الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غابريل غارسيا ذو مئةعام من العزلة أمهلته الدنيا 87عاما.!بقلم:أحمد إبراهيم

تاريخ النشر : 2014-04-24
غابريل غارسيا ذو مئةعام من العزلة أمهلته الدنيا 87عاما.!بقلم:أحمد إبراهيم
ولد في كولومبيا وعاش في المكسيك .. فحرص الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو ونظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس معاً على وداعه معاً .. ثم وأقامتا الدولتان المكسيك وكولومبيا معاً مراسم تأبين رسمية لأعظم كاتب باللغة الأسبانية الروائي الراحل غابريل غارسيا ماركيز الذي توفي يوم الخميس الماضي بمكسيك ستي عن 87 عاما

وكما إعتاد البريطانيون إلى اليوم أن يؤكدوا للعالم أن شكسبير لنا، كذلك أراد المكسيكيون والكولمبيون من اليوم ان يؤكدوا للعالم من جديد ان غابريل لنا .. حيث الدولتان إحتظنته إحداهما مسقطاً لرأسه لمدة 57 سنة، واستقبلته الأخرى منبتاً لقلمه لأكثر من ثلاثة عقود .. فكانت من جانب له جنازة حقيقية بمكسيك تشاطرها زوجته مرسيديس بارتشا وابنائه رودريغو وغونزالوا في الموكب الجنائزي يدفعها الآلآف من عشاق الكاتب الراحل.

ومن جانب آخر جنازة رمزية بكولومبو حيث ولد فيها وإن هاجرها عضام الجسد، فإنه لم يهاجرها عطاء الفكر .. ولكن على الجانب الثالث سؤال سيبقى يفرض نفسه: (ترى ماذا ترك غابريل لورثته.؟ أهي أراضي وأبراج ودولارات..؟)

وبأفتراضية أنها بالهكتارات والمليارات، ترى ماحجم الحلقة المستفيدة منها إن انصفوا التوزيع .. أم أنه لم يترك لهم غير مداد قلمه الذي إن كان ظل يستمد الحبر المائي والزيتي الى الامس القريب، فإنه سيبقى يستمد الحبر الرقمي الكهرومغناطيسي الى ما لانهاية .. لتتسع حلقة الورثة بإتساع رقعة الكون وتعدد الشعوب واللغات التي ترجم إليها بملايين النسخ .. وستبقى مطبوعاته تتواصل وتتناسل وهو تحت التراب مدفون.!

رغم اني مدمن القراءة، إلا أني لم اقرأ الكثير للكاتب الكولمبي المكسيكي غابرييل غارسيا ماركيز إلا قصة الموت المعلن، عندما علمت من فتاة كولومبية من اصل فلسطينية تقول انها قصة فلسطين، وصدفة غريبة ان غابريل غارسيا صاحب رسالة غامضة عن فلسطين عنوانها (قصة موت معلن)، قد أودع الدنيا يوم الثلاثاء، وبعده بيوم واحد أقبل الفلسيطنيون يوم الأربعاء على جديد المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح لوضع آليات تشكيل حكومة موحدة وإجراء إنتخابات..!

لكننا في زمن لاتنقصه دوىّ الإنتخابات، وما أكثرها تُدوّى في الوطن الحبيب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، فليس إجراء الإنتخابات هى مشكلتنا وحلولها، وما أكثرها الحكومات المنتخبة بلا منازع، والقيادات المزعومة بانها منتخبة بـ:99.99% من الأصوات، إلا الواقع ظل يعكس الآية كلما أتيحت لتلك الأصوات ان تتنفس صعداء بعيدا عن السلاسل والأسوار.

ومن الانتخابات المرجوّة في الوطن الكبير، ان نصوت لأقلام الأحرار الاحياء منهم والأموات، فإن لنا من الروائيين والكتاب بالضاد اضعاف ما كان لمكسيك وكولمبو، إلا أن الكاتب العربي لم يعد جنازته تمشي ويمشي خلفه كالسابق الرؤساء والوزراء .. اللهم الا الدورايش المهمشون والاطفال الذين سمعوا باسمه ولم يقرأوا له، او قرأوه ولم يفهموه، فأعتبروه مخلوقا من كوكب آخر ظلّ كلامه خارج الفهم والمنال.!

لاندري كم كاتب روائي عربي يفوق عقله اضعاف جابريل غارسيا، ينام مفترشا الآرصفة بين الدجلة والنيل والفرات، وتحت وسادته مسودات لم تر النور وقد تبق يسكنها الغبار الا ان تدفن معه .. ترى من لديه إحصائية عن الروائيين بين دمشق وبغداد وصنعاء والقاهرة قتلتهم رصاصة الغدر والتفجيرات، ومخطوطاتهم لو قدرت لها الأضواء لسرقت أضواء الأقاليم والقارات.
نحن بحاجة لروائيي الحب في زمن العداوات، فليأت غابريلُ لغةِ الضاد بترانيم الحب، يزرع برواياته الحب بيننا وبين الوطن دون الحدود والسدود، ويزرع الحب لمن حولنا من الخليج الى المحيط .. إننا نحتاج لهذا الروائي في عصر إنتشر فيه الكراهية والحقد والبغضاء، نريد روايات تعلمنا كيف نهجر العدوات ونبني الصداقات، روايات تحول الديناميت والمتفجرات والاحزمة الناسفة الى باقات وردٍ يهديها العربي لإبن عمه العربي والمسلم لأخيه المسلم القادم والراحل في ربوع الوطن الكبير، دون فتاوي التكفير وزلازل التفجير.!

ترى هل سيأتي ذلك الروائي الذي يأخذ بهذه الشمعة الصغيرة، شمعة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، لتحولها الى شمس مشرقة تشرق بالصلح الدائم على كل الفلسطينين وكل السوريين وكل العراقيين وكل اليمنيين وكل الليبيين واليمنيين والمصريين وغيرهم بلا إستثناء..؟

دعونا ننتظر غابريل العرب، لعله المهدي المنتظر الذي يحول يومنا ليوم جميل، يغيث ملهوفٍاً بفصل من رواياته، و يكسو عرياناً ببعض من صفحاته، ويهدي حائراً ببعض كلماته، ويمسح دمعة بائسٍ بفرشاته، ويقف بجوار المظلوم ولو بعكازاته، وكل ذلك لإيقاف النزيف العربي الإسلامي بكل عطائاته.

فلنتفائل .. إذ تفائلوا بالخير تجدوه ذلك الروائي المرجوّ المأمول .. لا هذا المأجور المشلول.!

أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف