الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من مخيم اليرموك (٣٤) بقلم:خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2014-04-18
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٤) بقلم:خليل الصمادي
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٤)

تجربتي في مركز التدريب المهني عام ١٩٧٥

بعد نجاحي بالشهادة الثانوية وبالرغم من علاماتي القليلة فقد كنت راغبا في دخول الجامعة وأظن أنه كان يحق لي أقسام اللغة العربية والحقوق وغيرها ، إلا أنّ الوالد كانت له رغبة أن أدخل دار المعلمين ( الصف الخاص) فهو برأيه أقصر الطرق للمستقبل فالدراسة به سنة واحدة وبعدها تتكفل الدولة بتعيني معلما، وهذا الرأي كان يميل إليه أكثر أهل المخيم بسبب ضيق ذات اليد.
قدمت أوراقي وفي الوقت نفسه ذهبت للحلبوني وقدمت طلبا للالتحاق بمركز التدريب المهني التابع للأنروا و المعروف يومها باسم VTCفي قسم الرسم المعماري.
كان المعهد يقع في منطقة المزة على آخر طريق الأوتستراد في بناء كبير جدا خصصته الأونروا من بداية ستينات القرن الماضي لتعليم أولاد اللاجئين مهنا يدوية كالكهرباء والميكانيك والتمديدات الصحية والنجارة وغيرها ، وقد تخرج فيه آلاف الطلاب ومارسوا مهنهم بحرفية عالية وكانت الأنروا ترسل أوائل الخريجين لألمانيا وغيرها للالتحاق بدورات معززة لما تعلموه، وفي السبعينات وأذكر أن جارنا أحمد الناجي سافر لألمانيا لمدة شهرين فكان حديث الحارة لمدة سنوات.
تطور المركز في السبعينات فقد ضم عدة فروع وأقسام فنية مثل الرسم المعماري وفني إنشاءات والصيدلة ورفعوا شروط القبول فاشترطوا حصول الشهادة الإعدادية للمهن اليدوية والثانوية للمهن الفنية وتحول اسمه بعد سنوات من مركز إلى معهد.
وبالفعل داومت هناك منذ اليوم الأول وكان في بداية شهر رمضان المبارك ، إذ كنت أخرج من المخيم بالباص إلى موقف الجامعة ومن هناك أركب في باص مزة أوتستراد وأترجل في آخر موقف وأظن قرب جامع الأكرم الذي لم يكن قد بني بعد ، ثم أتابع سيرا لمدة عشر دقائق ، وكان المركز قبل ذلك العام يجبر جميع طلابه على المبيت فيه والنزول فقط يوم الخميس لزيارة الأهل إلا أنه منذ ذلك الوقت ترك الأمر اختياريا إلا لطلاب المحافظات.
وأذكر أنه كان في قسمي من طلاب المخيم : محمد أبو خرج ، وليد فالح الشهابي ، محمد خير فضل ، عمر تيم وغيرهم وبعض الطلاب من مخيمات حلب وحمص وحماة ودرعا وقد درّسنا عدة مدرسين ومدرسات أكفاء ومخلصن أذكر منهم الأستاذة كوثر خليفة للانكليزي والأستاذ رشيد أبو رنة من صفد للمساحة ، ومدرسة المختبرات نسيت اسمها ولكنها كانت زوجة أمين السر رفعت الأسدي.
ذات صباح وفي الطابور الصباحي وقف مدير المركز الأستاذ محمود تيم الذي كان ناشطا في الفصائل الفلسطينية كما كان يتمتع بشخصية قوية مرعبة وقف وقال أمام جميع الطلاب : أي طالب يثير الشغب ولا يسمع الأوامر هذا يكون عميلا للعراق ولصدام حسين وسأسلمه للمخابرات !! ويومها كانت العلاقات السورية العراقية في الحضيض .
قلت في نفسي ما هذا الإسفاف من أعلى هرم في المدرسة فمن يومها عافت نفسي المعهد ومديرها ، بيد أن نائبه سليمان كرداسي كان على خلق رفيع وأذكر أن له ابنة كانت مذيعة بالتلفزيون السوري اسمها سلوى اشتركت في فيلم مع دريد لحام أظن اسمه المزيفون عن قصة المفتش العام لغوغول.
أذكر أنني لم أنم في المعهد إلا ليلة واحدة حيث كان في المساء اجتماع مع نائب المدير الكرداسي واجتمعنا في المطبخ وبدأ بتوجيه ملاحظاته للطلاب الجدد ومما قاله وهو يحث الطلاب على حسن الهندام : كل لنفسك والبس لغيرك ، وأيضا : البس قدرك حتى تنزل قبرك ، ولم أدر لم ٓأكد في تلك الأمسية على اللباس ولم أدر أيضا ما الذي ذكرني بحكم عمرها أربعين سنة ربما لأنني قد أكون سمعتها لأول مرة أو لأنها خرجت من القلب للقلب ، أما تهديدات المدير محمود تيم فلم أدر لماذا لم أنسها أيضا مع أنها على النقيض من نصائح نائبه ؛ فربما تكون هي التي كرهتني بالمعهد وكذا ببعض رجال التنظيمات الفلسطينية.
ودارت الأيام وانشق محمود تيم عن القيادة الفلسطينية في سورية وغير بوصلته وهاجر للأردن وأصبح نائبا لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني عبد الحميد السايح فقلت سبحان مغير الأحوال!! وعلمت فيما بعد أنه انتقل لرحمة الله فغفر الله لنا وله.
في تلك الفترة حدثت مأساة لعمتي منيفة (أم حسين) في خان الشيح فقد فقدت ابنها محمد خير والذي كان من أترابي وابنتها فتحية التي تكبرني بعامين والعروس الجديدة إثر مشاجرة عائلية بين بكرها حسين الشهابي وعمه ؛ وحتى حسين أصيب بجروح بليغة شفاه الله منها إكراما للثكلى أمه، وظلت هذه الحادثة مسيرة شؤوم على عمتي يرحمها الله.
وفي تلك الأثناء أيضا باع الوالد بيتنا في شارع جامع الرجولة واشترى أرضا له ولأخي سميح الذي كان مدرسا في ليبيا من ( أبو منير عودة) سعر القصبة ألفا ليرة سورية وباشرنا بالبناء في ساحة الريجة وخلال فترة قصيرة صرنا ببيتنا الجديد.
اقتربت نهاية رمضان وأخذنا إجازة العيد على أمل الرجوع للمعهد وفي الوقت نفسه صدرت قوائم قبول طلاب الصف الخاص وكنت من المقبولين واستخرت الله فانشرح صدري للصف الخاص ،وكما أنها رغبة الوالد، وانقبض من ال في تي سي ومديرها فتركتها غير آسف وداومت في دار المعلمين العامة بالقصور وهذا ما سأتناوله في الحلقة القادمة إن شاء الله.
يتبع......
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف