أُفكّرُ في الطفلِ
عيسى الرومي – فلسطين
أُفكّرُ في الطفلِ : كيفَ ، وفيمَ يُفكّرْ ؟
وكيف يُكسّرُ بينَ يديّ القصيدَ ، وَيَجْبُرْ ؟
أُفكرُ : كيفَ ينامُ ، ويسهرْ ؟
وينمو ويكبرْ ؟
أُفكرُ :كيفَ يهزُّ مداري ، ويهزأُ مني ، ويسخرْ ؟
أفكرُ : أسْودُّ . يسْودُّ حولي الضياءُ
ويبقى ، كما كانَ ، أخضرْ ؟
أفكرُ في الطفلِ : كيف يُبخّرني منْ دمي ، ويُقطّرني ، ويُقيمُ منَ العشْقِ للروح مطهرْ ؟
*
سريعاً . سريعاً صَغرْتُ . اخْتفى شاربيّ . قَصُرْتُ . نحفتُ . اسْتعاد المدادُ سُيولَـتَهُ ونضارتَهُ . صِرْتُ أعثُرُ في مِشْيتي . وثلاثينَ عاماً وخمسَ سنينٍ طويتُ بطرفةِ عينٍ.…وها أنا أرضى بحبةِ سكرْ
وقُبْلَةِ زعترْ
وأُرْجوحتي بين نجمين ، مثلي ، ترى وأرى للبساتينِ وَرْدا ، وللوَرْدِ خدّا، وللخدّ نهداً ونهدا . وبينهما كانتِ الأرضُ مهداً لروحي . وكانتْ أصابعُ أُمّي تُؤَرْجِحُني في الفضاءِ / الهديلِ / السلامِ / الرّضى….ويدٌ فوقها تترفّقُ بي وبها ، وتَـمُدُّ المودةَ مدّا ، وفاض النعاسُ رحيقاً وشَهْدا
*
وكنتُ قريباً منَ الكشفِ . أَذْكُرُ أني ؛ كأني دُعيتُ ، ونُوديتُ : إنّ اللغاتِ تخونُ . وإنّ اللغاتِ ، هنا ، خائنةْ
*
طويتُ إليهِ ، وما قدْ طَوَيْتُ طواه إليّ .…يُفكرُ : كيفَ وفيمَ أُفكرْ ؟
وكيف أنامُ ، وأسهرْ ؟
وأَبْقى ، كما كنتُ ، أزرقَ أصفرْ ؟
*
وكان قريباً منَ الكشفِ ، مثلي ، ونوديَ : إنّ اللغاتِ ، هنا ، خائنةْ
• من ديوان ( قربات كأشجان الحفيف )
عيسى الرومي – فلسطين
أُفكّرُ في الطفلِ : كيفَ ، وفيمَ يُفكّرْ ؟
وكيف يُكسّرُ بينَ يديّ القصيدَ ، وَيَجْبُرْ ؟
أُفكرُ : كيفَ ينامُ ، ويسهرْ ؟
وينمو ويكبرْ ؟
أُفكرُ :كيفَ يهزُّ مداري ، ويهزأُ مني ، ويسخرْ ؟
أفكرُ : أسْودُّ . يسْودُّ حولي الضياءُ
ويبقى ، كما كانَ ، أخضرْ ؟
أفكرُ في الطفلِ : كيف يُبخّرني منْ دمي ، ويُقطّرني ، ويُقيمُ منَ العشْقِ للروح مطهرْ ؟
*
سريعاً . سريعاً صَغرْتُ . اخْتفى شاربيّ . قَصُرْتُ . نحفتُ . اسْتعاد المدادُ سُيولَـتَهُ ونضارتَهُ . صِرْتُ أعثُرُ في مِشْيتي . وثلاثينَ عاماً وخمسَ سنينٍ طويتُ بطرفةِ عينٍ.…وها أنا أرضى بحبةِ سكرْ
وقُبْلَةِ زعترْ
وأُرْجوحتي بين نجمين ، مثلي ، ترى وأرى للبساتينِ وَرْدا ، وللوَرْدِ خدّا، وللخدّ نهداً ونهدا . وبينهما كانتِ الأرضُ مهداً لروحي . وكانتْ أصابعُ أُمّي تُؤَرْجِحُني في الفضاءِ / الهديلِ / السلامِ / الرّضى….ويدٌ فوقها تترفّقُ بي وبها ، وتَـمُدُّ المودةَ مدّا ، وفاض النعاسُ رحيقاً وشَهْدا
*
وكنتُ قريباً منَ الكشفِ . أَذْكُرُ أني ؛ كأني دُعيتُ ، ونُوديتُ : إنّ اللغاتِ تخونُ . وإنّ اللغاتِ ، هنا ، خائنةْ
*
طويتُ إليهِ ، وما قدْ طَوَيْتُ طواه إليّ .…يُفكرُ : كيفَ وفيمَ أُفكرْ ؟
وكيف أنامُ ، وأسهرْ ؟
وأَبْقى ، كما كنتُ ، أزرقَ أصفرْ ؟
*
وكان قريباً منَ الكشفِ ، مثلي ، ونوديَ : إنّ اللغاتِ ، هنا ، خائنةْ
• من ديوان ( قربات كأشجان الحفيف )