الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما قبل الأسد وما بعد الأسد .. هل مات سقراط في مدينته الفاضلة ؟؟ بقلم:بلال فوراني

تاريخ النشر : 2014-04-30
حتى العيون التي في طرفها ( حولّ ) لا بد أن ترى أن الأسد هو القبطان الأول والأخير لقيادة السفينة السورية , والشراع الذي طرزناها لمدة ثلاث سنوات من صبرنا و منذ بداية هذه الأزمة ودخولنا في بحر عامها الرابع , يؤكد أن مقاس هذا الشراع لا يليق حقاً إلا بعقل هذا الرجل , سواء كنت معه أو ضده , سواء أعجبك أم لم يعجبك , فأنت في النهاية تحت أمر واقع يفرض عليك التمسك برجل أثبتّ أن وجوده أهم بكثير من رحيله , وأنه صمام أمان أمام الاعصار الذي اخترعوه تحت مسمى الثورة السورية القذرة . وأنه طوق النجاة الوحيد الذي تستطيع أن تتمسك به لآخر رمق دون أن تخشى من أسماك القرش العربية والغربية .

وبلاط الحكم في مدينتنا الفاضلة لم يعد نظيفاً كما كان من قبل , وحتى الرهبان الذين ابتهلوا بصلواتهم كي يكسرّ الله المعبد على رؤوسهم في حال لم يرحل الاسد , تراهم اليوم يقرعون كأس المصالحة مع عدوهم اللدود الذي كانوا يطلقوا عليه إسم النظام فيما سبق , وحتى الجواري العربية اللواتي كانوا يمارسون الرذيلة على سرير نصرة الشعب السوري , قاموا اليوم للاستحمام من فيض القذارة التي طالتهم وطالت حكوماتهم , واكتشفوا بعد ثلاث أعوام من النباح والنكاح أن الحمل المزعوم للثورة السورية حمل كاذب وفاشل بشهادة كل أطباء العالم الذين باركوا هذه الولادة منذ بداية الوحم العربي على تفتيت سورية .

لقد دخلت الأزمة السورية التاريخ من أوسع أبوابه , وفرضت على دول عظمى أساليب رخيصة للتعاطي مع الأحداث , وغيرت الكثير من المعادلات المحبوكة على طاولة التنازلات , وجعلت الشعب السوري يدفع الثمن أولا وآخراً من جيبه ومن دمه ومن أرضه , ولم يستطع أحد حتى الآن في علم المنطق أن يفهم ما سبب صمود سورية حتى اليوم ولما لم تسقط حتى الآن رغم كل التجييّش الإعلامي الخليجي والغربي وتشويه الحقائق والأموال التي فاضت مثل حنفية ماء مكسورة من أرض الحجاز , ورغم كلّ الضغوط التي مارسوها على هذا البلد من تجويع وتكسير وترهيب وقتل وتدمير , ورغم كل كتائب الإجرام التي أرسلوها الى سوريا تحت ذريعة نصرة الدين , يقف المنطق مثل أبله يفركّ أصابعه غيظاً وكرهاً عاجزاً عن فهم السببّ وراء صمود هذه البلد .

واليوم نقف على أبواب المدينة الفاضلة التي شوّهوا فيها كل معالمها , وهي تقرع أجراس الانتخابات لمرحلة رئاسية جديدة سيكون بطلها بلا منازع هو بشار الأسد , وإن الرقص على حبال الأصوات التي ستنتخبّ في المرحلة المقبلة ستكون رقصة سخيفة لا طعمّ لها ولا لونّ , لأن المسرح الذي كان قبل الأسد قد تغير كثيراً عما بعد الأسد , واذا كان في السابق من يدلّي بصوته مرغماً ومجبراً وخائفاً من السلطات الأمنية كما كلنا نعرف , فاليوم سيدلّون أصواتهم بكل قناعة مكتسّبة من التجارب القاسية التي عاشوها طوال ثلاث سنوات في ظلّ هذه الثورة , فقد زادت شعبية هذا الرجل وصار أملاً لمن لا أملّ له , وقارب نجاة لمن سفينته غرقت في مستنقعات الثورة السورية . وخاصة بعدما تبينّ حتى للأعمى أن هذه الثورة كانت محضّ خيال أجنبي لا تمتّ للواقع السوري بأي صلة , وأن كل الغارقين فيها ما هم سوى أدوات رخيصة وأبطال كرتونية احترق فيلمهم حين لامسهم نور الفينيق السوري .

وهذا لن يمنع أنه ستكون هناك هجمة إعلامية غير مسبوقة , تتجاوز الحناجر المؤجرة والاقلام المسيّسة والشاشات المنافقة , وستصل الى درجة الطعنّ في أحقيّة الأسد للترشح لهذا المنصب , وهذا أمر طبيعي ومتوقع في ظلّ وجود خيوط عنكبوت سوداء تحيك شباكها حول ما يحدث في سورية , وكل التصريحات التي سيقوم بها بعض من يحتلون مناصب سياسية أو اعلامية ما هي سوى غبار على حذاء سوري قديم , لأن قيمتها لا تساوي حتى كمية الأوكسجين التي ابتلعها كي يتقيأ علينا بتصريحه , لأن المدينة الفاضلة أثبتت أن قوتها ليست في تاريخها فقط , بل في جغرافيتها التي طحنتّ كل جيوش العرب المرتزقة التي داسّت أرضنا تحت ذريعة إنقاذ الشعب السوري .

وجوقة النباح التي سنسمعها بعد فترة من شيوخ البترودولار ولاحسّي الحذاء الامريكي  , لن يكون له معنى ولا وزن في ظل وجود منطق واحد يقول أن من يملك الشعب يملك الأرض ومن يملك الأرض يملك التاريخ ومن يملك التاريخ لن يستطيع أحد قادم من خارج التاريخ أن يحوّره أو يزوّره , واليوم من يقرأ التاريخ يعرف أن سقراط كان فيلسوفاً خيالياً استطاع أن يبني مدينة فاضلة فقط في رأسه ولم يعرف أنه بعد آلاف السنين ستقوم هذه المدينة الفاضلة على أرض الواقع , وأن كل دروسه التي تعلمناها على يد تلاميذه لا تساوي درس واحد من دروس الجيش العربي السوري , وكل فلسفته عبر التاريخ لا تغني من جوع ولا عطش أمام صمود الشعب العربي السوري , وأن كل نظرياته ستقف عاجزة أمام النظرية التي كسرها حزب الله في معركته مع الأفعى الصهيونية , وأن إسم سقراط كان من التاريخ حتى جاء الأسد كي يكتب التاريخ مرة جديدة ويعزف سيمفونية نصر وصمود وكرامة لم يسمعها حتى بتهوفن في كل تاريخه الموسيقي .


/

على حافة المدينة الفاضلة

ما قبل الأسد تماماً كما بعد الأسد
لم يتغيرّ الأسد ولكن فقط ...
تغيرت الأصوات التي تطالب برحيل الأسد ..؟؟

بلال فوراني
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف