الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من مخيم اليرموك (٣٥) بقلم خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2014-04-19
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٥) بقلم خليل الصمادي
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٥)

دار المعلمين العامة ، الصف الخاص ١٩٧٦/١٩٧٥

بعد صدر قوائم قبول طلاب الصف الخاص تأخر افتتاح المدرسة لنهاية الخريف ، كان موقع المدرسة يقع غرب ساحة القصور بدمشق وشمال موقف السادات من شارع بغداد في مدرسة تشغل الآن مدرسة يوسف العظمة.
انتظمت بالمدرسة من اليوم الأول ولأول مرة أدرس في مدرسة فيها بنات فقد كن خمسة أضعاف الذكور وكذا كنت لأول مرة أتلقى التعليم من مدرسات إلى جانب المدرسين.
وقد فوجئت أن أغلب الطلاب فلسطينيون وأما السوريون فأغلبهم من ريف دمشق من مناطق الكسوة والزبداني وكناكر وغيرها وأما الطلاب الدمشقيون فعددهم أقل من أصابع اليد الواحدة ولكن الطالبات الدمشقيات فكان عددهن لا بأس به.
كنا نركب من شارع اليرموك وننزل في آخر الخط مقابل التكية السلمانية بشارع الطبيب مسلم البارودي ثم نمشي لشارع النصر ونركب في الباص لساحة القصور ومن هناك نمشي حوالي عشر دقائق.
أذكر بعض طلاب المخيم ممن كانوا من دفعتي : سليم الماضي ، علي جلبوط ، مصطفى الشهابي، عدنان موسى، محمد عودة، سمير فاخوري، ماجد أبو ماضي، خالد موعد ، عبد الله موعد، محمد خليل خليفة ، فراس حمدان، أحمد عمايري، محمود الشريف، عبد القادر زيدان ، رياض شتيوي.
ومن الطالبات أذكر : هند جودة ابنة عمي، آمال عباس ، أمينة الشهابي ، سوسن فؤاد عودة،زهرة الرفاعي ، منيرة عودة، فاطمة زيدان ، إنعام درباس ، نعمت أبو العنين ، هيفاء خرطبيل ، حنان السكري، آسيا علي ، شقيقتان من بيت الخطيب، رفقة الجزائرلي وآمنة الرشيد ، وغيرهن.
وأذكر من طلبة خان الشيح دياب جليل ونعيم فضيل ونعمة خالد.
ومازلت أذكر عددا من المدرسين فكان المدير سعيد الصويري يدرسنا علم النفس التربوي ، وزهير حبش للاجتماعيات ومحمد محفوظ للقومية واكتشفت أنه شقيق الأستاذ الرائع إسماعيل محفوظ الذي درسنا فلسفة بثانوية اليرموك ، ومدرسة من بيت نصري للفنية ، وأخرى اسمها سلوى للموسيقى ، ونور الدين الخشة مدرس الرياضة ورجائي الصفدي للرسم، والطبيب محمود مللي كان يعطينا مادة الصحة، وأما المدرسون الفلسطينيون فأذكر منهم الدكتور الرائع محمود موعد للغة العربية، وغالب حوراني للتربية وقد اشتهر سنتها بقوله :( ما عندي كبير غير الجمل؛ وأي مشاغب بزتُّه من الشباك) ومن الموجهين كان الأستاذ يوسف والذي افتتح محلا بعد تقاعده مقابل محكمة اليرموك.
بعد حوالي شهرين من الدراسة صرنا نخرج لمدارس مدينة دمشق للتطبيق فيما كان يسمى( الاستاج )وكانت أجمل الأيام عندنا فأذكر المدارس التي طبقنا فيها مثل الملكة بلقيس في الحلبوني ولم أنس أنني ولأول مرة في حياتي أعطيت درسا عن مادة العلوم فنال استحسان المشرفين بقوة ، وكذا كنا نطبق في مدرسة العرفان بالطلياني فطلبت مني مرة أستاذة من بيت مريدن درس نشيد للصف الرابع فأعطيت الطلاب نشيد :
أنا يا أخي آمنت بالشعب المضيع والمكبل ...............وحملت رشاشي لتحمل بعدنا الآجيال منجل
وما أن انتهت الحصة حتى حفظ الطلاب النشيد بأداء رائع كما حفظت الأستاذة مريدن اسمي لتكريمي.
كنا نعاني من الوصول للمدرسة ولا سيما في فصل الشتاء فاتفقنا يوما أن نتعاقد مع مكرو يقوده سائق اسمه أبو علاء فكنا نجتمع صباح كل يوم على زاوية شارع جلال كعوش مع تقاطع شارع فلسطين ونستقله للمدرسة وكنا مسرورين من هذا العمل ولا سيما أنه يوفر علينا جهدا ووقتا ، ثم ازداد عددنا فاتفقنا مع باص ولكن الخلافات التي دبت بيننا على الزعامة جعلتنا نرجع لبهدلة باصات المخيم والقصاع.
كانت المدرسة تصرف لنا راتبا شهريا مقداره مئة وعشرون ليرة سورية كمصاريف دراسة أذكر أنني كنت أعطي الوالد منه مئة ليرة وأبقي لي عشرون ليرة لا غير.
أذكر أنني في نهاية عام ١٩٧٥ غبت عن المدرسة أربعة أيام ، لأنني خضعت لعملية استئصال اللوز في مشفى العربي بشارع بغداد بإشراف الطبيب محمد فائز المط على حساب الأونروا إذ زرته ومعي الموافقة من الأونروا فقرر أن يجريها بعد نصف ساعة!! كنت وحدي ماذا أفعل حتى لا يقلق علي أهلي ؟
وقفت على باب المشفى انتظر أحدا أعرفه يمر في شارع بغداد أو يخرج من عين الكرش ؛ فما هي إلا لحظات حتى رأيت صديقي عزت فارس الذي يسكن ي حاة الفدائية فأوصيته أن يمر علىى بيتنا ويخبرهم أنني سأجري عملية جراحية اليوم.
أجريت العملية ، ولم أنم تلك الليلة ولم يواسني إلا زخات المطر على نافذة المشفى فذكرتني بحنان من فقدتها، في الصباح خرجت من المشفى متجها إلى موقف باصات المخيم.
من الحوادث المهمة في هذه السنة هو التقارب السوري الأردني وحتى مناهج التعليم بدأت بالتوحد بدأ من الصف الأول وهذا الانفتاح انعكس في الصف الخاص فقررت إدارة المدرسة برحلة لطلابها إلى الأردن ومن المعروف أن اللاجئ الفلسطيني لا يسمح له بدخول الأردن إلا بموافقة أمنية تستغرق أكثر من شهرين ؛ ولما أعلمنا الإدارة بذلك خاطبوا بعض الجهات وقالوا لنا بعد يومين : لا مشكلة في الموضوع أحضروا الهويات فقط أنتم كالطلبة السوريين.
فرحنا فرحا شديدا وفي اليوم المحدد وفي منتصف ذات ليلية وزعوا ستين طالبا وطالبة على ستة باصات ومع تباشير فجر اليوم التالي كنا في الرمثا نحمل هوياتنا إلا الطالبة سوسن عودة فيبدو أنها أضاعت هويتها فأحضرت معها بطاقة الإعاشة والكرت الأحمر!!
وما بين أخذ ورد ، ويا أبيض ويا أسود ويا مشحر و يا مغبر ، وبعد ساعتين من الجدل كان القرار واضحا، وحتى تدخلات الأستاذ رجائي الصفدي والذي كان صهر وزير الاقتصاد محمد العمادي لم تجدِ نفعا.
وأخيرا دخل الإخوة والأخوات السوريون الأردن بعد أن افرغوا لنا باصا يقلنا إلى حيث نشاء في الأراضي السورية العزيزة ، وقبل شروق الشمس كنا عند شلالات تل شهاب في درعا ففاجأنا أهل المنطقة لأنهم أول مرة يرون رحلة مدرسية من بزوغ الفجر!!
بالفعل كان بوما ممتعا فلسطينيا بامتياز ، ثوريا غصبا عنا ، حيث قضينا يوما من العمر ونحن ننشد ( على الرباعية رافعين الراس فلسطينية) و ( فوق التل وتحت التل ) وبعد تناول فطورنا قرب بحيرة المزيريب انطلقنا إلى كل المناطق الأثرية حتى وصلنا بصرى الشام شرقا ثم عدنا للمخيم بعدما أنزل السائق مَنْ لا يسكن المخيم في أقرب منطقه من سكنه.
وذات خميس أخبرنا الموجه جورج أن علينا أن نحضر غدا للمدرسة للاشتراك في الانتخابات البلدية والمحلية ففهمناه أننا فلسطينيون ولا يحق لنا الانتخاب ، فلم يقتنع وأصر على الحضور ، جئنا صباح الجمعة فأحضروا باصات تقل الطلاب والطالبات السوريين لمراكز الانتخابات واعتذروا منا وطلبوا منا الرجوع لبيوتنا!! اقترح الثنائي علي جلبوط ومصطفى الشهابي أن نخرج في رحلة فوافق الجميع فسرعان ما دبرنا باصا وبعد ساعة ونصف كنا في عين الصاحب وصيدنا ومعلولا بعد أن اشترينا ما يلزمنا من طعام وشراب من ساحة القصور ، إذ قضينا يوما فلسطينيا آخر بامتياز .
ومن الأحداث المهمة في تلك السنة وقع اختباراتنا النهائية بشهرين الحرب اللبنانية وحصار تل الزعتر مما أثر ذلك على نفسيتنا إذ تألمنا بمرارة لأهلنا وللمجزرة المروعة التي راح ضحيتها الآلاف.
ومن الأمور التي لا أنساها أنني ذات يوم خطر على بالي وأنا أقف بشارع النصر اتجاه مبنى البريد والهاتف أن أقدم طلبا للهاتف فقلت لهند ابنة عمي تعالي معي وقدمي لك طلبا للهاتف فربما بعد عشر سنوات تجدينه كلقمة الغلاء فرفضت وقالت : (أبوي ما بخليني )فدخلت لوحدي وكتبت طلبا ووضعت عليه طابعا بخمس وخمسين قرشا.
انتهى العام الدراسي سريعاً، وانتهت الاختبارات وبعد شهر وكان الوقت شهر رمضان كنت مع أصدقائي ننتظر أسماء الناجحين والناجحات في بهو وزارة التربية بالجسر الأبيض، وكنت خائفا ، وقبل تعليق أسماء الناجحين علقوا ورقة واحدة كتب عليها وافق وزير التربية الدكتور شاكر الفحام على تعيين العشرة الأوائل معلمين بمحافظة ريف دمشق وهم : ........ لم أصدق أن ترتيبي كان الثاني على شباب دفعتي بمجموع قدره ٧٣٦ علامة
في اليوم التالي راجعت مديرية الأطراف وكان اسمي قد وصلهم فعينوني في مدرسة خربة الشياب التي تبعد عن المخيم ١٩كيلا وعن مقام السيدة زينب حوالي عشرة أكيال في حين أنهم عينوا باقي زملائي في المحافظات النائية كالرقة والحسكة، ولنا ذكرى جميلة عن قرية خربة الشياب ومدرستها في الحلقة القادمة إن شاء الله
يتبع .....،،
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف