الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من مخيم اليرموك (٣٨) بقلم خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2014-04-22
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٨) بقلم خليل الصمادي
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٨)


الشيخ فضل حسن عباس من علماء صفورية

كنت صغيرا لم أتجاوز العاشرة من عمري يوم شاهدت الشيخ فضل حسن عباس لأول مرة، كان
ذلك قبل أكثر من أربعين عاما يومها كان الشيخ يزور والدي في مخيم اليرموك بدمشق ،
أذكر ملامح الشيخ بالضبط كان طويلا جسيما آتاه الله بسطة في الجسم وجهارة في الصوت
يومها أذكر أن والدي فتح له ضفتي الباب كي يدخل ، حتى لا يصطدم بالباب فكما هو
معروف كان الشيخ ضريرا فاقد البصر إلا أنه كان كان ثاقب البصيرة، هذه هي صفات الشيخ
الخَلقية أما صفاته الخُلقية فقد كان طيب المعشر صاحب طرفة لا يمل الجالس من مجلسه
يستغل وقته في الدعوة إلى الله قرأت نعيه في 9/ 2/ 2011 وعلمت أن الشيخ كان ينوي الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة ولكن المنية وافته قبل تحقيق الأمنية.
فتذكرت الرجل وتذكرت
أحاديثه من الإذاعة الأردنية ولقائي معه في مخيم اليرموك يوم كنت طفلا وأحببت أن
أكتب عن الرجل وسرعان ما استنجدت ببعض كتب الأعلام الفلسطينية ورجعت إلى كتاب
أعلام فلسطين لمحمد عمر حمادة فلم أجد شيئا فتذكرت كتاب المؤرخ محمد محمد حسن شراب
تاريخ القبائل والعائلات الفلسطينية وكذا لم أجد ضالتي !!
طلبت من الوالد أن يحدثني عن الشيخ فضل فتنهد وقال :
ولد الشيخ فضل حسن عباس أبو محمد في قرية صفورية قضاء الناصرة في عام 1932م وكانت
صفورية تعد أكبر قرية في القضاء وأغناها واشتهرت بزراعها وبنشاطها العلمي ، حفظ
القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين ثم انتقل لعكا حيث درس في جامع الجزار ثم قصد
القاهرة طلبا للعلم من أزهرها الشريف وذلك في أربعينات القرن الماضي بدعوة و
تشجيع من خاله الشيخ يوسف عبد الرزاق المشهدي الذي كان من علماء الأزهر ودرس هناك
الثانوية ولما قامت حرب 1948 طلب الشيخ من زملائه أن يشارك في حرب فلسطين فذكروه
أنه من المعذورين عن الجهاد فلم يستكن بل ذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
:" رحم الله من كثَّر سواد المسلمين " وقال لهم ضعوني في المؤخرة أنظف لكم الأسلحة
أحضر الماء أهيئ الطعام ...
تابع الشيخ دراسته وكان من أساتذته الشيخ محمد حسين الذهبي الذي أغتيل في حكم
السادات وكان الذهبي قد نال شهادة الدكتوراة بعنوان " التفاسير والمفسرون " وذلك في
العصور القديمة فاقترح الذهبي على تلميذه فضل أن يتم الموسوعة ويكتب عن التفاسير
والمفسرين في العصر الحديث، وبالفعل بذل الشيخ جهدا وهو يتابع موضوعة فطار إلى
الأصقاع باحثا عن كتب التفسير ومفسريها ، تابع الوالد:
أذكر أن الأستاذ محمد عزة دروزة له تفسير بعنوان " تفسير القرآن بحسب النزول " فذكرته به فسرعان ما زرنا
الأستاذ دروزة في بيته في حي الشعلان بدمشق فاستقبلنا استقبالا حسنا وبحث الشيخ مع
الأستاذ دروزة ما يريد وأطلعه عل تفسيره واستفاد منه ، ولما عدنا إلى المخيم قضينا يوما ممتعا مع محبي الشيخ من أهل صفورية وغيرها وفي اليوم التالي قصدنا شمال سورية للبحث عن الشيخ الغزنوي إذ كان له تفسير للقرآن الكريم فأحضرنا التفسير من هناك ، وعند عودتنا من الشمال السوري زارنا الحاج أحمد موعد وقد علم بقصد الشيخ و أحضر معه كتاب " تفسير العصر الحديث " للشيخ عبد الفتاح الإمام ، فاستفاد منه الشيخ كثيرا وبعض أن قضى الشيخ عدة أيام في المخيم ودعنا ووعدنا أن يزور المخيم كلما قدم لدمشق.
وفي عام 1972 نال شهادة الدكتوراة بعنوان " اتجاهات التفسير في مصر و الشام".
سألت الوالد: ما الذي جعل عمان مقصده بالرغم من نزوح أهل صفورية إلى مخيمات لبنان
وسورية ؟ رد الوالد وقد سرح بالتاريخ والجغرافيا : بعد أن وضعت الحرب أوزارها عام
1948 نزح أهل الشيخ فضل أبوه وأمه وإخوته إلى لبنان واستقروا في مخيم عين الحلوة
بصيدا كان الشيخ وقتها في القاهرة يتابع تعليمه في الأزهر ورجع إلى صيدا عام
1953عقب وفاة والده وهناك نشط في العمل الدعوي والاجتماعي واشتغل فترة في أوقاف
صيدا وفي هذه الفترة اقترن بفتاة من بلدته صفورية ، ثم رجع للقاهرة لمتابعة
دراسته العالية.
وبعد تخرجه كان على صلة برجل من بيت الشريف أظنه كامل الشريف كان
يشغل وزيرا فيسر له عقدا مع الجامعة الأردنية وعين أستاذا لمادة التفسير في كلية
الشريعة ثم شغل منصب رئيس قسم أصول الدين ومنح الجنسية الأردنية.
ولما بلغ السبعين من عمره أحيل على التقاعد وبقي مقيما في عمان واعظا وخطيا ومؤلفا.
كان قوي الحق عفيف النفس لا يسكت على باطل ولما رأى ظلم بعض المسؤولين اللبنانيين
للفلسطينيين في لبنان وخاصة في صيدا لم يسكت أو يهادن بل بقي ينادي بضرورة معاملة
الفلسطينيين معاملة تليق بالبشر. وكان يرحمه الله يبتعد عن مجالس المسؤولين وأصحاب
الجاه والمال يحب الفقراء والمحتاجين وكذا العلماء والدعاة يدعوهم لبيته ويولم لهم ويسأل
عنهم إن غابوا ،
أثرى المكتبة العربية بعدد لا بأس به من الكتب أشهرها:

التفسير : أساسياته واتجاهاته
ـ إعجاز القرآن الكريم.
ـ القصص القرآني، إيحاؤه ونفحاته.
ـ قصص القرآن الكريم، صدق حدث وسمو هدف.
ـ لطائف المنن وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف