هدير الضمير
أقوال وأمثال - 122
(مع حكماء الشعراء)
جمع وترتيب - ياسين عبد الله السعدي
قال محمد ذياب محمود المِسْكي الجنيني:
إنّ الحياةَ، وإن طالتْ لنا حيناً ***** يزفُّها أجلٌ لا بدَّ آتينا
الناسُ تَضحكُ والأيّامُ ساخرةٌ ***** منهم، وهـمْ عن صُروف الدهر لاهونا
كان الشاعر المصري الشاب، مصطفى الجزار، قد شارك في مسابقة أمير الشعراء بقصيدة بعنوان: (كَفْكِفْ دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترةْ). لكنها رُفضتْ من قِبَل لجنة التحكيم بحجة أن موضوعها لا يخدم الشعر الفصيح)، نقتطف منها:
كَفْكِفْ دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترةْ ***** فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَـتْ مُستعمَــرَهْ
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ ***** سقـطَتْ مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرةْ
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ ليصفَحوا ***** واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرةْ
ولْتبتلــعْ أبيــاتَ فخــرِكَ صامتــاً ***** فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ ثـرثرةْ
والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ ***** فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطـرةْ
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهــا ***** واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرةْ
وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً ***** وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرةْ
اكتبْ لهـا مـا كنــتَ تكتبُــــه لهــا ***** تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرةْ
يـا دارَ عبلــةَ بـالعـــراقِ تكلّمــي ***** هــل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرةْ؟!!
قال خليل مطران:
غوثُ اللهيفِ أَبَرُّ في ميقاته ***** من وعده بِغِنىً بعيدِ منالِ
وأشدُّ خطبٍ أن يُمنى عاثر***** بإقالةٍ ويظلُّ غيرَ مُقالِ
قال طَرَفَة بن العبد:
وما هذه الأيامُ إلا مُعارةٌ ***** فما اسطعتَ من معروفها فتزودِ
فإنك لا تدري بأية بلدةٍ ***** تموتُ، ولا ما يُحدثُ الله في غدِ
يقولون لا تَبْعُدْ؛ ومن بُعْدُهُ ***** ذراعين من قُرْبِ الأحبةِ يَبْعُدِ
قال ابن المقري:
زيادةُ القول تَحكي النقصَ في العمل***** ومنطق المرء قد يهديه للزللِ
إن اللسان صغير جرمه وله ***** جرم عظيم كما قد قيل في المثلِ
فكم ندمتَ على ما كنتَ قلتَ به ***** وما ندمتَ على ما لم تكنْ تقلِ
وأضْيقُ الأمر أمرٌ لم تجد معه***** فتىً يُعينك أو يهديك للسبلِ
عقل الفتى ليس يغني عن مشاورة ***** كعفة الخود لا تغني عن الرَّجُلِ
إن المشاور إما صائبٌ غَرَضاً ***** أو مخطئٌ غيرُ منسوبٍ إلى الخطل
لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به ***** فالنحلُ، وهو ذباب، طائر العسلِ
ولا يغرَّنَّك ودٌّ من أخي أملٍ ***** حتى تجرِّبَه في غيبة الأملِ
قال ابن هرمة:
إذا أنتَ لم تأخذْ من اليأس عصمةً ***** تُشَدُّ بها في راحتيك الأصابعُ
شربتَ بطَرْقِ الماء حيث لقيتَه ***** على رَنَقٍ واستعبدتْكَ المطامعُ
وفي اليأس عن بعض المطامعِ راحةٌ ***** ويا رُبَّ خير أدركتْه المطامعُ
وقال أيضاً:
احفظ ْ لشيبك من عيب ٍ يُدنـّسُه ***** إنّ البياض قليلُ الحَمْـلِ للدَّنَسِ
قال أبو دُلف القاسم بن عيسى العجلي:
فينا لكـُنَّ، وإنْ شيْبٌ بدا، أرَبٌ ***** وليس فيكنَّ بعد الشيْبِ من أرَب ِ
شيْب ُالرجال لهمْ عـِزٌّ و مكرمة ٌ ***** وشيبُكـُنّ لَكُنّ الذلُّ؛ فاكتئبي
[email protected]
أقوال وأمثال - 122
(مع حكماء الشعراء)
جمع وترتيب - ياسين عبد الله السعدي
قال محمد ذياب محمود المِسْكي الجنيني:
إنّ الحياةَ، وإن طالتْ لنا حيناً ***** يزفُّها أجلٌ لا بدَّ آتينا
الناسُ تَضحكُ والأيّامُ ساخرةٌ ***** منهم، وهـمْ عن صُروف الدهر لاهونا
كان الشاعر المصري الشاب، مصطفى الجزار، قد شارك في مسابقة أمير الشعراء بقصيدة بعنوان: (كَفْكِفْ دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترةْ). لكنها رُفضتْ من قِبَل لجنة التحكيم بحجة أن موضوعها لا يخدم الشعر الفصيح)، نقتطف منها:
كَفْكِفْ دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترةْ ***** فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَـتْ مُستعمَــرَهْ
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ ***** سقـطَتْ مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرةْ
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ ليصفَحوا ***** واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرةْ
ولْتبتلــعْ أبيــاتَ فخــرِكَ صامتــاً ***** فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ ثـرثرةْ
والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ ***** فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطـرةْ
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهــا ***** واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرةْ
وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً ***** وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرةْ
اكتبْ لهـا مـا كنــتَ تكتبُــــه لهــا ***** تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرةْ
يـا دارَ عبلــةَ بـالعـــراقِ تكلّمــي ***** هــل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرةْ؟!!
قال خليل مطران:
غوثُ اللهيفِ أَبَرُّ في ميقاته ***** من وعده بِغِنىً بعيدِ منالِ
وأشدُّ خطبٍ أن يُمنى عاثر***** بإقالةٍ ويظلُّ غيرَ مُقالِ
قال طَرَفَة بن العبد:
وما هذه الأيامُ إلا مُعارةٌ ***** فما اسطعتَ من معروفها فتزودِ
فإنك لا تدري بأية بلدةٍ ***** تموتُ، ولا ما يُحدثُ الله في غدِ
يقولون لا تَبْعُدْ؛ ومن بُعْدُهُ ***** ذراعين من قُرْبِ الأحبةِ يَبْعُدِ
قال ابن المقري:
زيادةُ القول تَحكي النقصَ في العمل***** ومنطق المرء قد يهديه للزللِ
إن اللسان صغير جرمه وله ***** جرم عظيم كما قد قيل في المثلِ
فكم ندمتَ على ما كنتَ قلتَ به ***** وما ندمتَ على ما لم تكنْ تقلِ
وأضْيقُ الأمر أمرٌ لم تجد معه***** فتىً يُعينك أو يهديك للسبلِ
عقل الفتى ليس يغني عن مشاورة ***** كعفة الخود لا تغني عن الرَّجُلِ
إن المشاور إما صائبٌ غَرَضاً ***** أو مخطئٌ غيرُ منسوبٍ إلى الخطل
لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به ***** فالنحلُ، وهو ذباب، طائر العسلِ
ولا يغرَّنَّك ودٌّ من أخي أملٍ ***** حتى تجرِّبَه في غيبة الأملِ
قال ابن هرمة:
إذا أنتَ لم تأخذْ من اليأس عصمةً ***** تُشَدُّ بها في راحتيك الأصابعُ
شربتَ بطَرْقِ الماء حيث لقيتَه ***** على رَنَقٍ واستعبدتْكَ المطامعُ
وفي اليأس عن بعض المطامعِ راحةٌ ***** ويا رُبَّ خير أدركتْه المطامعُ
وقال أيضاً:
احفظ ْ لشيبك من عيب ٍ يُدنـّسُه ***** إنّ البياض قليلُ الحَمْـلِ للدَّنَسِ
قال أبو دُلف القاسم بن عيسى العجلي:
فينا لكـُنَّ، وإنْ شيْبٌ بدا، أرَبٌ ***** وليس فيكنَّ بعد الشيْبِ من أرَب ِ
شيْب ُالرجال لهمْ عـِزٌّ و مكرمة ٌ ***** وشيبُكـُنّ لَكُنّ الذلُّ؛ فاكتئبي
[email protected]