الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بوتيــن الروســــي أم السوفييتـي ؟ بقلم:أ.د. محمد عبد اللــه المطــوع

تاريخ النشر : 2014-04-21
بوتيــن الروســــي أم السوفييتـــــــــي ؟
أ.د. محمــــــــد عبد اللــه المطــــــــــوع
يبدو أن الرئيس بوتين يدرك في الوقت الراهن أنه لا توجد قوة في العالم تحول دون فرض رؤيته وأحلامه في إعادة الهيمنة على أجزاء من العالم واستعادة حلم الإمبراطورية الروسية الذي غاب مع انهيار الاتحاد السوفييتي ليعيده القيصر بوتين للحياة من جديد.
وحينما نعود إلى السيرة الذاتية له من الممكن أن يدرك المراقب لما يجري، إن سنوات عمله في المخابرات السوفييتية حينذاك، كان بوتين يحتفظ بالعديد من الملفات السرية سواءً حول الدول أو الشخصيات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.
ومن المؤكد أن حلم الامبراطورية الروسية، لا يزال كامناً في عقله سواء الواعي أو المبطن، وهو من مواليد 7/10/1952 في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حالياً) وقد تلقى تعليمه في المدينة نفسها في مجال القانون في كلية الحقوق عام 1975 وخدم في جهاز أمن الدولة، ومارس عمله السياسي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في العديد من المؤسسات بمساندة من الرئيس السابق بوريس يلتسن، وفيما يتعلق بحياته العائلية فقد طلق زوجته لودميلا بوتينا في يونيو 2013، وكأنه يعلن غلق ملف الماضي من حياته.
وسياسياً معروف عن بوتين أنه من أشد المعارضين للحرب الأميركية على العراق، ومن يدرس حياته يدرك أنه يجيد بل يتقن اللغتين الألمانية والإنجليزية وهو ممن حصلوا على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية.
إن إنساناً لديه تلك القدرات المختلفة بلا شك أن قراراته تأخذ بعين الاعتبار كل العوامل المختلفة وأثرها على الخطوات التي يخطوها سواءً على المجال المحلي أو الإقليمي وحتى العالمي، ومثال ذلك أوكرانيا.
ومع تدهور وانهيار الامبراطورية السوفييتية بات التركيز على الوطن روسيا هو المهم، وخاصة شخص مثل بوتين بما لديه من الروح الوطنية والقومية.
لقد استطاع أن يرسخ بوتين العلاقات الخارجية لروسيا مع العديد من الدول، سواء دول الجوار أو من العالم الغربي والدول العربية دون الأخذ بعين الاعتبار توجهات وأيديولوجيات تلك الدول، لكنه في كل توجهاته كان ينطلق من الروح القومية والانتماء الوطني لروسيا.
تبقى القضية الأساسية وهي المصالح المشتركة وخاصة الاقتصادية. لقد أدرك بوتين أن العالم ذو القطبين أصبح من مخلفات القرن الماضي وأن مد يد الصداقة للآخرين هي الخطوة الأولى لخلق علاقات ذات بعد مصلحي لكلا الطرفين، وإن سباق التسلح قد انتهى ظاهرياً.
ويدرك تماماً أن قوى جديدة في العالم ستظهر في الفترات القادمة، وها هي الصين يبرز نجمها في المجال الاقتصادي مع المحافظة على نظامها السياسي، ولم تعد هنالك معارك فكرية ولا أيديولوجية بين الطرفين. وعلاقات روسيا مع الدول العربية في تحسن مستمر، والرابط بينهم خيوط المصالح المشتركة وفتح الأسواق لكل البضائع، ومنها أيضا الجوانب الثقافية والفنية.
إنه بوتين الروسي بالدرجة الأولى والذي لا يزال يحمل اسم فلاديمير زعيم الثورة البلشفية في بداية القرن الماضي، وتخلص من سمات ستالين ذي النزعة الدموية والاعتماد على القوة، بل خلق جبهة وطنية تضم كافة القوميات والديانات والمذاهب في وطنه الأم روسيا.
إن جولة حالية في ميادين موسكو الشهيرة تؤكد أن المحافظة على التراث التاريخي على مر الزمن هو الأوكسجين للحياة الحالية، وتؤكد بلا أدنى شك أن الوطنية والقومية لم تمت ولن تزول مهما حاولت الأنظمة السياسية أن تخنقها.
إن التفكير بصوت هادئ بما مرت به المجتمعات العربية، وخاصة حينما اعتقد أصحاب الرؤية (الإسلامية) أنهم قد وصلوا إلى قمة السلطة، هو الذي سيجعلهم متربعين على الكرسي لسنوات قادمة، إلا أنهم لا يمتلكون الرؤية الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها من الرؤى اللازمة للحكم والإدارة، وهذا ما حال دون استمرارهم في الحكم لسنة واحدة أو تزيد.
لكن أمثال الوطنيين والقوميين الحقيقيين المؤمنين بتطور العصر وتغير الظروف أمثال بوتين الذي نشأ سوفييتياً وأصبح روسياً صرفاً، هم الذين يستطيعون البقاء والبناء والتصدي للأعداء، وهم الذين يستطيعون التصدي لمخططات الدولة الغربية لخلق حروب خارج نطاقها.
أ.د. محمــــــــد عبد اللــه المطــــــــــوع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف