الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هالات الألوان بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2014-04-24
هالات الألوان  بقلم: حسين أحمد سليم
هالات الألوان


بقلم: حسين أحمد سليم


أتفكّر كثيرا في كنه الأشعّة الذّبذبيّة اللّونية, تصبغ معالم الأشياء في عناصر الحياة, أبحر طويلا في سرّ نيترونات وبروتينات الذّرّات, الّتي تتكّون منها منظومة الألوان, توشّي تفاصيل مظاهر الوجود الإنسانيّ, اللّغز القديم الحائر, الّذي يحرّض الوعي الباطنيّ في كينونة الإنسان, لخوض غمار الصّفات الخاصّة, الّتي تتميّز بها الألوان, ومدى إنعكاساتها في الهالة الأثيريّة التّكوين, الّتي تظهر ألوان الأجسام الباطنيّة, من خلال شاشة الأجسام الأثيريّة, في صفات وخصائص, في مميّزات ومشاعر, في أفكار ومستويات وعي, وفي الكثير الكثير من سيّالات التّكوين الشّفيف للإجسام, في نورانيّة الوعي الباطنيّ...

لون معيّن من منظومة الألوان, ترتاح له الرّؤية البصريّة دون سائر الألوان, لون مختار آخر تنسجم معه النّفس البشريّة, ولا تنسجم مع غيره من الألوان... ذوق شخصيّ خاصّ, أو مزاج يتمتّع به فرد ما, وتتفاوت الأذواق بين شخص وآخر, وتتمايز الأمزجة بين فرد وفرد, كلّ يرتكز إلى مصدر ما, وكلّ يرجع الأمر إلى سرّ دفين... الإنسان يحبّ الألوان بالفطرة, يعشق أطيافها, يمتّع نظره بها, يبتكر من مزجها ألوانا أخرى, يهوى خلق ألوان جديدة, يحفزّه الشّوق المستهام للخلق والإبداع, يلجأ إلى الألوان أحيانا وأحيانا, لجوءه للطّبيعة الخلابة طلبا للرّاحة والهدوء... وما زال في الزّمان والمكان يتذوّق الألوان, يهيم في تداخلاتها سورياليّة وتجريدا وإنطباعيّا, يتواصل بها ومعها عبر ذلك الخيط الشّفيف, الرّابط بين مكنونات النّفس البشريّة, المحكومة بالوعي الباطنيّ الدّفين, وتلك السيّالات الطّيفيّة المنشطرة من قلب اللّون الواحد, لتؤلّف منظومة الألوان الأساس, لتعود متفاعلة متناغمة فيما بينها ثنائيّا ومجموعة, لتنشطر مرّات ومرّات مؤلّفة ألوان الحياة في كون الله...

ألوان وألوان تتجسّد في كلّ الأشياء في كلّ مكان وزمان, تعكس ذبذبات رؤى الجمال لترفل العيون ومض الإشعاعات... ومشاهد مشاهد تضجّ بالألوان المشبّعة الصّارخة, يسمّونها حارّة ألوان الحياة, لتنتفض عندها النّفوس تضجّ بالنشاط وتعتلج بالحركة وتتوالد بالطّاقة... ولوحات لوحات تتّشح بألوان يسمّونها باردة, ألوان توحي بالهدأة وتعكس السّكينة... ومناظر تتفتّق من مناظر أخرى أحاديّة اللّون, أو في لونها تختصر كل الألوان, وألوان باهتة الومض, باهتة ترسم الحزن في مظاهرها, تتكامل بها مشهديّات الزّمان في المكان... وألوان تتماذج بالألوان تتوالد منها ألوان وألوان, تحرّض الدّفائن في المكنونات البشريّة ويفاضل بينها الإنسان, في إهتزازات نتاج مجسّات رؤيسات المشاعر المتناغمة مع حركة إشعاعات الإبصار...

ترى, أخصائص ذبذبات إشعاعات الألوان, ترسم في البعد الباطنيّ للإنسان؟!... أم ترى, ثورة الفكر البشريّ العصريّ, تتفتّق عولمة عن فلسفة أخرى, تعتمد القياس في مؤثّرات ومميّزات خصائص الألوان؟!... أم ترى, علاقة في سيّالات روحيّة شفيفة, من نوع آخر لا عهد لنا بها, قائمة بين الألوان والنّفس البشريّة, لها التّأثير الفاعل حيث هي قائمة في الكيان, وكامنة في مكوّنات الأجسام الباطنيّة الخفيّة عند الإنسان؟!... نقطة المعرفة الذّاتيّة, تتمحور في سمت العلم النّبيل, لتثقيف النّفس بالجوهر, وتوظيف المقدّرات والوعي والإدراك, لتستفيد النّفس من سبر الأغوار الكامنة فيها, مشكّلة في أبعادها إمتدادات منظومة أطياف الألوان...

مسارات الدّروب الباطنيّة, إلهامات شفيفة تتواصل معنا عبر النّفس, والطّريق إلى النّفس ليست ممهّدة للسّلوك في مساراتها, والوصول إلى إكتشافات مكنونات الذّات ليست بالأمر اليسير... فالنّفس الأمّارة بكلّ الأشياء, معقودة الشّفافيّة بالتّرقّي, والتّرقّي لا يتأتّى عن طريق كثافة عناصر مادّة الأشياء... وسلوك الدّرب السّويّ إلماما بعالم أطياف الألوان, وتعمّقا فلسفيّا ثقافيّا, في مدى التّأثير البالغ في تكوين الشّخصيّة, خطوات معدودات في مسارات الدّروب الأخرى, باطنيّة الإعتقاد على ذمّة التّفكّر بالوجود, لريادة مراحل العلم والمعرفة والتّطبيق, من أجل التّطور الإنسانيّ في مسارات الوعيّ الباطنيّ, قبل التّطور في مظاهر الوعي بعناصر مادة الأشياء...

فلسفة الوعي الباطنيّ في معرفة كنه منظومة أطياف الألوان, ومضات تفكّر في البعد الآخر, الممتدّ إلى أبعد من حدود المكان والزّمان, لخلق حرّيّة إنارة الفكر بإشعاعات الوعي... لتوكيد الإنتباه إلى مدى التّأثير, جسدا ونفسا وفكرا, بذبذبات ومضات إشعاعات الألوان, في مجسّات أجهزة الأحاسيس والمشاعر عند الإنسان... الكامن قدرا في ذلك البعد الباطنيّ الشّفيف, الّذي يحتضن جوهر الحقيقة بين ثناياه, فالحقيقة الجوهر لا تدركها شبكية الرّؤية في الأبصار, بل تبقى كامنة في تلك الأبعاد الخفيّة, الّتي لا تدركها إلاّ البصيرة, من زاوية منظور التّأمّل في تلك الآفاق اللاّمنظورة... ونتائج التّفكّر في كنه منظومة أطياف الألوان, كما التّفكّر كيف تطوي أوراق الزّهر في خفاياها شذا عابقا, لا يضوع إلاّ متى تفتّحت تلك الوريقات وتفتّقت الأكمام مع الأيام...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف