الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شوارع الضفة: غياب العنوان وتزوير لهوية المكان بقلم:شادي مقبول

تاريخ النشر : 2014-04-17
شوارع الضفة: غياب العنوان وتزوير لهوية المكان بقلم:شادي مقبول
شوارع الضفة: غياب العنوان وتزوير لهوية المكان
                                    شادي مقبول
ما أن تسافر من مدينة رام الله باتجاه الخليل جنوباً، حتى تُدرك مدى التزوير الذي تعرضت له الشوارع والأراضي في الضفة الغربية، من خلال مئات اللافتات المنتشرة على جوانب الطرقات تحمل مسميات محرفة لهذه الشوارع.
وفي الوقت الذي تنتشر فيه اللافتات الاستيطانية ذات الطابع التزويري، يغيب ما يبيّن الأسماء الحقيقية للمكان، ولا تظهر أية معالم على الطريق تعرّف المسافر بأسماء القرى والبلدات الفلسطينية المنتشرة، والتي يمكن تمييزها عبر لافتات وضعها الاحتلال عند مداخل هذه البلدات تحذر الإسرائيليين من "دخول المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية تحت طائلة المسؤولية".
 وتختلف ألوان اللافتات على طول الطريق بما يعبّر عن طبيعتها، فالخضراء منها تحمل أسماء لمناطق يصلها الطريق، وتوضع عادةً قبل الوصول إلى المفترقات. أما اللافتة البيضاء على شكل سهم فتوضع عند المفترقات لتشير باتجاه المنطقة التي تحمل اسمها، فيما تدل اللافتات البنية على مناطق ذات طابع سياحي. كما تصادفك لافتات صفراء تحذيرية يحمل بعضها طابعاً عنصرياً، كتلك المثبتة عند مدخل بلدة العيزرية وتحذر الإسرائيليين من تصليح مركباتهم في مناطق السلطة الفلسطينية تحت طائلة القانون.
بينما يمكن تمييز الأراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية من خلال لافتات حمراء اللون تحمل عبارات باللغات الثلاث العبرية والعربية والإنجليزية تحذر الإسرائيليين من دخول هذه المناطق وهي "ممنوعة وخطرة على حياتهم وتشكل مخالفة جنائية في حقهم".
من بداية الرحلة إلى الخليل انطلاقاً من مفترق عيون الحرامية شمال رام الله، تبدأ بالتعرف على المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين، ولكلٍ منها لافتات تظهر مسمى المستوطنة وهو في أحيان كثيرة تحريف للاسم الأصلي للمكان و"ترجمة" من الاسم العربي إلى العبري بما يمكن أن نطلق عليه "العبرنة"، وتبدو جودة التصنيع والصيانة الدائمة لهذه اللافتات واضحةً بشكل يعكس مدى الاهتمام الإسرائيلي بتكريس هذه المسميات التزويرية.
في ذات الرحلة تشاهد العشرات من البلدات والقرى الفلسطينية دونَما إشارات تعرّف على أسمائها؛ سلواد، بتين، برقة، دير دبوان ... وتستمر الرحلة مروراً بمفترق جبع فحزما والشوارع الملتفة حول مدينة القدس وصولاً للعيزرية، ومنها إلى حاجز "الكونتينر" فطريق وادي النار وبلدة العبيدية، وهناك في العبيدية وضع المجلس المحلي لافتة تدل على المكان عند مدخل البلدة، غير أنها كما لافتات أخرى وُضعت في بعض البلدات الفلسطينية لا تلتزم بشكل موحد أو معايير فنية وغالباً ما تكون بحاجة للصيانة، ما يعكس تقصيراً فلسطينياً في هذا الموضوع.
دون الدخول إلى بيت ساحور وبيت لحم، يمر المتجه للخليل عادةً عبر شارع زعترة، ليقابل بلدات فلسطينية لم تبذل مجالسها المحلية جهداً لتضععند مفترقاتها ومداخلها لافتات تدلّ على أسمائها في مواجهة سيلٍ من اللافتات التي تحمل مسميات عبرية غريبة عن هذه الأرض، فترى العساكرة والزير وزعترة وخربة الدير وتقوع، وغيرها من قرى وبلدات لا تعرف لها اسماً إلا إذا سألتَ أحد السائقين المارين بمركباتهم في المنطقة.
ومن تقوع إلى المفترق الذي يؤدي للشارع الرئيسي الواصل إلى الخليل والمعروف بشارع الستين، لا توجد أي إشارة بالعربية توحي بضرورة الانعطاف يميناً للوصول إلى هذا الشارع،بل أصبح ذلك عرفاً لدى السائقين، ومن يمر هناك لأول مرة لا بدّ أن ينتظر أحداً ليدله على الطريق مع غياب لافتات عربية تدل على اتجاه الطريق، وفي نهاية الشارع يصادفك مفترق وإشارات ضوئية ولافتة استفزازية تشير باتجاه القدس باسم (أورشليم) يميناً، وتشير أخرى إلى اليسار وقد كُتب عليها (كريات أربع) فيما لا تجد ذِكراً للخليل.
وفي هذا الشارع الواصل بين القدس والخليل، ترى العشرات من اللافتات التي تشير لمسميات المستوطنات الاحتلالية المنتشرة في المكان، وتمر بجانب مداخل بلدات فلسطينية لا ترى ما يشير لأسمائها. فيما تلاحظ لافتات قديمة لبعض البلدات قام المستوطنون بتخريبها وشطب الاسم العربي عنها كما هو الحال بالنسبة للافتة بلدة بني نعيم، وهو ما يوضّح الجهد الذي يبذله الاحتلال ومستوطنيه لتكريس المسميات "المعبرنة" وطمس الأسماء الأصلية للمكان.
ورغم تنفيذ مشروع حمل اسم "إعرف وطنك" قبل نحو أربع سنوات، تم خلاله تركيب لافتات تعريفية للبلدات الواقعة ضمن المناطق المصنفة (أ) و(ب) الخاضعتين لسيطرة السلطة، إلا أن المشروع ظل مقتصراً على محافظة رام الله، ولم يوسع ليشمل بقية المحافظات.
إن أسماء الأراضي والتجمعات الفلسطينية بما تمثلهمن مكون رئيسيفي الهوية الوطنية، تتطلب اهتماماً رسمياً جاداً،واتخاذ خطوات عملية لإبراز هذه الأسماء والمحافظة عليها في مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة لتزوير تاريخ المكان وتغيير معالم الجغرافيا، وأهم هذه الخطوات إدراجالموضوعضمن أولويات مجلس الوزراء،وعلى رأس سلم أولويات المجلس الأعلى للمرور كجسم يضم مختلف الجهات ذات العلاقة بالطرق وبنيتها التحتية، وأن تُصدر وزارة الحكم المحلي تعميماً إلى كافة المجالس والهيئات المحلية لتثبيت لافتات وفق مواصفات محددة ونظام خاص لإبراز أسماء القرى والبلدات والتجمعات السكانية عند مداخل كل منها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف