الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اكتشافات الغاز في شرق المتوسط تعيد ترتيب المنطقة بقلم:هنا الطريفي

تاريخ النشر : 2014-04-24
اكتشافات الغاز في شرق المتوسط تعيد ترتيب المنطقة  

أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن عند التفكير بما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الرغم من محاولة بعض الأطراف الإقليمية والدولية حصر ما يحصل في إطار ضيق لا يتعدى مساحة كل دولة، ,, إلا أن المخطط أكبر من ذلك بكثير ، ,,,
إنه خط الإقتصاد العالمي الذي يربط الشرق الأقصى بالأوسط وصولا إلى ضفاف أوروبا، إنه أساس الأزمة التي نعيشها اليوم... إنها "الحرب على خط العرض 33" وسورية هي المفتاح...

ف الدول التي احتلتها أميركا والأخرى التي تسعى إلى محاصرتها وتقسيمها، أي أفغانستان وإيران والعراق وسورية، بالإضافة إلى صديقتها باكستان، تقع في منتصف "المنطقة الأميركية الوسطى"، والأهم من ذلك وقوعها على خط "طريق الحرير" في العصور الغابرة و "خط العرض 33" في الاستراتيجية الاميركية للقرن 21خط العرض هذا مفتاحه سورية يمر في العاصمة طهران وينتهي في بكين عاصمة الصين كما يعزل روسيا ويفككها جغرافيا واقتصادياً،،

لكي نستطيع الكشف عن مخطط الولايات المتحدة للسيطرة على ما يسمى "المنطقة الأميركية الوسطى" بشكل كامل، لا بد لي من شرح الأهمية الإستراتيجية لـ"خط العرض 33" الذي يمر في أكثر الأماكن حساسية في هذه المنطقة، والذي نذكّر بأنه التسمية الحديثة لـ"طريق الحرير" في الإستراتيجية الأميركية للقرن 21,,,
ماسمي بخط الحرير كان هو طريق التجارة الرئيسي والأهم في العالم والذي جرت على محوره أهم التبادلات التجارية التي ازدهرت بين الحضارات الواقعة على هذا الطريق، ولم يتعلق الأمر بالتجارة فقط ، فهذا الطريق كان سببا رئيساً للتبادل الثقافي والديني بين الشعوب الواقعة عليه، ومن ثم فهو المدخل لفهم الطبيعة التي حكمت العلاقات الدولية في ذلك العصر,,
طريق الحرير الجديد "خط العرض 33" لا يشكل بالضرورة دربا للقوافل التجارية ولكنه يماثل أهمية الخط القديم في كونه شريان الطاقة الرئيسي في العالم، فهذا الخط الذي لا يختلف كثيرا عن الخط القديم هو خط إمدادات الطاقة والنفوذ بدءاً من الصين ومرورا بحدود الهند ووسط آسيا وإيران وانتهاءاً بالمنطقة العربية وأوروبا. وكما حاول الإسبان الإلتفاف على العرب في زمن غابر، حاول الأوروبيون في السنوات الأخيرة اتباع المخطط نفسه مع روسيا والتخلص من حاجتهم لها لتأمين الغاز للقارة العجوز، فمنذ ظهور الخلافات الروسية ـ الاميركية في اوكرانية والتي ترجمت في بداية العام 2009 بوقف موسكو إمدادات الغاز عن أوروبا، بدأ الأوروبيون بالعمل على مخطط جديد يسمح لهم بالالتفاف حول امدادات الغاز الروسي، وجاء تطبيق هذا الأمر في تموز 2009 من خلال التوقيع في أنقرة على اتفاقية مشروع خط أنابيب "نابوكو" (Nabucco) لنقل الغاز من آسيا الوسطى والمنطقة العربية مرورا بتركيا ونحو عمق الاتحاد الأوروبي، وقد أطلق القادة الأوروبيون عليه "مشروع القرن" ودعمته الولايات المتحدة، إلا أن موسكو وصفته بأنه "مشروع معادي لروسيا".,,
تركمانستان ، التي تملك رابع أكبر احتياطي من الغاز في العالم، واجت ضغوطا روسية تسببت في تراجع تركمانستان ودول وسط آسيا عن انضمامهم للمشروع وهي جارة روسيا ودولة منغلقة جغرافياً ولا تطل على أي بحر مفتوح، ولذلك عليها أن تمرر تجارتها وغازها عبر روسيا، ولكنها تطل على بحر قزوين المغلق، بل أن أكبر حقول الغاز فيها تقع بالقرب من ساحل قزوين، وفكرة خط "نابوكو" هي تمرير خط أنابيب عبر قزوين يحمل غاز تركمانستان إلى أذربيجان ومنها إلى خط أنابيب "نابوكو". ولكن برز خلاف سياسي - قانوني مستعصي على الحل بين الدول المطلة على قزوين فيما إذا كان المسطح المائي هو بحر فتتقاسم الدول المحيطة به مياهه وثرواته حسب طول شواطئها أم أنه بحيرة فيتم تقاسمه بالتساوي. فكل من تركمنستان وأذربيجان تصران على أنه بحر، وبالتالي فلا حق لأي دولة أخرى مطلة على البحر في حقول النفط والغاز على شواطئ تلك الدولتين. أما روسيا فترى أنه بحيرة متجددة بمياه أنهار الڤولكا وغيره، عدا عن سيطرتها العسكرية الكاملة على البحر، الأمر الذي يجعل من المستحيل ليس فقط إنشاء خط أنابيب الغاز عبر قزوين، بل تطوير تركمنستان أو أذربيجان لأية حقول غاز على سواحله، وبالتالي اختفى المصدر الأساسي للغاز لمشروع "نابوكو,,
ومع تيقن مخططي المشروع إلى استحالة مشاركة تركمانستان فيه، اتجه التفكير إلى مصادر بديلة، وأيسر تلك البدائل هو غاز أذربيجان، إلا أن كل غاز أذربيجان قد تم بيعه بالكامل لتغذية خط أنابيب تركيا-اليونان-إيطاليا، ومرحلته التالية لن تأتي إلا بعد سنة من تاريخ الافتتاح المزمع لخط "نابوكو" والذي تأجل للعام 2017، وحتى حينئذ فقد تبيع أذربيجان هذا الغاز لروسيا.

بعد أذربيجان تأتي صاحبة ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم، أي إيران، إلا أن التزام الاتحاد الاوروبي بعقوبات الأمم المتحدة على إيران يستبعدها كمصدر. وحتى لو لم تستبعدها العقوبات فالعلاقات الإيرانية-الروسية كفيلة بحجب الغاز الإيراني عن الأوروبيين والأميركيين، وهذا ما حدث فعلاً. أما أوزبكستان فلديها احتياطي قدره 1,8 بليون متر مكعب من الغاز إلا أنها وقعت عقداً في كانون الأول 2008 لبيع كامل انتاجها من الغاز لروسيا لمدة 10 سنوات.

وأمام هذا الواقع المعقد، لم يعد أمام الغرب الأطلسي حلاً إلا السيطرة على(( خط العرض 33 )) بشكل كامل، فكلنا نعلم أن أغلب الحروب التي شنتها أميركا وأوروبا كان هدفها الأساسي السيطرة على النفط ومشتقاته، وهذا ما ظهر جليا عند احتلالهم العراق وأفغانستان. وعدا عن ذلك فإن المتضرر الأكبر من الفوضى في الشرق الأوسط هو الشرق الأقصى وفي المقدمة الصين والهند اللتان تعتبران أكبر مستهلكتين للنفط والغاز مستقبلا في مقابل المستهلك القديم المتمثل بأوروبا والولايات المتحدة. فغدا خط العرض 33 مدار صراع حقيقي في العصر الحديث يماثل الصراع على خط الحرير القديم، لكنه أكثر حماوة، وخسائره تقدر ببليارات الدولارات، خاصة وأن اللاعبين على مسرح الأحداث في النظام العالمي هم اليوم أكثر قوّة وعدداً ... لكن الصراع لم يعد صراعاً... بل تحول إلى حروب مستترة على خط العرض 33 .. والغاز هو الهدف.,,,وهذا يفسر لماذا الحرب على سوريا ولماذا قطر تتصدر اللاعبين في معسكر دعم المعارضة عسكريا إضافة لمشروع تقسيم سوريا مستقبلا ,,,,, الحروب الحالية هي الصورة الأخرى لحروب الخليج حول النفط ,,,,, رائحة الغاز تنبعث بصورة جلية خاصة مع وجود الإكتشافات الحديثة في شرق المتوسط ,,
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف