الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ادب الاختلاف : الشورى نموذجــا بقلم:اسماء حمزة بدران

تاريخ النشر : 2014-04-19
أدب الاختلاف : الشورى نموذجــاً

مضــى الأولون بمنهجهم الاجتهادي علماءً وأئمة الى ان الاصل الواحد لا يضيره كثرة الافرع . وبــرزنا تابعين من بعدهم بمنهج خلافي فلا نقــبل الانصياع لكلمة حق لم نقلها نحن او أئمتنا . ونرى الجانب المعتم فقط في كل حوار مع الاطراف الاخرى وبذا كان من الضروري البحث في ادب غاب عنا في تربية الناشئة على بناء الامة فحملناهم مسؤولية هدمها وبناءها ونحن اولى ان نحمل هذه المسؤولية اذ قصرنا في التربية والتعليم و بناء العقل قبل تقصيرهم في التطوير او البناء .
وعليه كان من الواجب علينا البحث في الاداب والايدلوجيات التي نقصت من لغتنا وقصرت عن اذهاننا لنؤصلها من جديد في ارواحنا ونصقلها في سلوكنا . ومن هذه الاداب أدب الاختلاف . فالمزعوم ان الاختلاف ما يجب ان نتجنبه لنتقدم والجلي اننا حين تركناه تراجعنا . وهناك فرق كبير بين الخلاف والاختلاف من الواجب قبل البدء ايراده .
مفهوم الاختلاف والخلاف والفرق بينهما كما ذكرهما ابو البقاء الكفوي في كلياته:
- (الاختلاف): ما اتحد فيه القصد، واختلف في الوصول إليه، و(الخلاف): يختلف فيه القصد مع الطريق الموصل إليه.
2- (الاختلاف): ما يستند إلى دليل، بينما (الخلاف): لا يستند إلى دليل.
3- (الاختلاف): من آثار الرحمة، بينما (الخلاف): من آثار البدعة.
4- (الاختلاف): لو حكم به القاضي لا يجوز فسخه من غيره، بينما (الخلاف): يجوز فسخه. وخلاصة قوله: إنه إذا جرى الخلاف فيما يسوغ سمي اختلافاً، وإن جرى فيما لا يسوغ سمي خلافاً.

وما ارغب بطرحه الان هو المفهوم الاول الذي ينطوي عليه الاختلاف عند اتحاد القصد. ومن النماذج المعرفة عند عامة الناس الشورى وان كانت تتخذ في منحى اتخاذ القرارات فقط وواصبح الناس في عامة الامر ينحازون لمى يسمى بالديموقراطية والتي ليست من الشورى في شيء .

الشورى نموذجا ..
تعد الشورى من الاوامر الربناية المفروضة على اولي الامر كما هو معروف وجلي بيننا . وقد اتت الشورى بمبادئها وآدابها مسوغة لمفوهم االختلاف وادابه اذ لولا فضل الاختلاف ما كانت الشورى من ضرورات الحكم بالعدل .
ومن مبادئ الشورى التي تتلاقى ومفهوم الاختلاف .
اولاً اتحاد القصد ، فالهدف العام لكل من يشارك في هذه الشورى هدفه واحد هو خدمة الدين والامة والرقي بالمصلحة المرجوة من الطرح.
ثانياً ان الاختلاف ما يجعل من الشورى امراً مجد ذو قيمة .
ثالثاً ان الاختلاف بداية الحوار والاصلاح وبه تنمو القيم والمعارف بين الناس .
رابعــا الشورى قد تصل بالمتحاورين المختلفين الى الحل الاكمل او الامثل , ايضاً الاختلاف يوحي بالتكامل بين العناصر المختلفة
خامساً وجود ولي الامر في الشورى يمنع الخلاف الظاهري ويخرج خير ما في عقول من يشاورهم بادب المختلفين وبالادلة التي تثبت رأيهم .

آداب الاختلاف الواجب مراعاتها في الشورى :
اولاً : رفق المشاور بالمختلفين . وهو امر مرجو اذ يبقي المختلفين في جو الفكر لا جو الخوف ، مما يدفعهم لاخراج ادلتهم ورأيهم الذي يوافق او لا يوافق المشاور دون خوف .
ثانياً : العذر بالجهــل . فالاختلاف ايضاً في الرأي يمتد الى الاختلاف في المعرفة والعلم. وعلى العالــم عذر الجاهل والاستماع اليه فربما كان ابداعه ارفع من ابداع العالم .
ثالثاً العذر بالاجتهاد . وهذا في الامور الشرعيـة غالباً وفيه يقول ابن القيم العامي لا مذهب له لأن المذهب إنما يكون لمن له نوع نظر واستدلال.
رابعاً ان لا يتكلم المتكلمون بجهالــة قال تعالى { ولا تقف ما ليس لك به علم }
خامساً ان لا يكون الهدف من الاختلاف وابداء الرأي تفنيد ودحض اراء المختلفين وانكار علمهم .
سادساً طرح جديد من الافكار التي ترتقي بالدليل الى مستوى القبول والتنفيذ .
سابعاً الرقي بالنفس والاعتناء بها للحد الذي يتقبله المختلفين فيما بينهم .
وعليه فعلينا الالتفات الى مفهوم الاختلاف وآدابه في تربية الناشئة وعاملاتنا كلها فنرتقي بذلك حد التاريخ .

اسماء حمزة بدران
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف