الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المفترق بقلم:محمود حسونة

تاريخ النشر : 2014-04-20
المفترق بقلم:محمود حسونة
متكومون عند المفترق بصمت الذي يعرف كل الأمور ، متكومون بلا حراك كأنهم قطعوا من جدران المدينة ، عيونهم تحدّق ولا ترى ، عيونهم تبحث عن وقت يسندهم ، ملابسهم الثقيلة لا تقدر على رد البرد العنيد ، التعب و البرد والنعاس يسري في الأٌقدام ويتلوى في الركب ليصير ارتجافا ...

يمارسون حضورهم القهري ولكن ليس كبقية الأشياء،الكوفيات التي تعصر الدماغ لا توقف صخب التفكير ، إذا لمحتهم ترى نموذجا للقهر ، الأذرع الناشفة المعروقة تمتد أمامهم كسيوف مشرعة ، الأسئلة تتكسر في عيونهم المبطنة كالسر العظيم ... تحلقوا حول مائدتهم ، لقمة لقمتان تكفي !!

الطعم في الفم بلا طعم ، الماء في الحلق بطعم الوقت المحترق ... مثقفون ، لكن ذلك لا يخصهم ، لأنهم لا يخصون أحدا ...

عيونهم الشاخصة تستغيث من وحل هائل ، الرتابة جعلتهم يتوحدون مع كل الوقت في وقت ، لا فرق بين صباح ومساء ، لا فرق بين يوم ويوم ، النعاس المزمن يمتد في الأبدان صراخا ...

أمامهم يمتد انحدار أسود عريض ملطخ بالزيت المحروق ، وعن يسارهم أشجار عارية تمد أغصانها في وجه المدينة ، وخلفهم جدار خشن يغرس نتوءاته في لحم الظهر لتوصل البرد إلى الفقرات ... مرا يمر الوقت ... طال انتظارهم ، هل اليوم هو اليوم ؟؟ هل هم أنفسهم ؟؟ هل المفترق هو المفترق ؟؟ مرا يمر الوقت ليزداد الصراخ في عيونهم ، يتحدب الظهر ويلتصق بالركب ...

تمر الوجوه أمامهم لهاثا وعبثا ... بائع جرائد ، أطفال يبحثون أو يضيعون ، مسنون يمارسون هواية الشقاء ، إناث بثياب خانقة ... تتوقف سيارة فارهة ، يداعب صاحبها ربطة عنقه المتهدل كعنق بقرة هرمة ، يحدّق أحدهم فيه بعيون قاسية ويصرخ : إنه هو !! ، لا لا ليس هو !! بلى إنه هو ... إنه خدعة ، كل شيء يخصه خدعة ...

أعمدة الكهرباء منتصبة كهامات منتصرة في مكان لا يليق ... تقفز الشاحنات من قاع المنحدر منتظمة كتوابيت الموت ، تجأر بصوتها ، عجلاتها الضخمة تبطح أسفلت الشارع ، تصدم عيونهم ، تجذبهم ، يدورون مع محركاتها ، يسحقون تحت عجلاتها ، في الرأس دوار ، في الرأس نعاس ، في الرأس حنق ... تقترب منهم ، تقف قبالتهم تلطم بسخامها وجوههم ، يقفون بأجساد معصورة والألم يزعق في الأبدان ، ينحشرون في بطنها لتغادر المفترق .


محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف