الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لمـــاذا الإمــــارات؟ بقلم د. خالـد الخاجـة

تاريخ النشر : 2014-04-22
لمــــــاذا الإمــــــــــــارات؟
د. خالـــــــــد الخاجــــــة
المال مال الله، والأرض أرض الله، ومن يقيم على أرض الإمارات حياه الله، بهذا المنطق السهل الممتنع أجاب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، على أحد الصحافيين حين سأله: كيف تنظرون إلى المقيمين على أرض الإمارات ونسبتهم تفوق نسبة المواطنين؟ ليحدد بذلك نظرة الإمارات للمقيمين على أرضها، وتثمين دورهم في المساهمة في مسيرتها التنموية، وأن لهم كل الحقوق التي يكفلها القانون ما داموا يلتزمون به.
وعلى هذا النهج في التعامل سار الخلف على ما خطه السلف، لتصبح الإقامة على أرض الإمارات منى النفس لدى معظم الشباب العربي، وهو ما بينه الاستطلاع الذي احتلت الإمارات فيه للسنة الثانية على التوالي، المرتبة الأولى كبلد الإقامة المفضل بالنسبة للشباب العربي على مستوى العالم بأسره، وفقاً لنتائج استطلاع أصداء بيرسون مارس تيلر السنوي الخامس لرأي الشباب العربي.
كما أن الأمر لم يقتصر فقط على الإقامة، ولكن اعتبرت غالبية الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع، دولة الإمارات البلد النموذجي الذي يودون لبلدانهم الأم أن تحاكيه وتحذو حذوه.
ولا شك أن هذه الاستطلاعات، والتي تجريها مؤسسات تحظى بمصداقية دولية، جاءت متسقة مع تصدر الإمارات المرتبة الأولى في العالم العربي، ضمن «تقرير السعادة العالمي 2012» الصادر عن الأمم المتحدة والمرتبة 17 عالمياً، و«مؤشر الرفاهية 2012» الصادر عن معهد ليجا توم المرتبة 29 عالمياً.
وآثار الواقع المعايش حول ذلك أكبر من أن تحصى، فقد أخبرني صديق من بلد عربي يقيم في إمارة عجمان، أنه في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وبالتحديد في طريق عودته بصحبة أسرته من الشارقة في الساعة الثانية من صباح يوم الجمعة، وإذا بدورية شرطة توقف السيارات، فأصاب أبناءه بعض القلق، فبدأ يهدئ من روعهم وأن ما يجري أمر اعتيادي ودوري، ولما جاء دورهم إذا بالشرطي يبتسم بهدوء شديد ويقول بالحرف الواحد "السلام عليكم..
لو سمحت ممكن رخصة القيادة وملكية السيارة"، وبعد أن اطلع عليها قال له بنفس الابتسامة الهادئة: شكراً.. توكلوا على الله. فسأله أحد الأبناء: لماذا يبتسم الشرطي؟ فقال: حتى يطمئنك ولا يسبب لك شيئاً من القلق أو الفزع، فقال له: وهل يبتسم الشرطي؟ قال: نعم، في الإمارات يبتسم الشرطي وهو يؤدي عمله!
ويستطرد صديقي؛ على الرغم من أن الموقف قد يمر مرور الكرام أو أنه معتاد، إلا أن هذا الشرطي بهذا السلوك الذي صدر منه، قد صدّر صورة عملية عن وزارة بأكملها، تغني عن عشرات المقالات والعديد من أنشطة العلاقات العامة، كما أنه ذكرني برجل الشرطة في باريس حين يلقي التحية على الشخص قبل أن يطلب منه أوراقه الثبوتية، ولا ينسى أن يشكره في نهاية حديثه، كما ذكره على الجانب الآخر بسوء المعاملة التي يلقاها المواطن في بلده الأم، حين يتعامل معه الشرطي على أنه متهم إلى أن تثبت براءته! وأن هذا الموقف على بساطته وقصر مدته، ظل هو حديث الأسرة إلى أن وصلوا إلى بيتهم.
وقال لو أن الشرطة تتعامل بهذه الاحترافية في بلداننا، ما حدث اضطراب في مكان قط، ولو أن قيادات الشرطة في العالم العربي تتعامل بهذه الروح لأصبحت الشعوب هي الظهير القوي لها في كافة البلدان العربية.
وأضاف: كنت أتمنى أن أعرف اسم رجل الشرطة لأرسل رسالة شكر وتقدير لإداراته التي دربته على هذا الرقي في التعامل، لأنه في تقديري نموذج يعبر عن وعي أمني واحترافية، غير أن الوقت والظرف لم يسمحا بذلك.
وهذا الموقف أعاد إلى ذاكرتي ما قاله لي صديق، كان يعمل في بلدية دبي لسنوات طويلة، ولما أن وصل إلى سن التقاعد لملم ما لديه من أغراض وما ادخره من مال ليعينه على ظروف الأيام في المتبقي من أجله، وإذا به بعد عودته بشهور قلائل لبلاده يتصل بي ليخبرني عن رغبته في العودة إلى دبي، لا ليعمل ولكن ليقضي فيها ما تبقى من حياته وينفق فيها ما ادخر.
إن ثقافة التسامح وقبول الآخر، بغض النظر عن دينه وعرقه ومذهبه، التي نشأ عليها أبناء الإمارات، قد طبعت ثقافة المقيمين على أرضها، وغيرت قناعاتهم من مكان يعملون فيه ويتكسبون عيشهم، إلى مكان وجدوا فيه ما لم يجدوه في بلادهم، فتحول العمل فيه إلى صلة محبة وانتماء له، ووصل ببعضهم إلى الولاء له حتى من غير أبنائه.
والشاهد أنه عندما ينال من الإمارات وأهلها أحد، تجد أن أبناء جلدته هم من يتولون الرد عليه والذود عن بلد لم يأتهم منه غير ريح طيبة، ولم يمنع عنهم غير العوز والنصب، ولم يجد يوماً باباً للخير إلا ولجه، حتى صارت الإمارات عاصمة العطاء الإنساني في العالم من شرقه وغربه.
وفي تقديري، وبرؤية علمية خالصة، أن السبب الأكبر الذي دفع الشباب العربي لاختيار الإمارات، هو أن الكثير مما يحلم هؤلاء الشباب بتحقيقه لأوطانهم، يجدونه يتحقق على أرض الإمارات.
وهذه نقطة يجب التوقف عندها طويلاً، ودرس عملي في كيف تكون القيادة على مستوى أحلام شعوبها، وهو ما يجعلهم يفخرون بانتمائهم لوطنهم، بل ويتحول ولاؤهم إلى انتماء، كما أن النجاحات التي تحققها الإمارات، أبقت الأمل في نفوس قطاع كبير من الشباب العربي في القدرة على صنع واقع يليق بتاريخنا وحضارتنا، وأن هناك تجربة حقيقية ناجحة وماثلة أمام الأنظار.
ويخطئ من يظن أن أمنية الإقامة على أرض الإمارات تخص الشباب العربي وحدهم، ولكن من يريد أن يعرف الحقيقة أحيلهم إلى فيلم وثائقي يصور مدى الحزن الذي يصيب الكثير من أبناء الأسر الغربية المقيمة، حين يحين وقت رحيلها لسبب أو لآخر، على مغادرتهم لبلد لم يلاقوا فيه غير الترحاب والتسامح.
هذا غيض من فيض، لأن المقام لا يتسع للحديث، ولكني أردت الإجابة عن السؤال: لماذا يفضل غالبية الشباب العربي الإمارات كمكان للعيش؟ ولماذا يضعونها نموذجاً يودون أن تحتذي بلادهم به؟ وهو ما يزيد من مسؤوليتنا في الحفاظ على مكتسباتنا.
د. خالـــــــــد الخاجــــــة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف