الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من مخيم اليرموك (٣٣) بقلم خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2014-04-17
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٣) بقلم خليل الصمادي
ذكريات من مخيم اليرموك (٣٣)

دراويش مخيم اليرموك :

كان مخيم اليرموك يحتوي على عدد من الدراويش وطيبي القلب ومن متخلفي العقول عاشوا بين زواياه وحاراته لا يَظلمون ولا يُظلمون إلا ما ندر بل كان أكثر الناس تعطف عليهم وتؤمن لهم ما يحتاجونه من مأكل أو ملبس أو مسكن متأسين بالحديث الشريف (إنما تنصرون بضعفائكم) ومن هؤلاء :

خالد عبد المجيد :
من لوبية لا يعرفه إلا ساكنو شارع اليرموك كان بيته مقابل فرن الحصري ، يخرج كل يوم بكلابيته وغالبا ما يشعل سيجارته ، طيب القلب محب للناس ثقيل الكلام ، ذات يوم من الستينات هاج ثور في شارع اليرموك فهرب الناس إلا خالدا فركض نحوه وهجم عليه ولكن الثور كان أقوى منع فرفعه بقرونه وهوى به على الأرض فتأذى المسكين وبعد مدة ارتاح خالد من الحياة ومتاعبها فرحمة الله عليه.
رجل نسيت اسمه ولكن الكثيرين يعرفونه :
كان يشتغل في أحد محلات بيع البوظة في سوق الحميدية وفي طريقه للعمل كان يصطحب مسجلة كبيرة يضع فيها خطاب جمال عبد الناصر الذي يتعرض فيه لمحاولة الاغتيال ويترك الصوت يصدح بما أوتي من قوة ، ويظل يعيد الخطاب مرات عديدة أظن إنه كان يسكن في الدخلة التي تسبق شارع لوبية أي مقابل محلات مطر ، أخبرني أحد الأصدقاء مؤخرا أن اسمه عبدو.
يوسف الخطيب :
أبو باسل من شفا عمرو ، طيب لأبعد الحدود وعلى باب الله ، مربوع الشكل يقيم في حارة شعب التي على زاويتها مطعم اللورد ، آثر البقاء في المخيم فجاع وعطش وبرد ودع الحياة في أواخر عام ٢٠١٣ بقذيفة هوت عليه فأردته.
الأخرس :
لا أعرف اسمه ولكنه مشهور أكثر من زعماء التنظيمات الفلسطينية ، طويل رفيع ، في كل عرس له قرص، ينتمي للجميع ، يخرج مع حماس وفتح والديمقراطية والشعبية والقيادة والعامة والجهاد ، يرع علم فلسطين وويعصب رأسه بأي شعار وكأنه في معركة ، إن لم تشاهدونه في مقبرة اليرموك أثناء تشييع الشهداء فلا شك أنكم سترونه على إحدى الشاشات. وقبل شهرين قيل أن الأخرس مات في المخيم فلم أدر أهو المذكور أم غيره.
عوني نوارة :
أبو العون شاب كان من الطلاب المجدين بثانوية اليرموك منذ افتتاحها مرّ بأزمة عاطفية ففقد عقله يسكن في الشارع المقابل لساحة الريجة الواصل لمدارس الأنروا قيل إنه بقي بالمخيم أصيب برصاصة قناص في المخيم بعد مروج الناس بأسبوعين لكنه لم يمت.
حسين العلي :
نزح من الجولان مع أهله وكان من طلاب مدرسة الجليل قرب جامع عبد القادر الحسيني وفصل منها بسبب تخلفه العقلي ولكنه أحب المدرسة وطلابها ومعلماتها فاشتغل فيها متطوعا وهو في سن العاشرة يساعد الأذنة ويقضي حاجيات المعلمات ويحنو على الأولاد يعتاش من إكراميات المعلمات ظل على عهده ملازما المدرسة خمسا وأربعين عاما ، قصير القامة أسمر اللون صغير العينين ينتعل جزمة في الصيف والشتاء لقي حتفه في أواخر عام ٢٠١٢ بالمخيم.
فؤاد :
لم أعرف نسبته ولكنني أعرف أنه كان يشتغل عند الحاج علي ديب الخالد منذ ستينات القرن الماضي يحمل البلوك على طنبر كان طويلا قوي البنية ، أصيب بفقد عقله قبل عشرين عاما وظل ملازما ساحة الريجة يطلب عشر ليرات ممن يراه انتقل للقدم ولقي حتفه هناك قبل عام.
نوفل :
شخصية بريئة طيوبة يمتاز بوزنه الزائد كان يقيم في دخلة بن الأمراء ويجلس غالبا على مدخل دكان العايدي لبيع الخضراوات ، كان يعتاش مما يتقاضاه من الناس جراء ايقاظهم على سحور رمضان. وأحيانا يقوم بفصفصة الخضار لزبائن العايدي جراء أجر زهيد.
غريبة :
امرأة غريبة الأطور كانت تقيم في حارة المغاربة كل يوم تأتي إلى سوق الخضار وتشتري ما زهد به الناس ربما لأرانب كانت تربيهم أو لغير ذلك ، كانت عصبية المزاج تتشاجر مع الناس لأتفه الأسباب وكثيرا ما كان الأولاد يغيظونها بقولهم : التربة قريبة يا غريبة فتقوم برجمهم بالحجارة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف