الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المربي القوقا .. رسم فلسطين تاريخاً وجغرافيا بقلم غسان مصطفى الشامي

تاريخ النشر : 2014-04-17
المربي القوقا .. رسم فلسطين تاريخاً وجغرافيا بقلم غسان مصطفى الشامي
لم يكن الشهيد القائد المربي الداعية خليل القوقا (أبو إياس) رجلًا عاديًّا، أو شخصية صماء، بل كان رجلًا من نوع آخر ومن طراز تربوي وفكري فريد، تشرق الابتسامة دومًا على وجنتيه، وفي مقلتيه ثورة إيمانية وضاءة، دومًا يخاطب القلوب قبل العقول بالمحبة والمودة والأسوة الحسنة، حمل همّ الدعوة مبكرًا، حمل في قلبه وعقله ووجدانه القضية الفلسطينية المقدسة والثورة على الاحتلال الصهيوني.

كان المربي أبا إياس القوقا يمثل مصدر قوة وإلهام لشباب الدعوة الإسلامية، وشيوخ ورجالات الحركة الإسلامية في فلسطين، فقد جسد هذا القائد الهمام ورسم معالم تحرير أرض فلسطين في محاضراته الدعوية، وخطبه الرصينة، ولقاءاته بالشباب والشيوخ وعموم الناس في مسجد الشاطئ الشمالي، ومساجد غزة قاطبة، كان لا يكّل ولا يمّل من خدمة دين الله ودعوة الخالدين.

لقد كان المربي الفاضل شهيد الإبعاد والغربة والداء أبو إياس ترتسم في عقله فلسطين الأرض والوطن والإنسان والحضارة والتاريخ، وكان دومًا يردد أمام الشباب والفتية الصغار في المخيمات الصيفية عبارة مركزية في حياته، وهي: "التحرير معركة حضارة وتاريخ"، لقد كان نعم الأب الحنون والقائد المربي والداعية الهمام، يجمع حوله الشباب ويحدثهم عن فلسطين الأرض والتاريخ والجذور، يحدثهم عن صفد، ويافا، وأسوار عكا، وفتح القدس زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وتحرير المسجد الأقصى المبارك زمن الناصر صلاح الدين..

لقد كانت فلسطين دومًا حاضرة في فكر ووجدان المربي أبي إياس، لقد كان بناء الجيل الدعوي الشاب وتربيته على الأخلاق الحسنة الهّم الأكبر لهذا الداعية، الذي تتربى وتتلمذ على يديه قيادات الحركة الإسلامية في قطاع غزة، وأصبحوا الآن هامات في الفكر والقيادة والإدارة والعمل القويم.

قال عنه الشيخ القائد إسماعيل عبد السلام هنية رئيس الوزراء كلمات، قال فيها: "لقد عرفته (رحمه الله) مبكرًا، إذ كنا نستمع إلى دروسه وخطبه ونتابع نشاطاته، ومازلت أتذكره إبان الثمانينيات وهو يطوف على مساجد الشاطئ المحدودة في ليلة القدر، يوم أن كان عدد المصلين القائمين فيها لا يتجاوز العشرة أو العشرين، ومازلنا نتذكر خطبه على منبر المسجد الشمالي، ثم لقاء ما بعد الصلاة الذي كان يجيب فيه عن أسئلة الشباب عن آخر المستجدات، ولقد أكرمني الله (سبحانه وتعالى) مبكرًا بتجويد تلاوة القرآن، وكنت أشارك في الافتتاح، وكان أبو إياس (رحمه الله) يقول: (سنستمع الآن لتلاوة الشيخ الطبلاوي)".

وأضاف القائد هنية في كلمته عن المربي القوقا: "هي محطات مرحلة التأسيس، كان هو أحد أعمدتها وروّادها، إذ طاف البلاد شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، وأسهم في زرع شجرة الدعوة الإسلامية داخل أراضي الـ(48)، وخاصة في النقب (بئر السبع)، إذ كان له درس أسبوعي في تلك الديار العزيزة من أرض فلسطين، ومازلت أتذكره وهو يقف أمام فرق المساجد الرياضية في صبيحة سداسيات الربيع، يوجه كلمته في هذا اليوم الرياضي الذي دشنته الجمعية الإسلامية، ومازلت أتذكره وهو يأتينا في المخيم الصيفي الذي كان يقام على أرض "المطينة" في شمال المخيم، ويوجه كلماته إلى الشباب تعزز فيهم روح الانتماء وحب العقيدة والوطن، لم يعرف الفقيد القوقا الراحة والسكينة بعد الإبعاد، مع توافر أسبابها له، فطاف في البلاد قاطبة، منها: مصر، والكويت، ودول الخليج، يشرح فكره ودعوته ويدعو إلى الثورة على الاحتلال، ومواجهته بالقوة لإجباره على الانسحاب من غزة والضفة وكامل تراب فلسطين، وقد أثمرت دعوته بعد سنوات بدحر المحتل من قطاع غزة، وتفكيك المستوطنات الصهيونية".

كلمة القائد هنية خرجت من رجل يدرك معنى صناعة التاريخ، ومن يصنع التاريخ ومن التاريخ يصنعه، وقد كان المربي الفاضل أبو إياس القوقا (رحمه الله) يصنع التاريخ تاريخ الدعوة والتربية والفداء والنضال والثورة على الاحتلال، ونخجل نحن الصغار في مقامة أصحاب الفكر العالي والمنارات الدعوية عندما نتحدث عنهم، لكن رسالتنا تدفعنا إلى الحديث عن هؤلاء الرجال العظام؛ لنقل تاريخهم الدعوي الثوري إلى الأجيال المتعاقبة.

لقد ولد المربي أبو إياس القوقا (رحمه الله) في قرية حمامة بفلسطين عام 1946م، وهاجر مع أسرته قسرًا في نكبة عام 1948م، ولقد نشأ وترعرع في أحضان أسرة إسلامية ملتزمة، عاش بين أزقة وشوارع مخيم الشاطئ للاجئين، هذا المخيم الذي أذاق جنود الاحتلال الويلات؛ جراء قذف شباب المخيم الحجارة وزجاجات (الملوتوف) على "جيبات" الجنود الصهاينة.

لقد كان المربي القوقا أحد مؤسسي المسجد الشمالي في الشاطئ، وأسس مع الإمام الشهيد أحمد ياسين الجمعية الإسلامية، وهو أحد مؤسسي الجامعة الإسلامية، وحركة حماس، وخطيب مفوه وفارس منابر.

أسرته سلطات الاحتلال الصهيوني العديد من المرات، كان آخرها في 28-12-1987م، وأبعد مرتين: في أولاهما أبعده جنود الاحتلال الصهيوني إلى جنوب لبنان في 11-4-1988م بتهمة إشعال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى عام 1987م، ثم أبعد إلى مصر الكنانة ثم إلى دولة الإمارات الشقيقة.

وهو سفير حركة حماس إلى العالم وهو في الإبعاد، وهو شهيد الإبعاد والغربة والداء في دولة الإمارات العربية المتحدة في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 2005م.

رحم الله شيخنا الكبير المربي شهيد الإبعاد أبا إياس القوقا وعوض فلسطين خيرًا.
إلى الملتقى

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف