الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القدس ضائعة؛ وتسقط الحقيقة المرة !!

تاريخ النشر : 2014-04-22
القدس ضائعة؛ وتسقط الحقيقة المرة !!
هدير الضمير
القدس ضائعة؛ وتسقط الحقيقة المرة !!
ياسين عبد الله السعدي
كنت قد نشرت في الصفحة 20من ملحق مجلة صوت الحق والحرية - أم الفحم بتاريخ 611995م، مقالاً تحت عنوان: (ضاعت) بدأته بهذه الفقرات، ومعذرة للإطالة لأني أعتقد أنها ضرورية لزيادة التوضيح:
(أهداني الصديق الشاعر، محمد عويس؛ مجموعته الشعرية التي نشرها في الصيف الماضي بعنوان: الطوفان. وفي الصفحة التاسعة من الديوان الصغير، قصيدة بعنوان: (فلسطين). وأمام العنوان ينتصب حنظلة؛ رمز الرفض العربي الذي ولدته مخيلة عبقري الكاريكاتير، الشهيد ناجي العلي، رحمه الله. أما القصيدة، فتبدأ بكلمة ضاعت، وتنتهي بكلمة ضاعت، وليس فيها غير كلمة ضاعت).
(وأعترف أنني استهنت بالموضوع في البداية، واستهجنت العنوان، ولكني عدت إليها في محاولة لفهم ما قصده الشاعر من هذه الالتفاتة. ثم شعرت براحة الضمير ونشوة العاشق الأدبي الذي يعثر على مفهوم النص، ويدرك المعنى الذي يقصده الأديب).
لم تكن لغزاً، ولا هي من باب الأدب الرمزي. وتبين لي فيما بعد، أنها لم تكن (هايفة)، كما يقول إخواننا المصريون، ولكنها كانت تعبيراً بسيطاً عن مضمون عميق، يضرب في أعماق الوجدان العربي، ويمور فيه موراً.
القصيدة من صفحة واحدة، من القطع الصغير أيضاً، وتاريخها 451994م، وتتكون من عشرة أسطر. يحتوي كل سطر من الأسطر التسعة الأولى على خمس كلمات، أما السطر العاشر والأخير، فيحتوي على كلمة واحدة في بدايته، وبعدها فراغات بينها فواصل كما في العنوان أعلاه. فيكون المجموع ستاً وأربعين كلمة (ضاعت) مكررة. وبعملية حسابية بسيطة، أدركت أن الشاعر قصد منها أن عمر القضية ستة وأربعون عاماً، وأن الضياع الكبير قد مضى عليه هذا العدد من السنين. لقد أراد أن يقول إنها ضاعت منذ الكلمة الأولى التي تعني عام النكبة سنة 1948م. فكل كلمة ضاعت، تعني سنة مرت على الضياع).
عدت بالذاكرة إلى مقالي الذي كتبته قبل نحو عشرين سنة، واسترجعته من الأرشيف الذي أحتفظ به كاملاً؛ لأني مساء الثلاثاء 25 آذار الماضي قرأت في جريدة (القدس العربي) للسيد بسام البدارين؛ مراسل الجريدة في الأردن، مقالاً مثيراً ومحزنا تحت عنوان: (القدس (ضائعة) وتسقط… الحقيقة المرة) أرسله لي الصديق سماك برهان الدين العبوشي؛ يتحدث فيه عن حقائق موجعة نعرف بعضها ولكنا لا نعترف بذلك، ونتغاضى عنها لأننا لا نقدر على مواجهتها.
يكتب السيد البدارين منبهاً لوضع خطير، ويحذر من مستقبل مظلم ينتظر القدس حجراً وبشراً، مكاناً وسكاناً حيث يقول: (تتحدث زميلة لنا عن (ضياع) القدس واستحالة عودتها؛ حتى لو انسحبت منها إسرائيل عشرات المرات).
ويشرح ذلك بألم ومرارة: (يركز بعض القوم على المسجد الأقصى وينسى أهله؛ تركز الأمة على ترديد الكلاشيهات المعلبة حول قدسية بعض المواقع في القدس فيما الدنس الصهيوني الأخلاقي يلطخ الإنسان في مدينة القدس ويحيله إلى كائن لا علاقة له بفلسطين والعروبة، وأحيانا بالبشرية).
يعدد نماذج مما يجري في القدس خاصة، من استغلال حاجة الشباب بسبب تزايد البطالة وانعدام التوجيه السليم وغياب الرعاية الأُسرية، مما يقود إلى الوقوع في عالم الانحراف والرذيلة من المخدرات والسقوط في المصائد التي تنصب لهم عن طريق إشاعة الجنس ونشر المخدرات والإغراء بتوفير المال الملطخ بالخزي والعار للعمل لدى مخابرات العدو التي تستغل كل الوسائل بخبث كثير ودهاء كبير.
يشير الكاتب إلى بعض هذه الأساليب: (إليكم ملخصا سريعا لها: شبكة نشطة جدا من الاتجار بالبشر يديرها عرب ويهود تسرق الفتيات ..... وتستقطب بذكاء كل فتاة هاربة من جحيم المجتمع المتخلف والتقاليد البالية).
ويشرح ما تلاقيه الضحية: (تجبر الشبكة الفتاة المخطوفة، أو التي تلجأ للرمضاء تجنبا للنار على ممارسات غير أخلاقية لا تخلو من البغاء. وعند حصول حالة (حمل) غير شرعية تنقل الفتاة الحامل إلى (كيبوتس) صهيوني خارج القدس فتلد طفلها هناك، ويؤخذ منها في اليوم الأول إلى مكان لا تعرفه، ويخضع لبرنامج تأهيل كـ (يهودي متطرف)؛ حيث لا أب ولا أم. أما الوالدة فبعد وضع جنينها تعمل في خدمة المرافق في الكيوبتس نفسه وتختفي من الخارطة، وإذا أفلتت بقدرة قادر لا تستطيع العودة إلى أهلها أو قريتها، ولا تستطيع التحدث بما حصل معها، ولا تملك السؤال عن طفلها، ومصيرها معروف مسبقا؛ وهو (الشارع) بكل ما يعنيه ذلك من معنى).
ويحدث ذلك للفتاة اليهودية التي تتزوج من شاب عربي: (.... تنجح الشبكة في إصطياد المرأة اليهودية الحامل من أب عربي، فيتم تهريبها في أحد الكيبوتسات لتلد طفلها بنفس الطريقة ليصبح يهوديا فورا ويتربى على هذا الأساس عبر جمعيات متخصصة توفر المال، ثم يلتحق بجيش الدفاع بلغة عبرية وهوية يهودية صهيونية فيما يلوذ الأب بالصمت فاشلا مدحورا).
يضيف السيد البدارين بألم وحسرة: (أكد لي شخصيا شابان من أبناء القدس بان المخدرات الإسرائيلية دخلت كل الجامعات العربية وغالبية بيوت العائلات المقدسية، إلا من رحم ربي، ويصران على أن نسبة كبيرة من البنات تورطن أيضا في المخدرات. كل ذلك يحصل بسبب عدم وجود عمل وظائف ومؤسسات عربية أو فلسطينية تعمل على تأهيل أهل القدس وحمايتهم).
ثم يوجه كلامه إلى الأثرياء الفلسطينيين وأصحاب المليارات العرب: (البشر يا بشر يحتاجون للحماية وليس الحجر فقط …البشر يا رأسماليي فلسطين الجبناء وليس فقط المسجد الأقصى .. إذا استمر هذا المنوال لن تجد من أهل القدس مصليا في المسجد الأقصى. وما فائدة حماية مساجد الله والسماح بانتهاك عباد الله على هذا النحو المرعب. جامعات القدس الصامدة يحاصرها الإسرائيليون يوميا، والسكان في كنف المسجد الأقصى لا يجدون احيانا قوت يومهم، ومن صمد من العرب القدماء في الأحياء القديمة يأتيه أمريكي يهودي ويدفع له ملايين الدنانير في غرفتين آيلتين للسقوط، فلماذا لا يدفع المليونير الفلسطيني بنفس الطريقة)؟
يصرخ الكاتب بتفجع وألم وتوجع من أعماق ضميره الملتاع: (القدس ضاعت اجتماعيا وبشريا وإنسانيا، وليس سياسيا فقط، وتحتاج لحملة شرسة تنقذ ما يمكن إنقاذه في بنية المجتمع بقيادة من تبقى من شرفاء في هذه الأمة، وهم قلة).
ثم يوجز مقاله الثائر على الضمائر المتجمدة والمؤثر في الضمائر الحية: (لا يمكن تحرير المسجد الأقصى قبل تحرير أهله، ولا الادعاء بالتواجد الرمزي في عاصمة اسمها القدس، قبل تحرير أهلها من هذه الحرب الوسخة التي تستهدف أولادهم. لا مصلحة لنا بجغرافيا اسمها القدس سياسيا محطمة بشريا.
عودة القدس؟ إلى أين سنعود فتلك الأسوار لم تعد هي تلك، ومن يشكك في الحقائق فليستمع بإصغاء للجريئين من أبناء المدينة؟ القدس لم تعد عروس عروبتنا، والاحتلال فيها يشتغل على العقول فيما نلتهي نحن بالأحجار والمساحات الجغرافية).

ملاحظة: تأخر موعد نشر المقال من يوم الأحد إلى يوم الثلاثاء
بسبب تقديم المواضيع التي تتحدث عن الأعياد المسيحية.
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف