الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يوم الأسير الفلسطيني..عندما تتألق الحرية في زفافها الكوني بقلم عيسى قراقع

تاريخ النشر : 2014-04-17
يوم الأسير الفلسطيني..عندما تتألق الحرية في زفافها الكوني بقلم عيسى قراقع
يوم الأسير الفلسطيني... عندما تتألق الحرية في زفافها الكوني

بقلم عيسى قراقع
وزير شؤون الاسرى والمحررين

تحل ذكرى الأربعين ليوم الأسير الفلسطيني 17 نيسان، وهناك من قارب الوصول إلى قضاء أربعين عاما في سجون الاحتلال، ولازالت الحرية تشتبك مع زمن السجن وقضبانه وظلامه الذي طال.

هذا العام الذي أعلنت الأمم المتحدة انه عام التضامن مع الشعب الفلسطيني،وفي هذا الشهر الأسطوري، شهر نيسان الذي تمتزج فيه كل الذكريات الصعبة ، وتتفتح فيه حكايات الضحايا ابتداء من مذبحة دير ياسين واستشهاد القائد عبد القادر الحسيني، وذكرى مذبحة الفردان التي سقط فيها الشهداء القادة: كمال ناصر وكمال عدوان ويوسف النجار، واستشهاد القائد أبو جهاد خليل الوزير، وحصار الرئيس الخالد أبو عمار، ومذبحة جنين، واعتقال القائد مروان البرغوثي، وحصار كنيسة المهد وإبعاد 39 محاصرا إلى المنفى، ويستمر نيسان بالفيضان دما ووجعا وكأنه خارج التقويم العالمي.

 في نيسان يتفتح الورد وسط الدم، يصير تراب الأرض احمر احمر، ويرسل لنا فصل الربيع تحيات اللوز الأخضر ليكون شهر الحرية حيث دقّ الاسرى بسواعدهم وإرادتهم جدران السجون، اهتزت القيود، وتحرك المعذبون في زنازينهم، وتحركت الشمس خلفهم، وتحرك البحر معهم، وصار الجوع والإيمان واليقين هو سلاح الاسرى في مواجهة دولة السجون والمعسكرات والقمع الوحشي.

في نيسان أعلنت الحكومة السويسرية أن دولة فلسطين أصبحت دولة سامية متعاقدة في اتفاقيات جنيف الأربع، فسقطت نظريات الموت الإسرائيلي، وارتفعت مكانة الاسرى قانونيا وأخلاقيا وسياسيا إلى الأعلى، وانحدرت دولة إسرائيل إلى العنصرية والفاشية.

في نيسان، وقف الأسير كريم يونس يتأمل القادم الأحلى، ويرى أمه تحمل الزعتر في قرية عارة، تقف بين الجبل والساحل، تقترب أكثر من حلمها عندما ترى قمرا يطل من جهة القدس، هو ابنها الفدائي الذي عاد مع الآيات المبشرات بانتصار الحق على السيف والمدفع.

في نيسان هناك امرأة أسيرة اسمها لينا جربوني، مرّ عنها 8 آلاف امرأة فلسطينية دخلن السجن منذ عام 2000، وكل أسيرة هي غصن زيتون و لمعة برق في سماء الكون، وكل أسيرة تركت وراءها بطولة أنثى أدهشت السجانين وأقلقت دولة تجلس فوق النار، لا تعرف شيئا سوى إطلاق الرصاص على الحياة واقتناص المجدلية والحب.

في نيسان أعلن مروان البرغوثي محاكمة دولة الاحتلال، وتنبأ وسط الزنازين والعزل أن الاحتلال إلى زوال، وبدأ يحسب سنوات الأربعين مؤبدا منتظرا اليوم الأول للسلام والذي هو اليوم الأخير لبقاء الاحتلال.

يوم الأسير، الذي أعلن المجلس الوطني الفلسطيني انه اليوم العالمي والوطني لمناصرة الاسرى، يحل هذا العام بشكل مختلف ومميز، هناك أصبح في أيادينا أدوات حادة وهامة من أدوات القانون الدولي ، وآليات لمحاسبة وملاحقة الإسرائيليين على جرائم حرب ارتكبوها بحق الاسرى منذ عام 1967 وأصبح من الأهمية دعوة كافة الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف الأربع للانعقاد للقيام بمسؤولياتها تجاه دولة فلسطين المحتلة وأسراها في السجون.

لم يعد الاسرى إرهابيين ومجرمين ورهائن لقوانين إسرائيل العسكرية وأحكامها الجائرة، بل أسرى حرب وأسرى حرية محميين باتفاقيات جنيف الأربع وأحكامها وبقرارات الأمم المتحدة وميثاقها وبالقانون الدولي الإنساني.

لم تذهب روح قاسم أبو عكر وعرفات جرادات وعلي الجعفري وميسرة أبو حمدية وقافلة طويلة من شهداء الحركة الأسيرة هدرا ، هذه الأرواح ستكون حاضرة في محكمة الجنايات الدولية وتدلي بشهاداتها عن القتل العمد، والتعذيب والإهمال الطبي والإذلال والقمع الوحشي ، وسوف تشير إلى كافة المسؤولين الماثلين في قفص الاتهام واحد واحدا.

في يوم الأسير تقف دولة فلسطين أمام العالم أجمع ، ويقف الرئيس أبو مازن مخاطبا كل شعوب الأرض وهي تستيقظ أخيرا وترى شعبا يؤسس دولته بالقانون والأخلاق والصمود والصبر والإرادة ، وليس بالحرب والعسكرة والسيطرة على الآخرين.

يقف ما يقارب مليون أسير دخلوا السجون منذ عام 1967 خلف الرئيس يؤدون السلام الوطني ويغنون النشيد الفلسطيني الذي سيصبح نشيد الحرية لكل المضطهدين أينما كانوا، وسيرى العالم أحلامهم الحقيقية ، أياديهم،ذكرياتهم، أعمارهم المنسية، ويرون فيهم أنبياء حملوا البشارة، ووصلوا القدس أخيرا، باب القيامة وباب الأقصى، وعرجوا مطمئنين إلى الكرمل والبحر المتوسط.

يوم الأسير الفلسطيني يعني أن الحرية تتألق الآن في زفافها الكوني، ويعني أن هناك من يزال يلبس زي الجلاد ويقف على الحاجز العسكري لمنع الهواء والناس والفراشات من المرور، وأن هناك وجوها مقنعة تتحرك في ظلام الزنازين وبين الأسلاك لم تصل إليها لجنة تحقيق دولية أو قاضي محكمة لاهاي ليسألها : كم قتيلا سقط حتى الآن، وكم مشبوحا علق في مسلخ المسكوبية.

يوم الأسير هذه السنة هو أن يكون الفضاء لنا، لاغنياتنا، لأمنيات الأمهات والأطفال، لتفتح ذاكرتنا على التفاصيل كلها: ذلك الليل المسلح، تلك الدبابة الواقفة، ذلك الشهيد المضرج بدمه، تلك الصرخات المدوية في أقبية التحقيق ، ذلك المريض الذي يموت بطيئا مقيدا على السرير، هي ذاكرة شعب يضيء الشعلة بروحه ويسير إلى الأمام.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف