الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحســود لا يسود بقلم : مخلص محجوب الحاج حسن

تاريخ النشر : 2014-04-18
الحســود لا يسود
بقلم : مخلص محجوب الحاج حسن
عضو لجنة البحث والتوثيق بمكتبة بلدية جنين العامة
قال تعالى، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" قلْ أعوذ بربّ الفلق، من شرّ ما خلق، ومن شرّ غاسق إذا وقب ، ومن شرّ النفاثات في العقد، ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد" سورة الفلق، فقد ّوردت كلمة الحسد و مشتقاتها خمسَ مرات في القرآن الكريم.
والحسد هو تمنّي زوال النعمة عن صاحبها سواءً نعمة دينية وهي الأهم أو دنيوية كالغنى والصحة والجاه والعلم والمركز والجمال والقوة والذكاء وغيرها، قال تعالى: "وإنْ تعدّوا نعمة الله لا تـُحصوها" من آية 34- سورة ابراهيم، فكلّ ذي نعمة محسودٌ، فالحسد حقيقة ثابتة غيرُ مرئية، والعياذ بالله من شره قبلَ وبعد وقوعه، وعلينا بقراءة آيات الدعاء و الأذكار الواردة المنصوصة مثل آية الكرسيّ والمعوّذتـيْن.
وما الذي أغاظ إبليس من آدم عليه السلام؟! وما هو سبب إقدام قابيل على قتل أخيه هابيل؟! ولا ننسى ما جاء على لسان يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام في قوله تعالى" قال يا بنيّ لا تقصصْ رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيْداً، إن الشيطان للإنسان عدوٌ مبين" آية 5 سورة يوسف. والكيد هو التخطيط لإلحاق السوء والضرر عن طريق المكر والخديعة والإحتيال ، قال تعالى: " وان تصبروا و تتقوا لا يضركم كيدهم شيئا " آية 12 سورة آل عمران.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العيْنُ حقٌ ولوْ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ لسبقتـْه العين، وإذا استـُغسـِلَ أحدُكم فليغسلْ" رواه مسلم والإمام أحمد، ويذكر بأن الغـُسلَ منوطٌ بالسحر ويتم بدق سبع ورقات من شجرة السدر وخلطها بماء دلو الأغتسال. الخ، كما يتداول الناس بمرارة مَهمة أخذ شيءٍ من أثر الحاسد العائن لحرقه والإغتسال به. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إيّاكم والحسدَ فإن الحسد يأكل الحسناتِ كما تأكل النارُ الحطبَ " رواه أبو داود . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تباغـَضوا ولا تحاسدوا و لا تدابـَروا ولا تقاطـَعوا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحلّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ" متفق عليه، بمعنى أنّ الحسد يسببُ البغضاء والقطيعة والمدابرة.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا حسدَ إلاّ في اثنتيْن : رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناءَ الليل و آناءَ النهار، ورجلٌ آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناءَ الليل و آناءَ النهار " متفق عليه، ولفظة آناء جمع أنى بمعنى ساعاته، ومثلها رواية لسالم عن أبيه أوردها مسلم أيضا. والمقصود بالحسد هنا هو الغبطة بمعنى كوْنه مسروراً ويتمنى توفـّرالنعمة له كما هي لصاحبه في بابي التلاوة والتصدق، وأيّ نعمة أكبرُ من هذا . وها هو الصحابي عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا لا تـُعادوا نِعمَ الله عزّ وجلّ ، فقيل له : ومنْ يُعادي نِعمَ الله عزّ وجلّ ؟! فقال: الذين " يَحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مٌلكاً عظيماً" آية 54- سورة النساء .
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقيَ من العين " رواه مسلم، والرقــْية هي الاستعانة بقوى معنوية تشمل نصـاً دينياً.
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي( المتوفى بالبصرة 51هـ) رضي الله عنه "أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجدُه في جسده منذ أسلم، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "ضعْ يدك على الذي تألـّمَ من جسدك ، وقلْ :أعوذ بالله وقدْرته من شِرّ ما أجدُ وأُحاذر" رواه مسلم، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ العيْن لــَــــتـُدْخل الرجلَ القبرَ والجملَ القـِدْرَ" رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد(244:9) وأبو نعيم في (حلية الأولياء (7: 90) كما رواه عبد الله بن عدي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وصححه الإمام السيوطي وناصر الدين الألباني رحمهما الله .
وأما العائن وأعوذ بالله منه فهو الحاسد الذي يضربُ بنظرة عينه، ويُعرف الذي يصيب بالعين لغة ً بِ شـَيوه ، قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "تعوّذوا بالله من قدَر ٍ وافقه إرادة حسود ٍ" ، و جاء في المثل العربي "الحسد مطيّة التعب"، و"الحسود لا يسود" ، وجُعلت رسْمة العيْن يخترقها السهم شارة ً لتدلّ على الحسود الحقود ،فقيل: عين الحسود فيها عود ، ولم يغفل كبار الشعراء وهم من النخبة وبمثابة صحافة اليوم عن تناول هذا الأمر ، فقال أبو تمام الطائي :-
وإذا أراد الله نشرَ فضيلة ***** طـُويت أتاحَ اللهُ لها لسانَ حسـود
و قال عبد الله ابن المعتز:- واصبرْعلى كيْد الحسود ***** فإن صبرك قاتلـــُه
فالنارُ تأكل بعضـَــــــــها ***** إنْ لم تجدْ ما تأكلــُه
وقال البحتري:- ولن تسْــتبينَ الدهرَ موقع نعمةٍ ***** إذا أنت لم تـُدلـــّلْ عليها بحاسد
وقال المغيرة المهلبي :- إنّ العرانين تلـْقاها مُحسـّدة ً ***** ولا ترى للئام الناس حٌسـّـادا
وقال مؤيد الدين الطغرائي:-
إنّ الحسود وإنْ أراك تودّداً ***** منه أضرّ من العدوّ الحـاقد
والعرانين هي جمع عـِرْنين وهو السيد الشريف.
وقال معن بن زائدة الشيباني :-
ما يُحـْســدُ المرءُ إلاّ مِن فضائله ***** بالعلم والظرْف بالـْباسِ والجود
وقال أبو الحسن التهامي :-
ما اغـْــتابني حاسدٌ إلاّ شـَرُفْـْتُ به ***** فحاسدي منعمٌ في زيِّ مـُنتقم
وقال مؤيد الدين الطغرائي:-
إنّ الحسود وإنْ أراك تودّداً ***** منه أضرّ من العدوّ الحـاقد
وفي الختام نعوذ بالله من شرّ الحاسدين والحاقدين وكلّ عائن.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف