الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عظمة الادارة وقوة الاقتصاد بقلم : أمين أبو عيشة

تاريخ النشر : 2014-04-21
" عظمة الإدارة وقوة الاقتصاد "

بقلم : أمين أبو عيشة استاذ الاقتصاد والمحلل المالي

فتشت وبحثت في مكتبتي عن كتاب كنت قد أخذته من ابنه أخُتي التي تعيش بألمانيا السنة الماضية حينما كانت بزيارة لغزة مع والديها ، كان هذا الكتاب ضمن منهاج الصف السادس لمدارس القمة ، علماً أن تصنيف التعليم بألمانيا يقسم لثلاث مستويات أعلاها مدارس العلو أو القمة ، كان اسم هذا الكتاب الاقتصاد الجزئي وهو يٌدرس ومكتوب بالغتين الانجليزية والألمانية ، وجدته مغبراً فنفضته و فتحت ضفتيه وتصفحت بين جنباتة وزوياة لأجده يدرس بنفس مفرداته بجامعاتنا اليوم وبنفس المستوي ، لكن التوقيت تأخر طويلاً ، أتدرون ما سبب هذه المقدمة أنه قرار وزارة التربية والتعليم العالي القاضي بحذف " إلغاء " مادة الإدارة والاقتصاد عن صفوف الحادي والثاني عشر " علمي " للعام الدراسي القادم 2014- 2015م ، وبدون مقدمات وبلا مبررات ، حينها فقط تيقنت لماذا تقدم الغرب وتراجع وتخلف العرب رغم تشابهه المقدمات تاريخياً ...لقد ذكر الله سبحانه وتعالي كلمة " مقتصد " بالقران الكريم ثلاث مرات جاءت لتعني " أمة مقتصدة " ومنهم مقتصد " كدلالة على فلاح هذا العلم وأهميته لنا ولأجيالنا وللتقدم الحضري والتقني يومها أوجد عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أول الدواوين المالية والرقابية وصك أول عملة في التاريخ من جلد الإبل ، يومها كنا اشد تقدما من الغرب وبعدها بحين ... لكن اليوم اختلفت النتائج ، لقد غُيب الاقتصاد وغيبت التكنولوجيا عن مناهجنا في عهد الكيان الصهيوني لسنوات فتأخرنا عقودا من الزمن ، ... كنا متفائلين حين أقُرت المناهج الفلسطينية الجديدة في العام الدراسي 2005/2006 للثانوية العامة وأسُعدنا كثيراً حين شمل المنهاج مساقات الإدارة والاقتصاد والتكنولوجيا لكن بعد أقل من 10 سنوات نجد وزارة التربية والتعليم تحذف هذه المواد وتبقي" الإدارة والاقتصاد" فقط لقسم العلوم الإنسانية ، فهل فعلاً هذا الأمر يخدم المسيرة التعليمية التعلمية عندنا ؟ وهل سيرت وزارة التربية والتعليم لجان لدراسة هذا الحذف ومستشارون لتعينيه من الجامعات والمؤسسات الأخرى ؟ أم كان الأمر مجرد أحلام يقظة وتطبيق ليس إلا ؟! وهل كليات التجارة في جامعاتنا ومعاهدنا وكلياتنا أصبحت مجرد رقم ووهم .. رغم أن 70% من الدارسين بها هم من خريجو القسم العلمي للتعليم الثانوي ؟ وهل ألمانيا والغرب كانوا وما زالوا على خطأ ؟ حين قرروا هذه المساقات على المرحلة الدنيا وفتحوا جامعات متخصصة للاقتصاد ؟ هل الكفاءات الاقتصادية عندنا لا تتطلب مزيدا منها ؟ وهل وصلنا للكفاءة والفاعلية الاقتصادية ؟ هل أصبحنا في عداد وتعداد الدول المتقدمة لنسمح بذلك الأمر أن يتم !؟ أم أن التخبط وعدم التنظيم هو سيد الموقف ؟ لقد غُيب التخطيط والتنظيم في نظري فغابت الرقابة وغُيبت الرقابة فقتلت الإدارة و اعدم شنقاً الاقتصاد ، إن الناظر للدولة المعاصرة القوية سيجد أنها لا تعتمد فقط على الأرض والقوة البشرية ... لكنها أصبحت في العصر الحاضر تعتمد على القوة الاقتصادية ، بحيث يصبح الاقتصاد قوة تفرض الوجود القوي للدولة داخل المجتمع المحلي بالاعتماد على الذات وتكسب الدولة المحلية الاحترام من العالم الدولي والخارجي ، وتفرض تفوقها بين أقرنائها من المتفوقين ، المتفحص للتاريخ سيجد إمبراطوريات واسعة لم تكن تغرب الشمس عن بعضها ، كانت القوة الاقتصادية لها هي التي تضع بعض الدول في مركز دبلوماسي مهم ، وفي مركز عسكري لا يقل أهمية - لقد فرضت كثير من الدول لغتها في كثير من الأنحاء والأحيان عن طريق الاستعمار ، ولكن القوة الاقتصادية أثرت في فرض اللغة على كثير من البلاد للتعامل التجاري والصناعي ، وما يتبع التجارة والصناعة من وسائل ووسائط ، ولا يمكن أن يكون الاقتصاد قوة ما لم يتطور من الناحية الإنتاجية ، والإحصاءات السنوية مؤشر قوي على قوة أو ضعف الاقتصاد ، كما اتضح أن الاقتصاد لا يمكن أن يكون قوة ما لم يعتمد على المنهاج لان المنهاج يسمح بالتكاملية والترابط وتوسع الأنشطة الاقتصادية سواء في القطاعات الاقتصادية كالزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الخدمات ، وفي الختام أقول أن الأمة والشعوب تحتاج للإدارة والاقتصاد حاجتهما للماء حين تعطش ... وللأكل حين تجوع ، وما سبب النكسات والنكبات والضائقات والأزمات الاقتصادية إلا سوء إدارة المنظومة لهذا العلم ولغياب الطريقة واختفاء خطوطها العريضة ،... بدون تعلم فلسفة هذا المنهاج في مدارسنا وجامعاتنا سيعدم التطبيق العلمي والعملي له... وستبقي المشاكل الاقتصادية تعصف وتستفحل بنا وستتعاظم معدلات البطالة وستتزايد معدلات التضخم وستنخفض الدخول وتتراجع قيم الأنفاق وسيتلاشي الرواد والمبادرون وسيزول عندها السوق والإرادة والكيان الاقتصادي .. وبدون تعليق ! قد نستطيع في يوم من الأيام أن نطبع كتاباً ومنهاجاً لكننا لن نستطيع أن نصنع نقداً واقتصاداً ،،، اعت كتابي لمكتبتي _ وتذكرت أجدادي رحمه الله عليهم حينما قالوا وما زالوا الذي يُجرّب المُجرب عَقلَهُ مخرّب) ، فهل من مراجعة لذلك القرار يا وزارة التربية والتعليم العالي ... نقطة ساخنة !
دمتم بعز.....

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف