسبانية والفرنسية والإيطالية والروسية والهندي (لكن ليس في الفارسية) وفي اللغة العربية وأخواتها الساميات، وهنالك لغات أخرى تميز بين ثلاث أجناس لغوية، المذكر والمؤنث والحيادي أو المحايد أو الخُنثى أو المبهم، كما هي الحال في اللغات اليونانية والروسية والألمانية وثمّة لغات تميز بين جنس حيّ وجنس غير حيّ في حين أن بعض اللغات تفرّق بين أربعة أجناس لغوية وفي لغات معيّنة قد يصل العدد إلى عشرين. هنالك كذلك لغات كالإنجليزية والفنلندية واللغات التركية والأورالية وهي لا تفرّق عادة بين المذكر والمؤنث فلفظة “معلم” مثلا teacher, opettaja تقال “للرجل وللمرأة” على حد سواء. بعض اللغات تحدّد الجنس اللغوي على هدي مدلول اللفظة وفي حالات معيّنة يتأثّر نوع الجنس بالصيغة الصرفية أو الفونولوجية أو الدلالية. أضف إلى ذلك ثمة لغات لا تنظر إلى العالم بهذا المنظار، لا تقسّمه جنسيا بل وفق خصائصَ مكانية أو عقيدية أو اجتماعية، كما هي الحال بالنسبة للغات بعض القبائل في القارة السوداء. الجنس اللغوي في الإنجليزية بقي في بعض الضمائر مثل he, she, his, him, her وهذا التذكير والتأنيث غير موجود في الفنلندية مثلا. هذه اللغات ولغات أخرى تفرّق بين المذكر والمؤنث في مجموعة معينة من الألفاظ مثل ما معناه في العربية: رجل/امرأة وهنالك رجلة أيضا، أب/أم، أخ/أخت. ابن/ابنة، زوج/زوجة، عم، خال/عمّة/خالة، ابن الأخ/بنت الأخ. وفي العبرية يمكن التنويه بـ: אָב/אֵם, אַיִל/רָחֵל, עֶבֶד/אָמָה/שִׁפְחָה, חָתָן/כַּלָּה.
اللغة العربية كغيرها من أخواتها الساميات قسّمت ما في الكون من محسوس ومجرّد إلى مجموعتين، مذكّر ومؤنّث، ويذهب البعض إلى أن المجموعة الأولى تشمل كل ما اعتبر قويا مرموقا ولا علامة مميزة فيه مثل: أرض، بكر، زوج، أم” فهي قوية إذ لا علامة تأنيث فيها ولكنها مؤنثة. ولفظة “ذكر” تعني “قوي” مثل “رجل ذكر” أي قوي وشجاع و”مطر ذكر” أي وابل شديد. أما التأنيث فمستمدّ من اللين والأنيث غير الصلب. أما المجموعة الثانية فتضم الضعيف الوضيع وفيه علامة التأنيث مثل “أذينة، ثمرة، كبرى، سماء، حمزة”. وحيوانات ضعيفة تؤنث بدون علامة وكذلك بعض الأدوات وأعضاء الجسم مثل “أرنب، عنكبوت، عصا، فأس، دلو، قدر، يد، عين”. الكل يعرف أن جمع التكسير للمذكر العاقل يعامل معاملة المؤنث ونجمع مثلا “ابن آوى” بـ”بنات آوى” وكذلك “بنات عرس” من “ابن عرس”، ولاحظ قواعد الأعداد من ثلاثة إلى عشرة ففي هذه الأمثلة نجد تباينا بين النحو والمنطق أو لنقل للغة، أية لغة، منطق خاص بها لا يلائم منطق أهلها. يكفي أن نشير هنا إلى أن “المفتاح” مثلاً لا يفتح فقط بل ويغلق والمصعد لا يصعد من فيه بل وينزلهم.

من الواضح وجوب التمييز بين الجنس القواعدي والجنس الطبيعي فالـ “حجر” في العربية مذكّر وهو جماد والـ”شمس” مؤنّث بالرغم من قوّتها وهي جماد أما في العبرية فاللفظة الأولى مؤنثة أما الثانية فهي مؤنثة عادة وتأتي مذكرة אֶבֶן, שֶמֶש و der Stein, die Sonne في الألمانية فهما كالعربية. “الحجر” مذكر أيضا في النرويجية والبولندية والألبانية والروسية ولكنه مؤنث في الفرنسية والإيطالية والإيرلندية.
قال المتنبي:
وما التأنيث لاسم الشَّمْسِ عيبٌ ولا التذكيرُ فخـرٌ للهـلال
نظرة خاطفة على مجموعة من اللغات البشرية الحيّة بصدد موضوعة “الجنس اللغوي/القواعدي” تُظهر بجلاء أن هذا التصنيف الثنائي أو الثلاثي وما فوق لا يعكس أية نوايا استعلائية أو استفالية. تميز الإنجليزية مثلا بين الجنس الطبيعي والجنس اللغوي باللفظتين sex, gender وهنالك لغات مجنسنة وأخرى غير مجنسنة -sexist languages, non-sexist languages. هنالك من يشير إلى الجنس الحيادي في اللغة أو “اللاجنسنة” (Neutrum, degenderization) باللفظة “تخنيث”. ما يندرج في خانة “الحيادية” قد يكون في عداد مذكر غير حقيقي أو مؤنث غير حقيقي ونجد أيضا في الألمانية أن ”الطفل” محايد das Kind، وكذلك das Mädchen أي “صبية” و das Fräulin أي “آنسة”. في الألمانية نرى أيضا أن “الحصان والتمساح” يندرجان في خانة الحيادية أما “الكلب” فمذكر و”الأفعى” مؤنث وأسماء الأنهار غير الألمانية كلها مذكرة والأنهار الألمانية مؤنثة باستثناء نهر الراين الشهير فهو مذكّر der Rhein. ينبغي لنا التذكير في هذه العجالة أن في الألمانية علامات خارجية عبارة عن عشرات اللواحق تساعد الدارس على معرفة الجنس اللغوي، هنالك أربع عشرة لاحقة تخصّ المذكّر وأكثر من خمس وعشرين للمؤنث وتسع للمحايد ولكن هنالك الشواذ بالطبع إذ لا وجود للغة طبيعية بدونها. كل من تعلّم الألمانية يذكر مدى صعوبة معرفة الجنس اللغوي فيها ويتحزّر der, die, das (قد يذكر البعض نقد الكاتب الأمريكي مارك توين الهزلي للغة الألمانية بسبب الجنس اللغوي المعقّد فيها، في مقال له بعنوان: The Awful German Language, “اللغة الألمانية الفظيعة”).

في اللغات السامية نتحدّث عن المذكّر الحقيقي والمؤنّث الحقيقي أي أن كل من له عضو الذكورة كـ “الرجل والأسد والثور والحمار والصهر والديك والنسر والعقاب” يكون مذكرا وكل من له عضو الأنوثة كـ “المرأة واللبوة والبقرة والأتان والكنة والدجاجة وأم قعشم” يكون مؤنثا.
ثم، على ما يظهر، ألحقت أسماء الأشياء بهذين الجنسين مجازا حسب ما للشعوب من مفاهيم بهذا الشأن. الجنس اللغوي في العربية وفي الساميات عامّة يشمل الصفاتِ والأفعالَ والضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة أما أسماء الاستفهام والشرط فواحدة في كلا الجنسين. بعض الصفات وهي التي بصيغة “فعيل” و”فعُول” يستوي فيها التذكير والتأنيث مثل “جريح، طريد، صبور، كذوب” إلا أن التمييز بينهما برز لاحقا في الاستعمال مثلا في عصر المتنبي.

ثمة أسماء مذكرة عربية كثيرة تنتهي بعلامة المؤنث مثل “أسامة، حذيفة، حمزة، راوية، طرفة، طلحة، معاوية”، وتسمّى هذه العلامة بالتأنبث اللفظي، ومن ناحية أخرى توجد أسماء مؤنثة بدون علامة للتأنيث مثل “زينب، سعاد، لميس، مريم، هند” ويدعى هذا التأنيث بالتأنيث المعنوي أي أن المعني يشي بالجنس. وفي كثير من المواضع يعبر عن معنى معين بلفظين، مذكر تارة ومؤنث طورا مثل “موت ومنيّة، نوم وسِنة، عام وسنة، فرح وبهجة، صدق وحقيقة”. وعلامات التأنيث ت، ة، ى، اء، نون النسوة، ترد في جمع المؤنث السالم وعندما يسبقها ساكن مثل “أخْت” وفي الفعل الماضي للغائبة. وتجمل الإشارة إلى أن علامات التأنيث تلحق أحيانا بأسماء مذكرة ومن العجيب أن العرب يذكّرون عضو الجنس الأنثوي مثل “الفرج، الحر، الطبون، الغلمون” ولبعض أسماء الذكر ما هو مؤنث مثل “الكمرة، الطنانة، الحمامة”. هنالك صيغ يستوي فيها التذكير والتأنيث مثل: فعول، فعيل، مفعيل، مفعل، مفعال. وقالت العرب “امرأة حائض/طالق/طامث/طاهر” و”شاة حامل وناقة حائل” بدون الهاء لأن الوصف مقصور على الأنثى.

في العربية، كما في غيرها من اللغات، كلمات وردت مذكرة أحيانا ومؤنثة أحيانا أخرى مثل “فلك” في القرآن الكريم: وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون” (يس ٤١)؛ “والفلك التي تجري في البحر بما ينفع من الناس” (البقرة ١٦٤). ومن الطريف التنويه بأن عدد ورود لفظة “الرجل” في القرآن مساوٍ لعدد مرات ذكر لفظة “المرأة”، ٢٤ مرة وهذه الحقيقة تكون تربة خصبة لإطلاق الاستنتاجات المختلفة.
من الكلمات ثنائية الجنس اللغوي نذكر: “إبل، أرض، إزار، ألفٌ، إنسان، جحيم، حال، حانوت، حراء، حرب، خمر، خوان، دار، درع (بمعنى قميص مذكر)، دلو، ذراع، ذنوب، ذود، رحم، رمح، روح، زقاق، سبيل، سراويل، سلاح، سلم، سكين، سلطان، سمك، سنان، سوق، شاء، صاع، صواع، صراط، ضرس، طاغوت، طريق، طفل، عاتق، عجز، عريس، عسل، عصا، عضد، عنق، غوغاء، فأس، فردوس، قاف، قدوم، قليب، القُوباء، قوس، كأس، كراع، لسان، المساء، متن، منون، نار، نفس، نمل، نهر، نوى، يمين”. هذه الظاهرة، إمكانية تذكير لفظة وتأنيثها موجودة في العبرية ּּأيضا مثل: דֶּרֶךְ, חָצֵר, מַטְבֵּעַ, סַכִּין, רוּחַ, שֶמֶש, תֵּבֶל (طريق، ساحة، عملة/نقد معدني، سكّين، ريح/روح، شمس، العالَم). في عبرية العهد القديم عشرات الكلمات التي ترد مذكرة تارة ومؤنثة طورا آخر مثل: אור, ארץ, אש, זרוע, לחם, לשון, מצח, נפש (نور، أرض، نار، ذراع، خبز، لسان، جبين، نفس). في بعض الحالات كلمة مثلשָׂדֶה استعملت في عبرية العهد القديم مذكرة وفي عهد المشناة، التوراة الشفوية وردت مؤنثة، مثل عكسي تتمثل في اللفظة כוֹס أي كأس التي وردت مؤنثة في عبرية العهد القديم ومذكرة في عبرية المشناة. (أنظر: מנחם זהרי, שמות עצם כּפלי מין בשפה העברית. כרמל. ירושלים 1994.)
هنالك أيضا ظاهرة التذكير في لهجة معينة وتأنيث في أخرى. في هذه الحالات يجوز أن يقال: طلع/طلعت الشمس. أما أسماء حروف المعجم فتؤنث وتذكّر والتأنيث أرجح.

يقول نحاة العربية إن التذكير أصل والتأنيث فرع كما خُلقت حوّاء من آدم. مما كتب سيبويه عن الجنس اللغوي “واعلم أن المذكر أخفّ عليهم من المؤنّث لأن المذكّر أول، وهو أشدّ تمكنا، وإنما يخرج التأنيث من التذكير. ألا ترى أن ”الشيء” يقع على كل ما [من قبل أن يُعلم أذكر هو أو أنثى] والشيء ذكر، …” (الكتاب، ج. ١، ص. ٢٢؛ أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ط. ٥، ١٩٧٩، ج. ٤ ص. ٢٨٦).
“...لأنّ الأشياءَ كلها أصلُها التذكيرثم تُختصّ بعد فكل مؤنث شيء، والشيء يذكّر، فالتذكير أول، وهو أشدّ تمكنا، كما أنّ النكرة هي أشدّ تمكنا من المعرفة، لأنّ الأشياءَ إنما تكون نكرة ثم تعرّف. فالتذكير قبلُ، وهو أشدّ تمكناً عندهم، فالأوّل أشدّ تمكنا عندهم” (الكتاب، ج. ٣ ص. ٢٤١، قارن ابن جني، الخصائص ج. ٢، ص. ٤١٥ “وتذكير المؤنث واسع جدا لأنه؛ رد فرع إلى أصل”).
توجد خمس عشرة علامة للتأنيث كما ذكر الفرّاء، ثمان خاصة بالأسماء وأربع في الأفعال وثلاث في الأدوات ولاحظ ما في الإنجليزية في كلمات مثل: male/female, man/woman, he/she. هنالك مجموعة من الكلمات التي يدل معناها على تأنيثها مثل أعلام الإناث كـ “صفاء” وأسماء القبائل والمدن والبلاد وأسماء أعضاء الجسم الزوجية مثل “الأذن والرجل واليد والكتف” ولكن منها ما جاء مذكرا مثل “الجنب والحاجب والخد والزند والصدغ والفك واللحي والكرسوع والكوع والمرفق” وكل الأسنان إناث إلا الأضراس والأنياب. و”اللسان” ذكر وإذا جاء بمعنى الرسالة والقصيدة فيؤنث، ولاحظ أن “البطن” المذكر أصلا أُنِّث بمرور الزمن إلا أنه مؤنث إذا جاء بمعنى قبيلة وكل عضو فرد مذكر باستثناء “الكبد والكرش والطحال”. خلاصة القول، أعضاء الجسم إما مذكرة وإما مؤنثة وإما جواز الأمرين والمؤنثة هي الأغلبية.
توجد أسماء ترد مذكرة تارة ومؤنثة طورا آخر والمعنى مختلف مثل: “الحانوت” أي “الدكان” مؤنثة، ومذكرة تعني “البيت”؛ “السماء” في التأنيث معناها معروف أما في التذكير فمعناها “السقف”؛ “المال” مذكر وعند تأنيثه فمعناه “الماشية والإبل”. قدامى العرب أنثت “الإبهام” إلا بعض بني أسد فذكروها وجمعها “أباهيم” واليوم تستعمل مذكرة.
باختصار، ليس ثمة صعوبة في التفريق بين المذكر الحقيقي والمؤنث الحقيقي لدى العربي إلا أن الصعوبة تكمن في غير الحقيقي من المذكر والمؤنث ولا بد من اللجوء إلى السماع والحفظ. عدم التمييز بين المذكر والمؤنث قد يكون من أقبح معالم اللحن وهو شائع لدى غير العرب.




إبراهيم إبراهيم بركات، التأنيث في اللغة العربية. المنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ١٩٨٨.
أبو الحسين أحمد بن فارس، المذكر والمؤنث، تحقيق رمضان عبد التواب. القاهرة، ط. ١، ١٩٦٩.
أحمد مختار عمر، اللغة واحتلاف الجنسين. القاهرة: عالم الكتب ١٩٩٦.
إميل بديع يعقوب، المعجم المفصل في المذكر والمؤنث. بيروت: دار الكتب العلمية، ط. ١، ١٩٩٤. http://mohamedrabeea.com/books/book1_7209.pdf
برهومة عيسى، اللغة والجنس. عمان: دار الشروق ٢٠٠١.
رشيدة عبد الحميد اللقاني، التأنيث في العربية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية ١٩٩٠.
محمود عكاشة، المذكر والمؤنث بين اللفظ والمعنى. الأكاديمية الحديثة للكتاب العربي.
الكتاب، كتاب سيبقويه، أبي بشر عَمرو بن عثمان بن قَنبر، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون. ج. ١-٥، القاهرة، دار القلم ١٩٦٦، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ١٩٦٨، الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٩٧٣، الهيئة المصرية العامة للكتاب١٩٧٥، الفهارس التحليلية للكتاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٧٧.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف