الصمم المؤقت نعمة ونقمة
الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصمم اتخذ الاسبوع الاخير من شهر نيسان ( 20 – 26 ) عام 1976م اسبوعا مميزا عن بقية الاسابيع ، اطلق عليه ( اسبوع الاصم ) 0
جمعيات الاشخاص الصم والهيآت العامة في الوطن العربي ، تقيم في هذا الاسبوع من كل عام نشاطات متنوعة وهادفة لادماج الاصم في المجتمع والوقاية من مسببات الصمم الدائم والآثار السلبية المترتبة عليه في حياة الاصم النفسية والعصبية والاجتماعية والاقتصادية –
من الآثار الناتجة عن الصمم الدائم البكم ، وليس كل اصم ابكم ؛ ولذلك سارعت جمعيات الاشخاص الصم الى توفير المراكز المتخصصة في حالات الصمم ،قسمت اشارة الصم الى ثلاث لغات : الاصوات المعبرة : * الابجدية الاشارية للحروف * الوصفية * الرمزية ، ثم حددوا عدة عوامل مؤثرة في حالات الصمم منها : زواج الاقارب ، الحمى الشوكية ؛ تصاب بها الام أو الطفل في الاشهر الاولى بعد الولادة 0
لا يختلف الاشخاص الصم عن بقية أفراد المجتمع من حيث مستوى الذكاء والفراسة وسرعة البديهة ، وأن فرقا بين الاعاقة الذهنية وبين الصم ؛ ولذلك هم قادرون على التعاطي مع المهن اليدوية بكل جدارة حسب الفروق الفردية بين شخص وآخر 0
اما تفاعلهم مع المواقف والاحداث على المستوى الشخصي والقومي ؛ فانه يبدو جليا وبصورة ايجابية ؛ فهم أكثر رومنسية عندما يعشقون ، مشاعرهم نبيلة ؛ تظهر على قسمات وجوههم وفي لغتهم الاشارية التي تنقل لنا تفاصيل حياتهم ومشاكلهم وأسرارهم ؛ يساعد مترجمو الاشارات في توضيحها 0
البيئة التي تحيط بالشخص الاصم من كل جانب والثقافة التي يتلقاها بشتى تصنيفاتها وكذلك لغة الاشارة العالمية والعربية الموحدة ؛ كلها تؤثّر في سلوكه وانفعالاته ؛ فينعكس على ردّات فعله ، حتى ان تغيّر ملامح وجهه او حركاته الاشارية الجسمانية تكون بمثابة بديل عن الصوت العالي عند حاجة اللجوء اليه 0
وفي هذا السياق يرد الى الذهن سؤال : هل يحتاج الانسان ان يكون اصما - - متى - - وكيف ؟ - - الاجابة : نعم - - يحتاج ان يكون اصمّا ؛ عندما يسمع البذيء من القول ، والكلام حين يكون سببا للفتنة والافساد بين الناس ، حالة الصمم تكون صمما مؤقتا يخضع لارادة المستمع 0 أما اذا كان الغرض من الصمم المؤقت الاستعلاء والحاق الاذى والضرر بمن يرسل القول اليه ؛ فتلك قضية آخرى - - خاصة اذا كان ممن لهم شأن في سلطة ؛ علت او دنت مراتبها ، عندها يتقن دورات التمثيل ويتفنن فيها ؛ متى يمحو الصمم واثره ، او كيف يمثل ادوارا تمثيلية لا حصر لها في استغلال ضعف الفرد من عامة الناس ؛ فيبدي له صلف القول انه غير مستعد للسماع ، او انه مشغول بمكالمة شخصية مملة ، او انه ضاق ذرعا بالعامة ، يتأفف ، يزمجر ، يخرج من مكتبه ليقطع حبل التواصل مع المراجعين
الصمم الدائم ابتلاء من الله – سبحانه وتعالى – اما الصمم المؤقت ، اما ان يكون نعمة اختارها الانسان ، او بلاء جناه على نفسه ونقمة
بقلم : بديع عويس
الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصمم اتخذ الاسبوع الاخير من شهر نيسان ( 20 – 26 ) عام 1976م اسبوعا مميزا عن بقية الاسابيع ، اطلق عليه ( اسبوع الاصم ) 0
جمعيات الاشخاص الصم والهيآت العامة في الوطن العربي ، تقيم في هذا الاسبوع من كل عام نشاطات متنوعة وهادفة لادماج الاصم في المجتمع والوقاية من مسببات الصمم الدائم والآثار السلبية المترتبة عليه في حياة الاصم النفسية والعصبية والاجتماعية والاقتصادية –
من الآثار الناتجة عن الصمم الدائم البكم ، وليس كل اصم ابكم ؛ ولذلك سارعت جمعيات الاشخاص الصم الى توفير المراكز المتخصصة في حالات الصمم ،قسمت اشارة الصم الى ثلاث لغات : الاصوات المعبرة : * الابجدية الاشارية للحروف * الوصفية * الرمزية ، ثم حددوا عدة عوامل مؤثرة في حالات الصمم منها : زواج الاقارب ، الحمى الشوكية ؛ تصاب بها الام أو الطفل في الاشهر الاولى بعد الولادة 0
لا يختلف الاشخاص الصم عن بقية أفراد المجتمع من حيث مستوى الذكاء والفراسة وسرعة البديهة ، وأن فرقا بين الاعاقة الذهنية وبين الصم ؛ ولذلك هم قادرون على التعاطي مع المهن اليدوية بكل جدارة حسب الفروق الفردية بين شخص وآخر 0
اما تفاعلهم مع المواقف والاحداث على المستوى الشخصي والقومي ؛ فانه يبدو جليا وبصورة ايجابية ؛ فهم أكثر رومنسية عندما يعشقون ، مشاعرهم نبيلة ؛ تظهر على قسمات وجوههم وفي لغتهم الاشارية التي تنقل لنا تفاصيل حياتهم ومشاكلهم وأسرارهم ؛ يساعد مترجمو الاشارات في توضيحها 0
البيئة التي تحيط بالشخص الاصم من كل جانب والثقافة التي يتلقاها بشتى تصنيفاتها وكذلك لغة الاشارة العالمية والعربية الموحدة ؛ كلها تؤثّر في سلوكه وانفعالاته ؛ فينعكس على ردّات فعله ، حتى ان تغيّر ملامح وجهه او حركاته الاشارية الجسمانية تكون بمثابة بديل عن الصوت العالي عند حاجة اللجوء اليه 0
وفي هذا السياق يرد الى الذهن سؤال : هل يحتاج الانسان ان يكون اصما - - متى - - وكيف ؟ - - الاجابة : نعم - - يحتاج ان يكون اصمّا ؛ عندما يسمع البذيء من القول ، والكلام حين يكون سببا للفتنة والافساد بين الناس ، حالة الصمم تكون صمما مؤقتا يخضع لارادة المستمع 0 أما اذا كان الغرض من الصمم المؤقت الاستعلاء والحاق الاذى والضرر بمن يرسل القول اليه ؛ فتلك قضية آخرى - - خاصة اذا كان ممن لهم شأن في سلطة ؛ علت او دنت مراتبها ، عندها يتقن دورات التمثيل ويتفنن فيها ؛ متى يمحو الصمم واثره ، او كيف يمثل ادوارا تمثيلية لا حصر لها في استغلال ضعف الفرد من عامة الناس ؛ فيبدي له صلف القول انه غير مستعد للسماع ، او انه مشغول بمكالمة شخصية مملة ، او انه ضاق ذرعا بالعامة ، يتأفف ، يزمجر ، يخرج من مكتبه ليقطع حبل التواصل مع المراجعين
الصمم الدائم ابتلاء من الله – سبحانه وتعالى – اما الصمم المؤقت ، اما ان يكون نعمة اختارها الانسان ، او بلاء جناه على نفسه ونقمة
بقلم : بديع عويس