الزيارة المحرمة
محمد سيف الدولة
[email protected]
((لا زيارة للقدس فى ظل الاحتلال تحت اى ظرف))
((لا دخول لفلسطين بتأشيرة إسرائيلية))
((لا ذهاب للقدس الا كتفا بكتف مع الإخوة المسلمين، بعد تحريرها))
***
كان هذا هو القرار الوطني الذى اتخذته الكنيسة القبطية بقيادة البابا شنودة منذ توقيع المعاهدة المصرية الإسرائيلية عام 1979 . بل انها قررت معاقبة كل من يخالف هذا القرار بالحرمان من سر التناول، أحد أسرار الكنيسة السبعة .
وعندما رحل البابا شنودة كان هذا هو الموقف الذى تصدر قائمه مآثره فى كل شهادات النعى والرثاء التى قيلت فى حقه تدليلا على وطنيته ومصريته الأصيلة .
ولم يكن هذا الموقف من الكنيسة المصرية سوى امتدادا طبيعيا لتاريخ الكنيسة الوطنى منذ ثورة 1919 وما بعدها .
ولقد مثلت هذه المواقف الوطنية للكنيسة اكبر نقد ودحض ورد على كل الذين كانوا يحاولون التشكيك فى الولاء الوطني للمسيحيين المصريين والعرب بحجة انهم يشاركون اليهود الإيمان بكتاب مقدس واحد هو العهد القديم والذى ورد فيه وعد الرب لهم بأرض فلسطين .
وكان هؤلاء المشككون يدافعون، من هذا المنطلق الخاطئ، عن مبدأ استبعاد الاخوة المسيحيين من اى مناصب تمس الأمن القومي المصري بسبب إمكانية وجود تضارب بين معتقداتهم الدينية وولاءهم الوطنى . وكانوا يستشهدون بمواقف أشخاص معدودين مثل المحامى موريس صادق من أقباط المهجر الذي دأب على بعث رسائل تأييد واستغاثة لإسرائيل، يدعوهم فيها إلى مساعدة الأقباط على تحرير مصر من الغزو العربي الاسلامى على غرار ما فعلوه فى ارض إسرائيل .
ولكن كانت كل دعوات التشكيك تتكسر دائما على صخرة تاريخ الوحدة الوطنية المصرية فى مواجهة العدو الخارجى، وعلى صخرة صلابة موقف الكنيسة المصرية ضد التطبيع مع إسرائيل رغم كل الأثمان الباهظة التى دفعتها من جراء ذلك فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ناهيك عن رفضها العقائدى للتفسير الصهيونى للكتاب المقدس .
***
ولكن حين نقلت لنا وكالات الإعلام هذا الاسبوع، أنباء عن تنظيم رحلات دينية مسيحية من مصر الى لقدس المحتلة احتفالا بعيد القيامة واسبوع الآلام، حاول البعض توظيف الحدث لإعادة التشكيك فى موقف الأقباط المصريين من إسرائيل .
ولكن قامت الكنيسة القبطية بتأكيد موقفها الرافض لاى زيارات إلى القدس قبل تحريرها، وهددت بتوقيع العقوبات على من خالف الحظر الكنسى المفروض .
وهو ما يطرح تساؤلا مهما حول سر هذه الزيارات المريبة ومن هي الجهات المنظمة ؟ وما هي أهدافها فى هذا التوقيت بالذات ؟ وهل هى محاولة لزرع فتنة من نوع جديد ؟ أو زيادة الفتنة القائمة بالفعل، اشتعالا ؟
أيا كان الإجابة، فانه يتوجب التصدي لها بحزم، ودعم موقف الكنيسة المصرية فى موقفها الثابت برفض هذه الزيارات وتحريمها، مع فضح و ادانة كل المطبعين، مسلمين كانوا أو مسيحيين .
القاهرة فى 13 ابريل 2014
محمد سيف الدولة
[email protected]
((لا زيارة للقدس فى ظل الاحتلال تحت اى ظرف))
((لا دخول لفلسطين بتأشيرة إسرائيلية))
((لا ذهاب للقدس الا كتفا بكتف مع الإخوة المسلمين، بعد تحريرها))
***
كان هذا هو القرار الوطني الذى اتخذته الكنيسة القبطية بقيادة البابا شنودة منذ توقيع المعاهدة المصرية الإسرائيلية عام 1979 . بل انها قررت معاقبة كل من يخالف هذا القرار بالحرمان من سر التناول، أحد أسرار الكنيسة السبعة .
وعندما رحل البابا شنودة كان هذا هو الموقف الذى تصدر قائمه مآثره فى كل شهادات النعى والرثاء التى قيلت فى حقه تدليلا على وطنيته ومصريته الأصيلة .
ولم يكن هذا الموقف من الكنيسة المصرية سوى امتدادا طبيعيا لتاريخ الكنيسة الوطنى منذ ثورة 1919 وما بعدها .
ولقد مثلت هذه المواقف الوطنية للكنيسة اكبر نقد ودحض ورد على كل الذين كانوا يحاولون التشكيك فى الولاء الوطني للمسيحيين المصريين والعرب بحجة انهم يشاركون اليهود الإيمان بكتاب مقدس واحد هو العهد القديم والذى ورد فيه وعد الرب لهم بأرض فلسطين .
وكان هؤلاء المشككون يدافعون، من هذا المنطلق الخاطئ، عن مبدأ استبعاد الاخوة المسيحيين من اى مناصب تمس الأمن القومي المصري بسبب إمكانية وجود تضارب بين معتقداتهم الدينية وولاءهم الوطنى . وكانوا يستشهدون بمواقف أشخاص معدودين مثل المحامى موريس صادق من أقباط المهجر الذي دأب على بعث رسائل تأييد واستغاثة لإسرائيل، يدعوهم فيها إلى مساعدة الأقباط على تحرير مصر من الغزو العربي الاسلامى على غرار ما فعلوه فى ارض إسرائيل .
ولكن كانت كل دعوات التشكيك تتكسر دائما على صخرة تاريخ الوحدة الوطنية المصرية فى مواجهة العدو الخارجى، وعلى صخرة صلابة موقف الكنيسة المصرية ضد التطبيع مع إسرائيل رغم كل الأثمان الباهظة التى دفعتها من جراء ذلك فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ناهيك عن رفضها العقائدى للتفسير الصهيونى للكتاب المقدس .
***
ولكن حين نقلت لنا وكالات الإعلام هذا الاسبوع، أنباء عن تنظيم رحلات دينية مسيحية من مصر الى لقدس المحتلة احتفالا بعيد القيامة واسبوع الآلام، حاول البعض توظيف الحدث لإعادة التشكيك فى موقف الأقباط المصريين من إسرائيل .
ولكن قامت الكنيسة القبطية بتأكيد موقفها الرافض لاى زيارات إلى القدس قبل تحريرها، وهددت بتوقيع العقوبات على من خالف الحظر الكنسى المفروض .
وهو ما يطرح تساؤلا مهما حول سر هذه الزيارات المريبة ومن هي الجهات المنظمة ؟ وما هي أهدافها فى هذا التوقيت بالذات ؟ وهل هى محاولة لزرع فتنة من نوع جديد ؟ أو زيادة الفتنة القائمة بالفعل، اشتعالا ؟
أيا كان الإجابة، فانه يتوجب التصدي لها بحزم، ودعم موقف الكنيسة المصرية فى موقفها الثابت برفض هذه الزيارات وتحريمها، مع فضح و ادانة كل المطبعين، مسلمين كانوا أو مسيحيين .
القاهرة فى 13 ابريل 2014