الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوزير والضرب بالشلاليت بقلم: عبدالله عيسى

تاريخ النشر : 2014-04-25
الوزير والضرب بالشلاليت بقلم: عبدالله عيسى
بقلم: عبدالله عيسى

المظالم قصة لاتنته .. في الوظيفة وفي علاقة مواطن مع مسئول وفي مختلف العلاقات التي يتدخل فيها النفوذ والمال أيضا .. ولكن فيها عبرة لمن يعتبر ولمن أراد الله أن يرينا بعض حسابه في الدنيا .

مناضل عائد من فصيل فلسطيني كان له باع طويل في العمل الفدائي وعملياته تغنى بها الإعلام الفلسطيني والعربي حتى الآن .. وعندما عاد إلى ارض الوطن ولأنه لا يتقن إلا عمل واحد وهو الذي ابهرنا به ولا يجيد التملق لم يتدخل فصيله لتعيينه بوظيفة تليق به وتركه فريسة لمزاجية التعيينات في الوزارات في السلطة .. فعين بوظيفة أسفل سافلين في السلم الوظيفي.

حمل أوراقه تحت إبطه واخذ يتردد على المسئولين رفاقه كي يتدخلوا لمساعدته دون جدوى .. فقرر الانتقال إلى مرحلة الاستنفار من الدرجة البرتقالية بان يراجع وزير أو بمرتبة وزير مسئول التعيينات وكلما ذهب إلى الوزارة طرده الحراس بالشلوت شر طردة حتى أصبحت ترى مقاسات أحذيتهم مطبوعة على سرواله من الخلف .

لم يكن يعلم بعلاقة الوزير المسئول عنه والمسئول صاحب الشلاليت فطلب مقابلة وزيره وقال كلاما صعبا عن الواسطة والمحسوبية والإذلال الذي يتعرض له أي مطالب لحقوقه .. كشر الوزير عن أنيابه وقال له غدا عملك يكون " في غرفة الاستعلامات على البوابة ".

خرج الرجل يجر أذيال الخيبة وكان يأمل بإنصافه من وزيره ولكنه كان مستغربا لماذا انفعل الوزير هكذا !!

ذهب لزملائه يشكوا حاله ويستفسر عن سر غضب الوزير فقيل له اانت مجنون كيف تتفوه هكذا أمامه .

ذات يوم كنت ذاهب لزيارة الوزير ونظرت إلى غرفة الاستعلامات فلم أر أحدا وكان عندي موعد مسبق .. فدققت النظر فرأيت رأسا على الطاولة في الغرفة الصغيرة فاقتربت وطرقت بيدي على الزجاج فرفع رأسه .. قلت أنت هنا! ماذا تفعل ؟

قال صاحبك رماني هنا والله عندما أرى احد من أصدقائي اخجل واضع راسي على الطاولة حتى لا يراني .. أرجوك تدخل وحدثه كي يعيدني إلى عملي في المكاتب .

ذهبت للوزير وفور جلوسي قلت له :" فلان " قال ما به :" قلت أتضعه على البوابة يا رجل؟؟

قال : البوابة أليست عملا ؟

قلت عمل محترم ولكن كل ميسر لما خلق له .. يا راجل مناضل من هذا النوع لماذا تذله .. لاتعطوه شيئا ولكن لاتذلوه أيضا.

فأعطى أوامره بإعادته إلى عمله فورا. فشكرت الوزير وأوصيته خيرا به .

ودارت الأيام .. وخلال رحلة علاجي الماضية  برام الله كان يتردد علي الموظف بالزيارة فحدثني عن قصة غريبة.

قال: أتذكر المسؤول فلان الذي كنت أتردد على مؤسسته ويطردني حراسه طرد الكلاب ..

كلمني مسئول منذ مدة وقال لي يوجد معي غرض صغير هل تخدمني بان توصله إلى فلان بمنزله برام الله والغرض مرسل من احد أبنائه .

ترددت ثم قلت نعم.

توجهت إلى منزله وهي أول مرة أزوره فيها في منزله طبعا والان المسئول قد خرج من الخدمة الحكومية .

قرعت جرس الباب وبعد انتظار فتح المسئول بنفسه الباب ودخلت وناولته الغرض الصغير.

قال انتظر ساتيك بعصير .. غاب وعاد بكوب من العصير وقدمه بنفسه لي وانأ مندهش كيف دارت الأيام من أيام الشلاليت إلى كوب عصير يقدمه بنفسه .

ثم تحدث المسئول بمرارة قائلا: " انظر إلي إنني وحيد في المنزل تخيل هذا الهاتف أتمنى أن يرن وان يتصل احد ليقول لي كيف الحال .. أتعرفني عندما كنت مسئولا كيف كانت السلطة كلها تقف على بابي .. أتعرف أن عاملا  مستخدما أعطيته ما يعادل مرتبة مدير عام .. وحتى هذا لا يتصل بي الآن !! .

يقول الموظف احد ضحايا الظلم والقهر الإداري والمحسوبية وفلان يرث وفلان لايرث " يقول:" والله لم اشمت ولكن حزنت عليه لأنه لم يرحم نفسه من يوم كهذا في الدنيا لم يترك أحدا يذكره بخير طغى وتجبر وافترى على خلق الله ".

قصة فيها عبر لكل من وصل لموقع المسؤولية ولم يرحم نفسه من يوم كهذا وما عند الله أعظم  ولكل من ظلم وأخذته العزة بالإثم فظن الظالم أن الله لن يقدر عليه .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف