الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإبداع رؤيا الفعل بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2014-04-23
الإبداع رؤيا الفعل بقلم: حسين أحمد سليم
الإبداع رؤيا الفعل


بقلم: حسين أحمد سليم


التّنشئة التّربويّة الحديثة والقويمة, المبنيّة على الأسس السّليمة والثّوابت الرّكيزة, هي المسار الصّحيح والقسطاس المستقيم بين المرسل المربّي والفرد المتلقّي, عبر الرّسالة التّربوية الموجّهة, المتبرعمة من خلال مؤسّسة تربويّة عريقة, تبذل قصارى جهدها لخلق جيل حضاري متكامل, قوام بنيان الوطن ورفعة مجده, ورؤى عنفوانه...

العمليّة التّربوية هي بالتّالي, المقياس الأفضل لتقييم مدى فعاليتها الإيجابيّة, التي تتجسّد في النّتائج المتشكّلة في صيرورة مستوى الفرد, وتحويل كينونته الفكريّة والثّقافية التّطويريّة من مرحلة إلى أخرى أرقى وأسمى مما سبق...

في البعد التحليليّ هي إنعكاسات الوعي بشكل عام, توكيدا لحالة إبداعيّة مختارة, تتوافق والرّؤى التّخاطريّة عند الفرد, في حال كانت البنية الدّاخلية سليمة الطّوايا تتكامل مع البنية الخارجيّة, لصناعة الشّخصيّة النّاجحة والمميّزة عن البقيّة, من خلال المناقب الرّاقية التي تعتبر القلب النّابض لأيّة إبداع تتفتّق عنه ذهنيّة الفرد, بعد إجتياز المراحل التّنويريّة, من خلال التّلقين التّربوي المدروس, عبر المرسل المكلّف, على قاعدة ممنهجة تتوافق ورؤى المنظومة التّربوية الحديثة, المعتمدة في المؤسّسة التّربوية...

فعل النّجاح والتّمييز الإبداعي في مسارات الفرد, والوصول إلى تسنّم ذرى الوعي, وتبوّء الدّرجات الرّفيعة, في مجريات الخدمات والعلاقات المتبادلة بين شرائح المجتمعات, يعود في الأساس إلى تلك المرحلة التي تبدأ منذ الطّفولة الثّانية للفرد, أعني بها نقطة اللقاء الأول مع أجواء جديدة, والإنتقال من الحضن الأسرويّ المنزليّ إلى الحضن التّربويّ, الذي يتعهّد تنشئة الفرد التّنشئة العلميّة والأخلاقيّة والوطنيّة, وتوجيهه لتشكيل ما يتلاءم ورؤى أحاسيسه الباطنيّة, والتي للمرسل التّربوي الدّور الأبرز في كشف النّقاب عن مكنوناتها, والعمل على تطويرها وتنميتها وصولا إلى تثبيت دعائمها في نفسيّة الفرد, للتجزّر بعمق في دواخله إرواءا لقناعاته...

الثّقافة الشّاملة, الوعي المتكامل, الرّؤى البعيدة, الإلتزام الجادّ والمسؤوليّة التّكليفيّة... ميزّات المرسل التّربويّ الموجّه لفرد ما أو مجموعة من المتلقّين في بداية المرحلة الأولى من مراحل التّنشئة التّربوية العامّة أو الخاصّة...

مجموعة من الحيثيّات هي المؤثّر الأبرز في نفسيّة المتلقّي, بحيث ترسم له الخطّ الممتدّ من نقطة الإنطلاقة الأولى, إلى نقطة الهدف الأمل المرتجى, الوامض في الخيالات في محاكاة للتطلّعات المنشودة, يسعى المتلقّي منذ البدء, إذا ما أحسن المرسل التّربوي, إختيار المنهجيّة القويمة التي تحفّز المتلقّي في عمره الأوّل, لتلقّف ما يكرز به المرسل التّربوي الموجّه...

نقطة اللقاء بين المرسل التّربوي الموجّه والمتلقّي للرّسالة التّربويّة, تعتبر همزة التّواصل بين جيلين وفكرين, جيل متمرّس بالتّجارب التّربويّة, ويحمل الكثير من الأفكار التّطويريّة والتّوجيهيّة, يسعى جاهدا لتكريسها في منظومة تربويّة معينّة, لتؤتي أكلها في حقل التّجربة عند المتلقّي... وجيل آخر هو المتلقّي صفحة بيضاء يتألّق فوقها ما يخطّه التّربويّ, فإن أخلص ووفّى لرسالته, أتت النّتيجة بالإيجاب, من خلال تجاوب وتفاعل ونجاحات المتلقّي...

المحصّلة النّهائيّة من فعل التّزاوج التّوجيهيّ بين عناصر المنظومة التّربويّة, المرسل التّربوي والرّسالة التّربوية والمؤسّسة التّربوية والمتلقّي التّربوي... هو ما نسمّيه في المنظور التّقييمي بالنّجاح, الخلاصة التي تتجسّد في النّقطة الفاصلة بين نهاية مراحل التّنشئة التّربوية بالإختبار الأخير, وتماسّها مع نقطة ولوج معترك الحياة من زاوية الحقل التّخصّصي للمتلقّي, ليمارس التّطبيقات التي تعلّمها في مراحل تنشئته التّربويّة...

القطاف في نهايات المواسم, شهادات تقدير وأوسمة تمييز وبراءات إبداعات, وجني أرباح وإستمراريّة حياة ووجوديّة للذّات... بتحقيق أحلام الأمس في رؤى الغد من خلال واقع الأمر, يجنيها الفرد في ممارساته الفعليّة ميدانيا وهو يطوي مراحل الخلق والإبداع, بعد طيّه لمراحل التلقّي التّربوي...

كما الأنبياء رسل إرشاد وتوجيه لخلاص البشريّة من سوءاتها, لملاقاة الخالق بأفضل وأحسن وأكمل الأعمال... كذلك التّربويون رسل علم ومعرفة وتربية وثقافة وحضارة... لا تقلّ مسؤوليّتهم عن تكاليف الرّسل والأنبياء إلاّ أنّهم ليسوا بأنبياء ولا رسل... إنّما مقاماتهم أعلى رتبة من مقامات البشر...

رحم الله أستاذي الأوّل القرويّ الرّيفيّ الذي حبّب إليّ الحرف والرّقم, ولقّنني بأسلوبه المميّز حروفيّات الضّاد والأرقام العربيّة والهنديّة... ورحم الله أستاذي الثّاني الذي شجّعني كثيرا وحفّزني طويلا لممارسة فعل البوح النّثري والشّعري والأدبيّ والفنّي... ورحم الله معلّمي الأوّل علّة كياني ووجودي أبي الفنّان الذي بذل كل ما بوسعه ودرّبني كيف أمسك المشق وأخطّ الحروف, وعلّمني كيف أحاكي الرّيشة وأطياف الألوان وأشكّل اللوحة... ورحم الله أستاذي الثاني الفنّان البعلبكي المبدع يحي ياغي الذي قوّم مساراتي الفنّية ودفعني لخوض غمار الفنّ التّشكيليّ رسما ونحتا وإبداعا...

وأطال الله بعمر قرينتي الأديبة والفنانة التشكيلية وضحة سعيد شعيب التي ربطت مصيرها بمصيري منذ البدء, وقدّمت لي كلّ العون والتّسهيلات اللازمة ووفّرت لي كلّ الوقت, لأتجلى بإبداعاتي الأدبيّة والفنّيّة, ونكوّن سويّا جمهوريّتنا بأسرة إسلاميّة ملتزمة مثاليّة مميّزة أدبا وفنّا... يحلّق أفرادها في فضاءات التّجليّات الأدبيّة والفنّيّة, من رحاب جمهوريّة النّبي رشادي غربي مدينة الشّمس بعلبك في البقاع اللبناني...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف