الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإسلاميون ونهاية التاريخ بقلم:د.رياض حسن محرم

تاريخ النشر : 2014-04-22
الإسلاميون ونهاية التاريخ بقلم:د.رياض حسن محرم
ترجع مقولة نهاية التاريخ الى المفكر الأمريكى ذو الأصول اليابانية "فرنسيس فوكوياما" التى أطلقها بعد سقوط جدار برلين وإنهيار الإتحاد السوفييتى ويعنى بها الإنتصار النهائى للرأسمالية بمفهومها عن إقتصاد السوق والديموقراطية على النمط الغربى من حرية العقيدة وتداول السلطة، هذه النظرة التى لم يتراجع عنها "كما أشاع البعض" رغم تعديل جزء من فكرته وإدانته الغزو الأمريكى على العراق، ويعتبر الإسلامين أنه بوصولهم للحكم فقد أكمل الزمان دورته وتحقق لهم الإنتصار النهائى على النموذج العلمانى والقومى وأن الأرض تعود الى سيطرة الدين بشكل كامل وتحقيق المثل الأعلى الإسلامى وأن كلمة الله هى العليا ولو كره الكافرون ويعمدون أقوالهم بمخزون طويل من التأويلات الفقية للنصوص الدينية، وبانتصار المتدينين على الكفار وأشباههم تكون نهاية التاريخ.
رغم أن تلك الفكرة ليست حديثة عبر تطور البشرية فقد تبنتها منذ الأزل كل الأديان السماوية والأرضية وحتى النظريات الفكرية والفلسفية المطلقة التى تعتمد على الحتميات الاّ أنه فى السنوات الأخيرة وبعد تفجّر الثورات العربية واستطاعة تيار الإسلام السياسى تحقيق الفوز فى معظم الإنتخابات البرلمانية والرئاسية التى أعقبتها فقد تجدد حلم الإسلامين بإعتلاء سدة الحكم إماّ رضا أو غصبا، واعتبارهم هذا الفوز بسبب إرادة عليا مطلقة وليس ما يمنع الأخذ بالأسباب كالرشاوى الإنتخابية ومغازلة أحلام البسطاء بالفوز فى الدنيا والآخرة، وبهذا الفوزيعتبرون أنهم أخذوا تفويضا من الشعب وليسوا فى حاجة لتجديده مرة أخرى واعتبار ما حدث نوع من البيعة، والتجارب من حولنا تؤكد ذلك فمنذ حكم الملالى إيران لم يطرحوا يوما التخلى عن هوية الحكم الاسلامية الشيعية بل تدور كل الحكومات فى ايران فى هذا الفلك بينما المرشد الأعلى هو من بيده مقاليد الأمور، وفى غزة منذ الانتخابات التشريعية التى أوصلتهم للسلطة فى 2005 يقاومون أى محاولة لإجراء انتخابات مرة أخرى، نفس الحال فى السودان منذ انقلاب الإنقاذ وسيطرة الإخوان بجناحيهم على الحكم يمسكون بالسلطة بالنواجذ مهما حدث من كوارث وتقسيم للوطن، وبعد وصول الإخوان المسلمين للحكم فى مصر اعتبروا أنهم سيبقون فى السلطة خمس قرون، ناهيك عن الأنظمة الملكية فى المنطقة التى تحكم بسلالات تدعّى نسبها للنبى أو بأسر تجرى فى عروقها الدماء الزرقاء وتدعى تطبيق شرع الله.
لا ينكر الإسلاميين أنهم يحلمون بالعودة للوراء أربعة عشر قرنا حيث نقاء مرحلة حكم الرسول للمدينة ومن بعده الخلفاء الراشدين التى إستمرت حوالى ثلاث عقود تخللها أحداث عظمى وصراعات دامية منها الثورة على الخليفة الثالث وحصاره وقتله والحرب بين الصحابة فى موقعة الجمل وصفين ومقتل ثلاثة من الخلفاء وغيرها من الحوادث المؤسفة الجسام المعلومة، على أنهم مازالوا متمسكين بأن تلك الفترة تعتبر العصر الزاهى للإسلام وقد نجحوا بلا شك فى تسويق تلك الصورة "بعد تنقيتها" بين أنصارهم وبين جموع المسلمين مرتكزين على المشاعر الدينية للشعوب وقدسية الدين.
رغم أن التيار الإسلامى يلعب على الذهنية الدينية البسيطة للجموع وخاصة فقراء الريف والمدن الاّ أنه من خلال ممارسة طويلة فى خندق المعارضة للأنظمة الإستبدادية قد إكتسب خبرات سياسية وتنظيمية لا بأس بها عززها الفشل المتراكم والهزائم المتكررة لتلك الأنظمة مما زاد من نزوعها الى الإستبداد والقمع بحق المعارضة عموما والتيار الإسلامى على وجه الخصوص ما ساعده فى لعب دور الضحية واكتساب تعاطف الجمهور، كما حاول الإسلاميون أن يبعثوا برسائل للغرب الإمبريالى لتطمينه على مصالحه فى المنطقة وأنهم الأقدر على حمايتها، ورسائل للداخل للتمويه على التيارات المدنية وإيهامها بقبولهم الديموقراطية وتداول السلطة، كل ذلك ساعد الإسلاميين فى حشد الناخبين للفوز بمقاعد البرلمان والوصول للسلطة فى أكثر من بلد، وبمجرد وصولهم للحكم إعتبروا أن ذلك نهاية التاريخ وبدؤوا فى اتخاذ خطوات سريعة للتمكين لتيارهم وتوزيع الغنائم والأنفال على أعضائهم والمقربين منهم وإقصاء الآخرين، لكنهم لم يعملوا حساب حاجات الجماهير التى أوصلتهم للسلطة، فليس بالدعاء والصلوات وحدها يمكن إطعام الأفواه الجائعة وتوفير فرص العمل للعاطلين وحل المشكلات الإقتصادية والإجتماعية، ولم تسعفهم تجاربهم التاريخية لأنهم على مدى الف واربعمائة سنة لا توجد لهم تجربة حكم لا تستند الى الإستبداد حتى أصبح لصيقا بهم، هكذا نزلوا لأول مرة من اليوتوبيا والمثال الأعلى الى أرض الواقع والممارسة، وكان الإنهيار السريع للتجربة فى مصر هى الطريق الى السقوط تباعا فى أقطار أخرى.
من سوء حظ التيارات الإسلامية أنها حصرت نفسها فى تجاربها التاريخية فقط دون إهتمام بباقى التجارب الانسانية معتبرين أن حركتهم هى بداية التاريخ ومنتهاه، وبنائهم أسوار شائكة حول الدين ومقدساته بوصفهم مندوبى الله للحفاظ على دينه أو كما يقولون فى بعض أدبياتهم "تعبيد العباد لرب العباد"، وهكذا يمكن فهم الحالة العصبية الشديدة ودرجة العنف اللامتناهية لفصيل الإخوان فى مصر للدرجة التى تصل بهم الى محاولة حرق البلاد والعباد فى سبيل إستعادة السلطة أو بالأحرى الابقاء على حلمهم فى نهاية التاريخ وسيادة العالم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف