الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اشتراكيــــة عبــــد الناصــــر 00 والحكومــــة المدنيــــة !بقلم:د.عبد العزيز أبو مندور

تاريخ النشر : 2014-04-23
اشتراكيــــة عبــــد الناصــــر 00 والحكومــــة المدنيــــة 00 !
ــــــــــــــــــ
دكتور / عبد العزيز أبو مندور
000
عموما ، فالمصريون كغيرهم من العرب لا يحافظون على مكاسبهم التى انتزعوها بعرق السنين 00 فرغم التضحايات الكبار لرجال نعدهم من الأبطال 00 وهم فى تاريخنا كثير 00 إلا أننا بعدها 00 نفقد ما حققناه على طريقة السبهللة 00 ففى كل مرة نرجع بخفي حنين 00 !

لقد أعلن عبد الناصر القوانين الإشتراكية عام 1961م فكانت مع غباء صديقه ونائبه فى سوريا المشير عبد الحكيم عامر من أسباب القضاء على ما يسمى بالوحدة العربية بين مصر وسوريا التى وقعها مع شكرى القوتلي عام 1958م 00 وكنت دائما أقول لصديقى السوري الدكتور أحمد وهبه أن الرئيس القوتلي استغل طموح عبد الناصر السياسي 00 وحماسة الشباب 00 فى انقاذ سوريا من الافلاس 00 وكان ذلك يغضب صاحبى 00 فقط كان ينظر إليّ دون رد 00 لا بالسلب ولا بالإيجاب00 !

ولعل ذلك وغيره من وراء استرجاع شريط الماضى 00 وتذكرت هذه القصة 00 !

قصة شاب عصامي بدأ مشواره كمهندس وشق طريقة إلى النجاح حتى أصبح من كبار رجال الأعمال فى مصر دون أن يكون عبئا على أحد مع أن أبيه قبل ثورة 23يوليو 1952م كان من أكبر أثرياء المركز 00 وكما سمعت كان رجلا أميا لا يكتب 00 إلا أنه كان قد حصل على الباكوية من النظام الملكي 00 ناهيك عن عضويته لمجلس الشيوخ ، 00 ومع ذلك كله كان محبوبا من الناس00 لا لشيء إلا لرعايته للفقراء00 حتى أبناؤه 00 لم نسمع أن أحدهم أساء لأهل القرية من قريب أو من بعيد 00 وفيما يبدو أن الرجل لم يميز بين أبنائه فى شيئ 00 إلا أن المهندس الشاب وهو واحد من أربعة كان طموحه يسبق رغبته 00 فلم ينشغل بما شغل به إخوانه من ترف ومتع الحياة الميسرة لهم 00 000 فثراء والدهم كان يحقق لهم ما يردون بلا عناء 00 00 من ركوب السيارات الفارهة 00 وبناء الفلات الجميلة 00 وغير ذلك مما لا يحلم به أحد من أمثالنا نحن أبناء الطبقة المتوسطة 00 ولكن المهندس الشباب لم يعتمد على ثروة أبيه ومركزة كما كان إخوانه 00 كان يخالفهم فى كل شيء 00 فى الملبس 00 والمظهر 00 وأهم من ذلك معرفته بنفسه 00 وقدراته 00 وطموحاته 00 فلم يكلف أباه شيئا طيلة مسيرته التعليمية والعملية 00 فقد عمل بعد تخرجه مهندسا فى شركات المليونير الكبير عبود 00 فلم يكن فى مصر فى ذلك الزمان مليونيرات إلا عبود 00 و منافسه الكبير 00 أبورجيله 00 وكان عبود رجلا عصاميا 00 00 فهو كما قال عنه إحسان عبد القدوس : كان بمثابة القدوة والمثل الأعلى عند من يريدون اقتحام عالم المال والأعمال00 فهو قائد النهضة الاقتصادية 00 ورائد فى عملية التمصير التى تمثل مطلباً وطنياً لمواجهة احتكار النفوذ الأجنبى00!
إنه عبود باشا 00 ابن باب الشعرية.!

وانهارت إمبراطورية عبود بعد ثورة 23 يوليو 1952م تلك التى شيدها فى عقود متتالية 00 انهارت فى لحظات خاطفة كما انهارت شركات ومؤسسات اقتصادية كبرى لأمثاله من رجال الأعمال الجادين 00

ومضت الأيام 00 ولم تشهد مصر رجالا من أمثال عبود وأبو رجيله إلا ما ندر 00 فقد سيطر على اقتصادها اليوم مجموعة من اللصوص والمليارديرات من غاصبى الأراضى 00 وناهبي الثروات الطبيعية 00 و سراق المال العام 00 !

ولم يعد للشعب المصري من يعوله 00 فحاله كما يقولون لا يسر عدو ولا حبيب 00 فلقد عادت مصر اليوم كما كان يسميها عبد الناصر ( مجتمع النصف فى الميه )00 بل أسوأ 00 أسوأ 00 لا لشيء إلا أننا فى الفترة الناصرية كنا على يقظة تامة كمتعلمين ومثقفين 00 فقد حاربنا الفساد 00 وطالبنا بالإصلاح 00 وانتقدنا السلطة فى عز دارها 00 ووقفنا أمام قادتها نصدح بذلك 00 وتعالت الأصوات تفضح منظري النظام 00 فقد وصف بأنه أكبر مروج للبضاعة المغشوشة بمصر 00 سمعت ذلك فى عقر دار العلمانيين واليساريين بمؤسسة روز- اليوسف 00 ؟!

المهم أن المهندس الشاب أعجبت به فيما تقول القصة بنت المليونير ، فساعدته أن يحصل على مقاولات من الباطن 00 ومضى يشق طريقة فى مجال المقاولات ، فلم يكن يشعر أنه أقل من أبيها 00 كان طموحا 00 وظهر ذلك فى خطته وسيرته 00 فلما أن ظهر البترول فى دولة الكويت 00 فتح له المجال الرحب لتحقيق أحلامه الكبار هو وأمثاله من المهندسين الشبان 00 فسافر هو وصديق له من مدينة المحمودية 000 وقد حصدا من المال الكثير 00 فعادا وأنشأنا شركة مقولات باسميهما 00 وكان أبيه فى ذلك الوقت قد استدان من بنوك التسليف ما يهدد أملاكه 00 فلما عاد المهندس الشاب كان من بين إنجازاته أيضا00 أن فك الرهن 00 وأنقذ أبيه من الإفلاس00 بل كانت لصداقته بمحافظ كفر الشيخ آن ذاك 00 والذى كان قبلها كما سمعنا أمين سر ثورة يوليو 1952م 00 كانت صداقته له عاملا كبيرا فى الإفلات من قانون الإصلاح الزراعي 00 فقد ساعد أبيه فى أن يوزع الأراضي الزراعية على إخوانه 00 وساعد عمه كذلك 00 وهى ذات الخطة التى أفلت بها أيضا من لهم حظوة وشوكة عند رجال ثورة يوليو 1952م 00 !

وهذا من ضمن الأسباب التي تدعم رفضنا للثورات والانقلابات فى عالمنا العربي 00 فكل من ساعد فيها له مطامع 00 إما أن يحصل عليها 00 ذلك إن كانت له حظوة 00 رجلا كان أو امرأة 00 وإما أن يطيح به الحاكم الجديد المتربع على كرسى المزين 00 أقصد كرسى السلطة 00 يطيح به فى أقرب فرصة متاحة 00 أو حتى غير متاحة 00 فسيناريوهات الغدر كلها متاحة 00 والمتآمرون من خدم السلطان على قفى من يشيل 00 إما كراهية وحقدا 00 أو طمعا وحسدا 00 !

ونعود إلى قصتنا 00 فما هى إلا سنة وأخرى حتى أعلن جمال عبد الناصر القوانين الاشتراكية عام 1961م 00 ووجد المهندس الشاب نفسه بعدما كان صاحب عمل ورئيسا لمجلس إدارة شركة مقاولات 00 ليست صغيرة 00 وجد شركته قد أممت 00 وأنه عزل من رئاستها 00 وتم تعينه مديرا فنيا لها00 ربما زرا للرماد فى العيون كم يقولون 00 وعين عبد الناصر واحدا من العسكريين رئيسا لمجلس إدارتها بدلا من المهندس الشاب 00 !

ولكن – دولاب العمل بالشركة توقف تماما 00 بسبب الرجل العسكري 00 بسبب عدم معرفته بإدارة الأعمال 00 ولأنه ليس له خبرة فى إدارة الأعمال 00 كان يرفض التوقيع على الشيكات 00 والمستخلصات 00 فهو لا يستطيع أن يفهم مثلا كيف أن مقاول التراب يمكن أن يصرف له ثمن التراب آلاف الجنيهات 00 فتوقف دولاب العمل 00 لأن المقاولين لا تصرف لهم مستحقاتهم 00 كيف يوقع على تلك المبالغ الضخمة 00 إنه حتى لم يسمع بها من قبل 00 لقد كان أقصى ما يتقاضاه فى ذلك الوقت مثلا مائة جنيه 00 أو مائتين 00 أقصد قبل أن يجلس فى كرسى رئاسة شركة أعمال وأموال 00 ؟

ولم تجد الحكومة فى نظام عبد الناصر بدا من إعادة المهندس الشاب إلى منصبه رئيسا للشركة 00 فعاد دولاب العمل ينشط من جديد 00 فما إن أعاد للشركة عافيتها 00 حتى عادت ريمه لعادتها القديمة 00 وعين عسكريا آخر مكانه رئيسا للشركة 00 وأعيد المهندس الشاب إلى عمله مديرا فنيا 00 !

هنا أدرك المهندس الشاب أن النظام قد سرق ثروته 00 وها هو يسرق خبرته وجهده 00 فلا بد من حل يعيد الوضع إلى نصابه الطبيعي 00 ويعيد الحق لأصحابه 00 فما إن حدث للشركة كما حدث فى المرتين السابقتين حتى أعادوه رئيسا لمجس الإدارة 00 فلم يفكر طويلا 00 وبدأ يعطى العمليات إلى مقاولين من الباطن 00 فخبرته كانت فى ذلك قديمة 00 فأخرج ماله من الشركة برفق دون ضوضاء 00 أو جلبه 00 أو صراخ 00 أو معتقلات 00 أو اتهامات 00 أو دم 00 وترك الشركة خواء 00 فقط حيطان لا سقف لها 00 !

وقد رآه البعض بعد ذلك 00 بعد هزيمة عبد الناصر البشعة فى 5 يونيو 1967م ، رآه يقف بصالة الانتظار بجمرك الإسكندرية 00 كان فى انتظار استخلاص سيارات نقل كبرى كان قد استوردها من ألمانيا 00 ومن رآه قال إنه كان واقفا فى ميناء الإسكندرية البحري 00 وكان بيده راديو ترانزيستور 00 كان قد اشتراه من أحد ركاب السفينة القادمين بسبعة جنيهات 00 وقام يعرضه للبيع 00 00 فاشتراه أحدهم منه بستة جنيهات ونصف 00 فلما قيل له فى ذلك قال : لا أحب أن أنتظر هكذا دون عمل 00 فالإنسان بلا عمل لا بد واقع فى الملل00 والأيد البطالة عالة00 ! 000 أما مسألة المكسب والخسارة فتلك لعبة التجارة 00 فلا يعقل أن تكون التجارة ربحا على طول الخط 00 فذلك يؤدى إلى التخمة 00 والسآمة والملل أيضا 00ويفقد الانسان طموحه 00

كانت أيام 000000!

لا شك أن مثل هذا كلام لا يصدقه ولا يعمل به من يسمون أنفسهم رجال أعمال فى أيامنا هذه 00 إنهم لصوص 00 واسألوا عنهم وزارة المالية وموظفيها من الحرامية 00 ولا تصدق تلك المحاكمات الخادعة 00 فلولا أن المتهمين قد رفضوا تنفيذ ما يطلبه منهم النظام الفاسد المفسد ودولته العميقة 00 ما شاهدت أحدا منهم خلف القضبان 00!

قال الله تعالى " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " (الزلزلة : 8)
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف