كان يتسكع في الشارع و يديه مجموعة من الأكياس البلاستيكية... رنّ هاتفه،رد: آلووو .. يسقط الهاتف من يده و يلقي ما بيده الأخرى من أكياس و ينطلق بأقصى ما أُوتي من قوة كأنً مارداً يطارده، ينفلت من بين السيارات و يتخبط في المارة و شريط حياته يمر على شاشة عقله
هو وحيد أبيه من البنين و ليس له إلا أخت واحدة تكبره بعامين شاب في مقتبل الشباب ونضرته، مدللٌ كل طلباته مجابة و مع ذلك كان أبوه صارماً في تربيته: الطعام بميعاد و النوم بميعاد ومشاهدة التلفاز لها جدول أسبوعي... كان طيعاً في يد أبيه شكّله كما تتشكل قطعة الصلصال في يد المثال فلم يخرج الولد قط عن الخط المرسوم له، لم يكن له من صديق إلا الكتب التي استظهرها عن ظهر قلب و لا ضيف له إلا المدرس الذي يحشو عقله بلفائف الكتب صار كما العذراء في خدرها لم يكن يحفظ من قاموس الشتم كلمة واحدة ،و لا يعرف من خبرات الحياة إلا القليل ..
يوم ظهور نتيجة الشهادة الثانوية كان منتهى أمل الأب الذي كرس حياته من أجله ولم يخيب طارق ظن أبيه و حاز له على ما ترنو إيه نفسه فالتحق بكلية الطب في المدينة التي لا تبعد عن قريته كثيراً لم يسكن المدينة الجامعية و لم يقبل له أبوه أن يقضي الأيام جيئة وذهاباً فاستأجر له شقة قُريب الجامعة و أثثها على أحسن حال، و رفض أن يشاركه فيها أحد من أبناء بلدته في نفس الجامعة.
كان تلميذاً نجيباً في قاعات الدرس و خارجها وقد بذل مجهوداً خارقاً في التوافق مع أقرانه و ما يجري حوله ، شعر بأنه لم يكن يحيا قبل ذلك؛ فانطلق المارد من قمقمه، يحمل معوله يحطم به الجدار العازل الذي حجبه عن عالمه الجديد المبهر،كان حريصاً على مصادقة الجميع ومن الجنسين .. صارت جلساته على الكافتيريا و كان بالنسبة لأصحابه دجاجة تبيض ذهباً، كثيراً ما يضيق بأصحابه أو بنفسه فقد وجد نفسه مثار سخرية فكل ما عرضوا عليه أمراً يقول:أول مرة في حياتي أفعل كذا حتى كره هذه الكلمة و أقسم بينه و بين نفسه ليغلبنّهم جميعاً حتى ولو كان بينهم الشيطان الرجيم... عكف على الشهوات و بارز ربّه بالخطايا،ندماؤه من الساقطين و الساقطات، تجارة النساء سوقه الرابحة و المخدرات مرتعه... الجامعة صارت ذكرى و الشقة المستأجرة وكر لطالبي الهوى ساعده على ذلك سفر أبيه المفاجئ إلى الخليج وسرعان ما تبعته أمه و صار لا يربطهم غير الهاتف.
في الوقت الذي كسر فيه كل الحدود و تعدى كل عرف وقانون ..كانت أخته في غاية الالتزام و الرقة و كانت أبدت لوالديها رغبتها في أن تقيم مع أخيها لأنها لا تجد الراحة عند خالتها، فطلبا إليها أن تنتظر بضعة أيام حتى يناقشا طارقاً في الأمر و يعد العدة لذلك ...
في ذات اليوم كان في صحبته بعض أصدقائه تركهم في الشقة وذهب يجلب المخدرات وقبل نزوله أخبرهم بأن إحدى الساقطات في طريقها إليهم و هي ملك لكم يفعلون معها ما يشاءون
حاول أبوه أن يتصل به لكنه لساعات لم يرد... مر عليه الوقت كالدهر و بعد طول وقت ردّ على الهاتف و لأول مرة يفقد أبوه أعصابه و يشتمه،أخبره أنه لم يستطع الاتصال به فأرسل إليه أخته و هي في طريقها إلى الشقة، سقط الهاتف من يده وأسرع كالمجنون إلى الشقة
هو وحيد أبيه من البنين و ليس له إلا أخت واحدة تكبره بعامين شاب في مقتبل الشباب ونضرته، مدللٌ كل طلباته مجابة و مع ذلك كان أبوه صارماً في تربيته: الطعام بميعاد و النوم بميعاد ومشاهدة التلفاز لها جدول أسبوعي... كان طيعاً في يد أبيه شكّله كما تتشكل قطعة الصلصال في يد المثال فلم يخرج الولد قط عن الخط المرسوم له، لم يكن له من صديق إلا الكتب التي استظهرها عن ظهر قلب و لا ضيف له إلا المدرس الذي يحشو عقله بلفائف الكتب صار كما العذراء في خدرها لم يكن يحفظ من قاموس الشتم كلمة واحدة ،و لا يعرف من خبرات الحياة إلا القليل ..
يوم ظهور نتيجة الشهادة الثانوية كان منتهى أمل الأب الذي كرس حياته من أجله ولم يخيب طارق ظن أبيه و حاز له على ما ترنو إيه نفسه فالتحق بكلية الطب في المدينة التي لا تبعد عن قريته كثيراً لم يسكن المدينة الجامعية و لم يقبل له أبوه أن يقضي الأيام جيئة وذهاباً فاستأجر له شقة قُريب الجامعة و أثثها على أحسن حال، و رفض أن يشاركه فيها أحد من أبناء بلدته في نفس الجامعة.
كان تلميذاً نجيباً في قاعات الدرس و خارجها وقد بذل مجهوداً خارقاً في التوافق مع أقرانه و ما يجري حوله ، شعر بأنه لم يكن يحيا قبل ذلك؛ فانطلق المارد من قمقمه، يحمل معوله يحطم به الجدار العازل الذي حجبه عن عالمه الجديد المبهر،كان حريصاً على مصادقة الجميع ومن الجنسين .. صارت جلساته على الكافتيريا و كان بالنسبة لأصحابه دجاجة تبيض ذهباً، كثيراً ما يضيق بأصحابه أو بنفسه فقد وجد نفسه مثار سخرية فكل ما عرضوا عليه أمراً يقول:أول مرة في حياتي أفعل كذا حتى كره هذه الكلمة و أقسم بينه و بين نفسه ليغلبنّهم جميعاً حتى ولو كان بينهم الشيطان الرجيم... عكف على الشهوات و بارز ربّه بالخطايا،ندماؤه من الساقطين و الساقطات، تجارة النساء سوقه الرابحة و المخدرات مرتعه... الجامعة صارت ذكرى و الشقة المستأجرة وكر لطالبي الهوى ساعده على ذلك سفر أبيه المفاجئ إلى الخليج وسرعان ما تبعته أمه و صار لا يربطهم غير الهاتف.
في الوقت الذي كسر فيه كل الحدود و تعدى كل عرف وقانون ..كانت أخته في غاية الالتزام و الرقة و كانت أبدت لوالديها رغبتها في أن تقيم مع أخيها لأنها لا تجد الراحة عند خالتها، فطلبا إليها أن تنتظر بضعة أيام حتى يناقشا طارقاً في الأمر و يعد العدة لذلك ...
في ذات اليوم كان في صحبته بعض أصدقائه تركهم في الشقة وذهب يجلب المخدرات وقبل نزوله أخبرهم بأن إحدى الساقطات في طريقها إليهم و هي ملك لكم يفعلون معها ما يشاءون
حاول أبوه أن يتصل به لكنه لساعات لم يرد... مر عليه الوقت كالدهر و بعد طول وقت ردّ على الهاتف و لأول مرة يفقد أبوه أعصابه و يشتمه،أخبره أنه لم يستطع الاتصال به فأرسل إليه أخته و هي في طريقها إلى الشقة، سقط الهاتف من يده وأسرع كالمجنون إلى الشقة